سأخبر الله بكل شيء

تاريخ النشر: 10/01/14 | 7:17

"سأخبر الله بكل شيء" والله هذه الجملة زلزلت كل جوارحي فلم يكن مني إلا أن الجأ إلى قلمي امسكه واسكب ما بداخلي على الورق.. "سأخبر الله بكل شيء" كانت هذه آخر عبارة يقولها طفل سوري قبل أن يرتقي شهيداً لربه، عبارة اطلقها غير متردد ابداً، بدا كمؤمن يملك احساساً مرهفاً بحجم الخذلان العربي والعالمي لقضيته وقضية شعب انهكته الجراح ومعاول التشرد والقتل التي تحصد ارواحهم كل يوم دون كلل ولا ملل ودون أن تهز شعرة للضمير العربي أو أن يطرف جفن لزعيم "مسلم".

عبارة قالها الطفل الصغير ببراءة الطفولة التي ظن من خلالها أن ما يحدث في بلده من قتل وتشريد وسحق لأحلامه الطفولية يحدث بمعزل عن أعين الله سبحانه وتعالى، أدرك الصغير مبكراً انه شاهداً وأن صوته اصبح مسموعاً على بشاعة الإنسانية التي تتدثر خلفها شعارات المنظمات والمؤسسات الحقوقية التي تتغنى بحقوق الإنسان وبرامج حماية الطفولة وبأن في ذمته شهادة سيدلي بها في محكمة العدل الإلهية التي تنتظره كشاهد على حقبة زمنية غابرة ماتت فيه النخوة العربية.

هذا الملاك الصغير حلم أنه سيحيى وينمو ويكبر ويحبو ويلعب ويشعر بالأمان مع أقرانه ويمنحه أبواه الدفء والحنان والعطف ولكنه اكتشف الحقيقة بأن حلمه ليس إلا مجرد وهم وسراب وان الحياة لم تعد إلا غابة يسكنها الوحوش ويحكمها شخص أطلق عليه في يوم من الأيام بأنه ملك الغابة ولم يعد المثل ينطبق عليه بأن: (الأسد لا يأكل أولاده) بعد أن أصبح مجرد قطة تقتات على صغارها بمخالفة صارخة لقوانين الكون والطبيعة.

ومما يؤلمني ذلك الصمت العالمي عما يحدث في سوريا من جرائم بشعة يتعرض لها الشعب السوري الذي يئن تحت وطأة الظلم والقهر فأين شعارات حقوق الإنسان؟! أين عقلاء العالم ؟! أين مليار ونصف مسلم؟! وإن كنا سمعنا بعضاً منها إلا أنها تسير بخطى بطيئة، وبأصوات أقرب ما تكون للهمس غير كافية لكبح جماح تلك الوحوش الضارية.

لم هذا الصمت ؟ لما نشاهد ونسمع، ونكتفي بهز الرؤوس حسرة وألماً من غير أن نحرك ساكناً

لا ينبغي أن نترك الطفولة السورية تموت دون أن نقدم لها يد المساعدة، لا أقول المساعدة المادية فحسب وإن كانت ضرورية بل والمعنوية والنفسية كذلك، فكم من طفل فقد والديه أو أحدهما، وهو بحاجة شديدة ليد حانية تمسح على رأسه، وتطيب خاطره، وتعوضه بعضاً من حنان الوالدين الذي افتقده.

وتذكر أخي القارئ هؤلاء الأطفال، ولنعمل جميعاً على إسعادهم وإدخال الفرحة والبهجة لقلوبهم، ولنحاول قدر ما نستطيع أن نجبر كسر قلوبهم، فقد قيل: "ما عبد الله بشيء أفضل من جبر القلوب".

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك .. والله كلماتك قد أثرت بي كثيراً..
    أسأل الله العلي العظيم أن يحرر شعوب المسلمين كافةً من الظلم والقهر، وينصرهم على القوم الظالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة