الفبركة الإعلامية وكيفية مواجهة هذه الفبركة حكوميا وإعلاميا
تاريخ النشر: 30/05/16 | 17:54إن الإعلام يتمتع بقوة كبيرة يستمدها من المجتمع لأنه كلما كبرت شعبيته كبرت قوته، ويجب أن يكون الإعلامي على دراية عالية في المهنة، وذا مستوى عالٍ في فهمه ووعيه ولديه مهَنية عالية، حتى يستطيع أن يفرض على نفسه (رقابة ذاتية)، أي يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الآخرون، لأن الحرية مهما ارتفع سقفها فلها حدود، وكل ذلك من أجل أن نحافظ على إعلام حرّ نزيه، وقد احتاجت الصحافة بشكل خاص ووسائل الإعلام بشكل عام إلى وقت طويل من التحولات في بنية المجتمعات لتتحول إلى سلطة فعلية تبدو أحياناً أكثر أهمية وخطراً من باقي السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية بدأ الإعلام المضاد و المعادي منذ بداية الحروب القديمة عبر مفهوم الإشاعة ليتطور في الزمن الحالي عبر وسائل الاتصال الحديثة من فضائيات و انترنت و مطبوعات
بهدف تحقيق نصر حقيقي قبل شن الحرب و خلالها و بعدها ، و الأمثلة على ذلك كثيرة منها دعاية غلوبز الشهيرة : اكذب اكذب حتى تصدق أنت كذبتك و بالتالي يصدقك الآخرون. و كذلك دعاية الحرب النفسية الصهيونية التي ما فتئت منذ تأسيس الكيان المعادي و إلى يومنا لقصم و تفتيت الوطن العربي و مقدراته ، فهو بذلك يريد تحقيق نصر إعلامي يعوض له عن خسائره في ويلته الكبرى عندما هُزِم من قبل حزب الله المدعوم من سورية و إيران و كل حر في العالم. ستمر شبكات التواصل الاجتماعي في توفير منبر للآراء المهمّشة. على الرغم من أنها تعاني حالة من الاستقطاب هي الأخرى، توفّر شبكات التواصل الاجتماعي أحد المنابر القليلة التي تُمكِّن النشطاء الساعين إلى التوصّل إلى حلولٍ وسطٍ من التعبير عن آرائهم، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان.
ثمّة حاجة إلى إصلاح وسائل الإعلام الحكومية أكثر من أي وقت مضى، لكن الإرادة السياسية اللازمة غير متوفرة. لم يُظهِر النظام الحالي، بقيادة عبد الفتاح السيسي، حتى الآن الكثير من الاهتمام بجعل وسائل الإعلام الحكومية أكثر انفتاحاً وديمقراطية. إذ لاتزال هذه الوسائل في الوقت الراهن في خدمة النظام وليس الشعب.
يأمل الكثيرون في أن يخفّف النظام الحالي قمعه لوسائل الإعلام، غير أن المؤشرات الأولية ليست مشجّعة. تشمل هذه المؤشّرات إلغاء عرض برنامج السخرية السياسية واسع الانتشار، “البرنامج”، وطلب وزارة الداخلية لعروض شراء برمجيات لرصد شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وليس من المبالغة أن يعدها البعض معياراً لحيوية الأمم وجديتها في مسيرة التقدم والازدهار، حيث خاضت مشواراً طويلاً ابتداءً من الصحافة المكتوبة وليس انتهاءً بالصحافة الإلكترونية وعصر الفضاء والستالايت. ظلت المعلومة لوقت طويل نادرة وغالية الثمن، واليوم صارت غزيرة تتزايد بسرعة كبيرة، صحيح أن كلفتها أيضاً تقلّ شيئاً فشيئاً مع ازدياد معدل تدفقها غير أنها أصبحت ملوثة أكثر فأكثر، حيث أنها تقتات حالياً وقبل كل شيء على العنف والدماء والمنافسة المجنونة بين قنوات التلفزيون التي تُرغم الصحفيين على البحث عن التشويق بأي ثمن، غير آخذين بالحسبان حقيقة أنه يستحيل على الصحفي، في معظم الحالات
ولأسباب موضوعية، التحقق من أنه لن يقع فريسة للدسِّ والدجل والتلاعب، وإن المراسلين لا يتاح لهم الوقت الكافي لتحليل الوضع بتروٍّ وجدية. اتّخذت الأنظمة المصرية المتعاقبة بعد الثورة خطوات للحدّ من حريّة التعبير والسيطرة على المحتوى في التغطية الإعلامية المصرية. تحطّمت الآمال في ظهور قطاع إعلامي أكثر مهنية بسبب جهاز الإعلام الحكومي الذي دعم عملياً أي نظام يمسك بزمام السلطة، ووسائل الإعلام الخاصة التي تأثّرت بملاّكها من رجال الأعمال الذين يرتبطون بعلاقات مع نظام مبارك، والاستقطاب الحادّ بين وسائل الإعلام الإسلامية وغير الإسلامية. لعبت شبكات التواصل الاجتماعي دوراً رئيساً في ثورة 25 يناير. وقد وفّرت هذه الوسيلة طرقاً جديدة للتعبير عن الآراء الانتقادية، وتحدّت المؤسّسات الإعلامية القائمة، ونظّمت الأنشطة المناهضة للحكومة.
سياساتنا هي التي جعلت هذا الإعلام بهذا الشكل، فإذاً عندما أعلم سياسة الدول العربية وهمتها في التمويل يعني المملكة العربية السعودية تمول 80% من الإعلام العربي بلا منازع. لا نريد أن ندخل مع أسماء الصحف وتلفزيونات الكثير منكم يعرفها، ولكن حتى الإحصاء يمول بأموال سعودية وآخر التجارب أثبتت أنه عندما نقول أوقفوا الحوار مع هذه الصحف أو مع هذه المنظمة أو هذا الخط السياسي تقف هذه الحوارات، وعندما نقول تقدموا بهذه التفوهات تجد الأوركسترا من أول التلفزيون إلى آخره في كل الصحف تبث على نفس الوتيرة. فكيف نستطيع التصدي لذلك؟
. أولى التصدي لهذا الإعلام هو أن نعمم ثقافة شعبية واسعة تحصن المواطن تجاه هذه الظاهرة، وكل ما نزل في كتاب المهنية وادعى السحرية هذا هو الصحيح وبالتالي ننتقل على الخطوة الثانية، هو يعرف أن هناك ارتباطات لهذه العملية ولكن لكي يعرف هذه التناقضات يجب أن نثقفه سياسياً ويجب أن يكون عنده قدرة على النقد، ولذلك تسمعوا أحياناً أنه أنا سمعت مقابلة لا يهم أنها من أي تلفزيون المهم أنها خطأ والتلفزيون الآخر أو المتحدث الآخر هذا صح، من أين المواطن؟
نميزه عندما يكون عنده ثوابت وطنية تشكل له أول خط دفاعي وعندما يمتلك مفاهيم عالمية يعرف كيف تتساقط عليه الكلمات، فيستطيع أن يقول هذا المعنى خاطئ وهذا المعنى صحيح، لأنه أحياناً يمر المفهوم بكلمة أو كلمتين وعندما يتكرر يصبح وكأنه لازمة أن هذه من مسلمات المجتمع الدولي، فقيمة المجتمع الدولي تعد من الأكاذيب التي نحن نتعامل معه كلمة القانون الدولي رغم وجود القانون الدولي وأساسه القانون الدولي في الجامعات احتجزوه، لأن هناك قانوناً دولياً، وإلا ماذا نعمل في الجامعة؟ ولكن ممارستهم للقانون الدولي هي أكبر فضائح العصر التي نعيشها اليوم، هناك تعريفات هناك ثقافات يجب أن نضخها للجماهير ليس فقط في قوالب، وأساتذة القانون الدولي في الجامعات يحتجون، هناك قانون دولي في الجامعات، ولكن ممارستهم للقانون الدولي هي أكبر فضائح العصر الذي نعيشه اليوم فهناك تعريفات، هناك ثقافات يجب أن نضخها للجماهير ليس فقط في قوالب، ولكن كأدوات التحليل، فإذا اعتقدتم بتقديم خطاب جاهز يحمي المواطن فهذا خطأ لأن الخطاب الجاهز ممكن أن يضرب (تعطيه سمكة أو تعلمه كيف يصطاد السمك).
هناك أساليب في الإعلام، أن نأتي بمحاورين ومثقفين يضخوا أساليب التحليل يعرّفوا معنى التعريفات فيصبح المواطن محصناً بمبادئه وعقائده بوطنيته وعندما تأتيه الخطابات يعرف أن يميز. هذا أول التصدي للإعلام المسموع نسميه الثقافة العامة، الثاني هو الإعلام المتطور فإذا كان إعلامنا ليس على المستوى وليس بالكفاءة، مجرد عدم كفاءته المهنية تسقطه، أنا لا أشك في سورية من خلال لقاءات محددة جداً،
اليوم في شيء اسمه ” خارج الحدود ” معناه أننا إذا لم نعرف عمل شيء أن نستعين أن نتعاون مع شركة ونطلب منها المعونة من حيث الصناعة والإدارة. وفي الإعلام أيضاً إذا وجدنا بأن هناك سباقاً ونحن في سورية غير قادرين بأن نلحق بهذه المهنية، يمكن أن نستعين بخبرات، والدليل على ذلك أنه مجرد أن يوجد رأس المال في أي دولة تريد أن تقوم بإنشاء محطة تلفزة ولكنها متحررة تماماً من عقدة ما، أي الهوية الوطنية، هذا التضاد في الزمن يعطيه أولوية، فأنا مثلاً مرتبط بمنطقة معينة أو بواقع معين لا نستطيع اليوم أن نتخلى عنه، بالإنتاج بالمايكرو سوفت نصف إنتاجهم بالهند في أي موقع ولذلك أنا أنصح بالتصدي إذا كنا غير قادرين على الإنتاج السريع، أن نستعين بخبرات أخرى ولكن نحن نحدد الإستراتيجية القومية وتشجيع الوطنية ونستطيع أن نخوض بهذا الأسلوب. وهذا لا يكون إعلاماً مباعاً لأن الإستراتيجية هي أساس في خدمة الوطن وخدمة المواطن.
فإذاً بعد أن نحدد الثقافة باستخدام الممانعة عند المواطن وبعد أن يكون لدينا مهنيين عاليي المستوى، من المهم جداً أن نعرف اليوم أن هناك شيئاً اسمه الإستراتيجية الإعلامية، فنحن أحياناً نكتشف الوسيلة الإعلامية أي التي تحمل الخبر إن كان ورقة أو إن كان إنترنت ونكتشف الخطاب الإعلامي الذي هو غير الإستراتيجية الإعلامية لأن الخطاب الإعلامي نستطيع أن نكتبه كما أكتب المقال من الألف إلى الياء له مقدمة ووسط ونتيجة، ولكن عندما أضع إستراتيجية إعلامية قد تكون هذه الأمور متوزعة في عدة أساليب، في الولايات المتحدة هناك إستراتيجية إعلامية تضخ من أصغر المسلسلات التلفزيونية إلى الأفلام الهوليودية إلى الكتاب الذين يطرحون الأفكار عبر منابر الجامعات وهذا ما نسميه مطبخ الأفكار، يعني اليوم الولايات المتحدة متقدمة على كل دول العالم بأنها هي التي تملك مفهوم العولمة.
الدكتور عادل عامر