حرب التطهير الطائفي والفوضى تعصفان بالاوطان العربية

تاريخ النشر: 02/01/14 | 3:56

امر مذهل وبشع ومرعب هذا الجاري في الوطن العربي، حيث يحط القتل والذبح والدمار والتشريد رحالة بكل الياته العسكرية والاعلامية التي تغرس مخالبها في اجساد وارواح الشعوب العربية المنكوبة والمذبوحة بكل اشكال الذبح والابادة من المحيط الى الخليج ومن المغرب الى المشرق العربي الذي يتعرض الى نكبة جديدة قد فاقت او تفوق اثارها وابعادها النكبة الفلسطينية وتشريد اكثرية الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطين ويا لسخرية التاريخ والهول والحوَّل العربي التاريخي والمُزمن اللذي ما زال ينتظر الحلول الاممية والغربية العرجاء التي هي نفسها اشرفت على قرار تقسيم فلسطين وافراغها من شعبها وهاهي سوريا اليوم تُذبح من الوريد الى الوريد وتُفرَّغ من شعبها وما زالت في انتظار موعد دموي أُطلق عليه تسمية "جنيف 2" وهو موعد مفتوح على مصراعيه للقتل والتشريد وقابل للتمديد حتى تشبع البراميل المتفجرة والقوى المتحاربة لحما ودما وتعيث في سوريا خرابا ودمارا حيثما وكيفما شاءت.. الجاري في سوريا وجارتها العراق ذبح ودمار وتشريد كان وما زال اساسه قرارات دولية وغربية من تشريع احتلال العراق وتدميره وتشريد شعبه وحتى تدمير سوريا وتشريد شعبها الذي يعيش في اتون مذبحة تاريخية شاملة مستمرة منذ عدة اعوام على مراى من كل العالم و النتيجة مئات الالوف من القتلى والجرحى وملايين المشردين واللاجئين ودمار وخراب هائل في ظل عجز عربي وصمت غربي مخزي ومهين من جهة وفي ظل اعلام عربي ما زال جزء لا باس منه يقف في صف الجزار ويسمح لنفسه انتحال اسماء الجزر والميادين العربية من جهة ثانية وبالتالي ماهو جاري في العالم العربي هو خراب وعجز يضاهي اضعاف الاضعاف مما كان عليه الوضع قبل ما يسمى بالربيع العربي!!

سوريا والعراق بلدان عربيان تدور فيهما حرب طائفية واهلية ضروس يُقتل ويُجرح فيها يوميا مئات الناس ناهيك عن التشريد والتطهير العرقي الجاري في هاتين البلدين وهو تطهير يرقي الى مستوى التطهير والابادة الجماعية ويكفي ان نذكر ان في دول الجوار والعالم ككل يوجد اليوم الملايين من اللاجئين العراقيين والسوريين والعرب ككل و لا ننسى طبعا اللاجئين الفلسطينيون واللبنانيون والمشردون في ليبيا واليمن والسودان ودول عربية اخرى….مدن ومناطق سكن كاملة شُرد اهلها و نزحوا في كثير من الدول العربية التي تدور فيها حروب اهليه…مدن كاملة كحلب السورية او سرت الليبية دُمرت دمارا شبه شاملا..مدن اخرى مثل الفلوجة في العراق لوثت بالاسلحة المشعة والكيماوية عام 2004 الى ابد الابدين..قرى ومدن عربية كاملة في سوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان نزح عنها اهلها خوفا من الحرب ومن القتل والانتقام على اساس عرقي او طائفي..اثنيات طائفية وعرقية عربية دينية هربت من نيران الحروب في العراق وسوريا وغيرهما…عدد كبير من الناس هاجر الى كل بقاع الدنيا والدول المجاوره، لكن عدد كبير ايضا هاجر داخليا وترك دياره الاصليه.. لاننسى انه في سوريا والعراق يحدث تغيير ديموغرافي وسكاني وطائفي قسري، حيث تُرحَّل مثلا بعض الطوائف من خلال الترهيب والقتل في العراق و بغداد بالذات وفي سوريا شمالا وجنوبا وفي ليبيا مصراته وما حولها وفي اليمن جنوبا وشمالا وسنة وشيعة الخ… حرب طائفية وعرقية جوهرها التطهير الطائفي والتغيير الديموغرافي في مناطق تسكنها هذه الطائفة او تلك!!

..مئات والاف السنين من العروبة والهوية الواحدة والعيش والتوافق ذهبت سدى واحترقت في اتون الحروب الطائفية والهمجية والسياسية المبرمجة التي تستعملها انظمة الحكم لدعم وجودها وبقاءها عبر الارتكاز على الطائفية والفئوية كما هو جاري في العراق وسوريا.. النظامين الحاكمين في هاتين البلدين العربيين اعتمدا ويعتمدا على الطائفية والتحريض الطائفي والعواقب اليوم اكثر من وخيمة واكبر بكثير مما توقعها المجرم جورج بوش الذي زرع الطائفية في العراق عام 2003..احد عُملاء الاحتلال الامريكي في العراق المدعو موفق الربيعي يذكر في مقابلة صحفية مؤخرا ان بوش هو اللذي شجع المالكي على اعدام صدام حسين والاخير اختار صبيحة يوم عيد الاضحى لتنفيذ هذا الاعدام اللذي يفتخر به العميل الربيعي ومشتقاته من امثال الجلبي والمالكي والهاشمي والدليمي الخ من عملاء خضراء بغداد الذين ساندوا الاحتلال وزرعوا الفتنة الطائفية في العراق وهي الفتنة التي امتدت الان الى سوريا ولبنان وكامل الوطن العربي…العميل موفق الربيعي يتحدث في المقابلة ذاتها عن جرائم صدام حسين وكيف أُعدم ويتناسى الجرائم البشعة وتهجير ثلث سكان العراق في ظل حكم الاحتلال وعملاءه من امثال الربيعي والجلبي والمالكي والعلاوي..الكارثة ان الاعلام الطائفي يسكب الزيت على النار ويحاول تسويق العدميين والعملاء في العالم العربي كحالة طبيعية وفي هذا المجال نذكر فضائيتي "الجزيره" و"الميادين" والاخيرة سرقت اسم الميادين العربيه لتصبح سيف في يد انظمة الحكم في العراق وسوريا…فضيحة اعلامية تاريخية ابطالها خريجي فضائية "الجزيره" الذين اسسوا "الميادين" لدعم انظمة الحكم والطائفيه تحت لافتة "ميادين الثورات" وتيمُنا بها!!

ليس هذا فقط بعض المناطق في اليمن تُهجَّر بسبب الحروب الطائفية والسياسية واخرى يُقتل سكانها بواسطة الطائرات بدون طيار الامريكية بتواطؤ وموافقة نظام الحكم في اليمن.. بعبع تنظيم "القاعدة" يتيح الفرصة للرئيس اليمني ان يصبح عميلا امريكيا على الهواء مباشرة ودون مواربة تجعل المواطنين اليمنيين هدف دائم للطائرات بدون طيار الامريكية وبموافقه مباشرة من رئيسهم!…في العراق يستعين النظام الطائفي بالقوات والاسلحة الامريكية لضرب الشعب العراقي تحت لافتة محاربة "الارهاب"…في ليبيا يختطف الامريكان من يشاءوا بتواطؤ من نظام الحكم..في تونس التي تحكمها " حركة النهضه" الاسلامية توجد قواعد امريكيه بتواطؤ وبموافقة الحكومه التونسيه..مصر تسبح في فوضى الثورة المضادة وترقيعة الدستور ومحاربة " الارهاب.. السودان وبعد ان قسَّمه نظام الحكم الى شمال وجنوب ذاهب نحو تقسيم اخر..في فلسطين يوجد سلطة صورة طبق الاصل من الانظمة العربية.. سلطة تتفاوض وتتواطا مع الاحتلال من اجل توفير راتب منتسبيها.. لبنان مجددا على حافة حرب اهليه وطائفيه..عن السعودية ودول المحميات الامريكيه في الخليج فحدث بلا حرج.. البشر تعيش في حُوش تحوشه الانظمة وتحميه امريكا.. فوضى عارمة وثورات مضادة تقودها دول الخليج وامريكا تعصف بالوجود العربي المجتمعي في الدول العربيه!!

هنالك معطيات تاريخية مذهلة تستحق التامل فمثلا العراق بحضارة 7 الاف عام وعروبة شيعية سنية ومسلمة ومسيحية متعايشة بسلام ومتصاهرة منذ قرون يُختصر في اشكالية فترة نظام صدام حسين القصيره جدا مقارنة بتاريخ وجود العراق وهذه الفترةهي الشماعة الذي يعلق عليها الطائفيون وعملاء الاحتلال الامريكي والايراني واقع ماهو جاري اليوم في العراق من حرب اهلية طائفية حطبها في البداية والنهاية هو الشعب العراقي العربي بسنته وشيعته.. العُملاء من كل الطوائف العراقية (سنة وشيعة وعرب واكرا وغيرهما) ربطوا بقاءهم في الحكم بمشروع طائفي مجرم يفتك اليوم بكل مركبات الشعب العراقي..هؤلاء العملاء يعرفون كامل المعرفة ان بقاءهم مرتبط ببقاء مشروعهم الطائفي والحرب الطائفيه.. التحشيد الاعلامي الطائفي في العراق والمنطقة العربية ككل اخذ منذ عام 2003 منحى خطير جدا وهو تغذية النعرة الطائفية وإذكاء نار الحروب الطائفيه… في سوريا تاريخ طويل من التعايش والان النظام وحلفاءه يزجون قسرا بالاقلية العلوية والشيعية في حرب مع الاغلبية السنية لابل ان النظام السوري يتحالف مع النظام الطائفي العراقي والاخير بدوره يسمح بارسال ميليشيات طائفية عراقية تقاتل الى جانب النظام السوري.. داعش.. دولة العراق والشام تفعل الامر نفسه وتستند الى التحشيد الطائفي، لكن في الاتجاه الاخر؟… المحصله: التطهير العرقي والطائفي يسير في كل الاتجاهات داخل الوطن وخارج حدوده.. حرب التطهير الطائفي والفوضى تعصفان بالاوطان العربيه!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة