الرئيس عباس وادمان المفاوضات السرية

تاريخ النشر: 29/12/13 | 8:46

الرئيس الفلسطيني محمود عباس مدمن للمفاوضات وقنواتها السرية، مع الاسرائيليين ولذلك لم يكن غريبا ان يتم الكشف عن لقاءات تعقد في لندن بين السيد باسل عقل احد ابرز مستشاريه واسحق مولخو الذراع الايمن لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي.

السلطة الفلسطينية وعلى لسان نبيل ابو ردينة المتحدث باسمها نفى حدوث هذه المفاوضات، وفعل السيد باسل عقل رجل الاعمال الفلسطيني وعضو المجلس الوطني الشيء نفسه، لكن التقارير الاسرائيلية من ناحية، واستقالة الوفد الفلسطيني المفاوض احتجاجا من ناحية اخرى تجعلان من هذا النفي غير مقنع، خاصة انه كان نفيا ضعيفا ومقتضبا، واكدت الصحف الاسرائيلية عدم صحته، وكشفت عن جولات ولقاءات اجراها افرايم سنية اكدها بنفسه في لندن للغرض نفسه.

لا يمكن ان نفهم او نقبل هذا المسلك للرئيس عباس، اي فتح قناة تفاوض سرية موازية، في الوقت الذي يتفاوض اقرب المقربين اليه مثل الدكتور صائب عريقات وزميله الدكتور محمد اشتية علنا مع مولخو نفسه وتسيبي ليفني وبعد التنازل عن كل الشروط الفلسطينية الامر الذي يذكرنا بما فعل عام 1992 عندما انخرط في مفاوضات سرية في دهاليز اوسلو في الوقت الذي كان الوفد الفلسطيني برئاسة الدكتور حيدر عبد الشافي، رحمه الله، يتفاوض مع الاسرائيليين في اطار مؤتمر جنيف للسلام مع الدول العربية الاخرى.

***

الدكتوران عريقات واشتية في اللجنة التنفيذية لحركة “فتح” وموضع ثقة الرئيس عباس، فلماذا يتجاوزهما بهذه الطريقة المهينة، ويظهرهما بمظهر الزوج المخدوع، فاذا كان لا يثق بهما فالاحرى به ان لا يكلفهما بمهمة التفاوض هذه في الاساس.

ثم لماذا يرسل عباس متشاره الى لندن للتفاوض سرا، ويتم التوصل الى اتفاق اطار في الوقت الذي يؤكد فيه مفاوضوه ان المفاوضات العلنية وصلت الى طريق مسدود، وانه لا فائدة من الاستمرار فيها، فالرجل، اي عباس، على بعد بضعة كيلومترات من القدس المحتلة وتل ابيب، ويخضع للاحتلال الاسرائيلي، ولا يستطيع التحرك دون ابلاغ الامن الداخلي الاسرائيلي والحصول على اذن منه، ولماذا تحميل الخزينة الفلسطينية المفلسة المزيد من الديون؟

عشرون عاما والرئيس الفلسطيني يتفاوض دون الوصول الى اي نتيجة بل المزيد من الاهانات والمستوطنات والشروط الاسرائيلية التعجيزية، ألم ييأس، ألم يشعر بالملل، ألم يحن الوقت للعلاج ومن ثم الشفاء من هذا المرض الذي اسمه ادمان المفاوضات السرية؟

***

كنا نعتقد ان الدكتور عريقات الذي قال عبارته الشهيره “بان الحياة مفاوضات” هو الشخص الوحيد المريض بهذا الادمان ولكن يبدو انه تلميذ صغير في اكاديمية الرئيس عباس هذه.

المشلكة في رأينا لا تكمن في الرئيس عباس ولا الفريق المفاوض فقط، وانما في الشعب الفلسطيني الذي قبل باستمرار هذه المهزلة وهو مفتوح الاعين، والحركات والفصائل الفلسطينية منه على وجه الخصوص.

تعليق واحد

  1. انك يا سيدي تلفت انتباهنا بامر الادمان على المفاوضات ونحن نزيد على ذالك السياسه. لكل داء دواء وسنأسس مراكز ونوادي للاقلاع عن الادمان لمدمني المفواضات والسياسه. واوعدكم بان هم وغيرهم سيكونون من اوائل نزلائنا وبمشيئه رب العالمين سنقلعهم عن ذالك الادمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة