التبرع بالأعضاء واجب إنساني يرضي الله وينقذ حياة الآخرين

تاريخ النشر: 13/11/13 | 23:22

قالت مريم شلبي، الممرضة الأخصائية في مستشفى هعيمق بمدينة العفولة ومندوبة المركز القطري لزرع الأعضاء وجمعية أدي في الوسط العربي في حديث لنا، انها ترى بمجتمعنا العربي مجتمعًا معطاء وواعٍ، مشيرةً الى انها متفائلة جدًا من الارتفاع الملموس في عدد المتوجهين للتوقيع على بطاقة أدي للتبرع بالأعضاء، مؤكدةً انها على ثقة بأن اعداد المتوجهين ستزداد وتتضاعف مع الوقت مع دحض المخاوف التي لا اساس لها من الصحة في نفوس الأشخاص.

وعن أبرز المخاوف والتساؤلات التي تواجهها من خلال عملها في تقديم محاضرات توعية للمواطنين من ابناء الوسط العربي حول قضايا التبرع بالاعضاء، قالت الممرضة مريم شلبي: "ان أبرز المخاوف التي نحاول محاربتها، هي الاعتقاد بأن التبرع بالاعضاء هو أمر محرم دينيًا وممنوع شرعًا، وهذا غير صحيح بل على العكس تمامًا فإن مختلف الديانات أحلّت هذا، واعتبرته حسنة في ميزان حسنات الإنسان، وبالتالي فنحن نعمل في الوقت الحاضر على دحض هذه المخاوف عن طريق فتاوى من الدول العربية ورجال دين من البلاد، اضف الى ذلك فإن هنالك خوف وقلق آخر لدى الناس وهو خوف نفسي عبارة عن اللقاء مع الموت، فنجد ان أعدادًا كبيرة من الناس لا يفضلون الحديث عن مماتهم وما يليه، فنستصعب الحديث معهم عن تبرعهم بالاعضاء بعد وفاتهم، وهذا ما نعالجه عن طريق محاضراتنا مستعملين بعض الامثلة التي حدثت سابقًا وتحدث في يومنا هذا".

وفي ردها على سؤال وجهه مراسلنا لها، حول مدى قلق المسؤولين في أدي ووزارة الصحة من التخوفات المتزايدة لدى المواطنين وقلة الوعي حول هذا الشأن قالت شلبي: "بطبع نحن قلقون جدًا، وخاصةً من قضية التخوفات النابعة من الإتجاه الديني، فهنالك صعوبة بالغة في أن تغير نظرة انسان مؤمن بأمر ما، إلا اننا لن ولم نيأس وسنواصل سعينا في نشر التوعية". واضافت: "وهنالك قلق آخر هو رفض التعاون من قبل رجال الدين من مختلف الديانات لأسباب نجهلها، وعليه نتوجه اليهم طالبين معاونتنا على نشر الخير والوعي في المناسبات المختلفة، ولو بكلمة صغيرة وبعض العبارات التي تحث على فعل خير من هذا النوع".

وفي كلمة أخيرة للممرضة مريم شلبي دعت الجمهور العربي الواسع الى التوجه للتوقيع على بطاقة أدي قائلةً: "ان احدى سنن هذه الحياة، أخذ وعطاء وبالتالي يجب ان نفكر دومًا في العطاء لأننا قد نصل يومًا ونحتاج لأن نأخذ، لنبحث عمّن يعطينا، ان التبرع بالاعضاء هو هدية العمر، ودينيًا قد تكون صدقة جارية، وما كنت أنا كسيدة مسلمة ومؤمنة بديني وبرسولي لأقدم محاضرات حول موضوع يحرمه الدين، وكل انسان يمكنه ان يتوجه بشكل شخصي لمفتي او شيخ او كاهن او خوري ليستفسر ويتأكد بنفسه انه أمر محلل!".

واستشهدت شلبي بآية من القرآن الكريم التي تقول: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، مشددة على مقطعها الأخير ان من يحيي نفسًا فكأنما احيا الناس جميعًا.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة