غداء كلاب أوروبا الغربية وفضلات طعام الأسر الأمريكية والأسرائيلية
تاريخ النشر: 22/05/16 | 12:33في أوروبا الغربية ملايين الكلاب- دولة كبيرة من الكلاب- رُبعها تقريبًا من نوع كبير الحجم، وهذا الجيش الجرّار من الكلاب يستهلك الملايين، عشرات الملايين من البروتين الحيواني كغذاء، أما فضلات الأسرة الأمريكية الشمالية في يوم واحد فأنها كفيلة بتغذية أسرة من أسر الشعوب الفقيرة المغلوب على أمرها لمدة أسبوع كامل… أما في إسرائيل فأن آخر الإحصائيات تقول أن فضلات طعام الإسرائيليين تعادل ثمانية مليارات من الشواقل في السنة.
وفي الوقت الذي يموت فيه أطفال من الشرق الأوسط وأفريقيا ومناطق أخرى في العالم جوعًا ومرضًا، تُصرف مليارات الدولارات على التسلّح المجنون واقتناء آلات الدمار أو توظيفها في الاستثمار والعقارات، عالم غريب، مليء بالمفارقات، فأين العدالة الاجتماعية، عندما تأكل الكلاب في أوروبا أطنان البروتين الحيواني كان الأولى بها أن تُقدّم إلى الشعوب المتضورة جوعًا…
وهل عدالة السماء أن يشكو الأوروبي أو الأمريكي التُخمة في الوقت الذي يشكو آخرون في هذا العالم ألم المسبغة والمرض!؟
رحم الله الأديب العربي الذي قال: “لو تراحم الناس ما كان بينهم جائعٌ ولا عار، ولا مغبون ولا مهضوم” وهو نفسه إذا لم تخني الذاكرة هو الذي سجّل لنا بأسلوبه الأدبي الساخر قصة الغنيّ الذي مرّ به وهو يئن ويشكو واضعًا يده على كرشه المتدّلي ضاغطًا بها محاولاً التقيّؤ، وعندما استفسر عن العلّة، قيل له إنها التُخمة…. ويستمرّ في طريقه ليمرّ بآخر يشكو من نفس الألم، يضع يده على نفس المكان على معدةٍ قد ضمرت وتقلّصت واختفت بين العظام ودون أن يسأل عرف العلّة، انه يشكو المسبغة، الجوع القاتل الذي أدّى بمعدته أن تأكل بعضها لأنها لم تجد ما تأكله عندها قال ما معناه: لو أعطى الأول للثاني ما زاد عن حاجته لما شكا كلاهما ولأرتاحت معدتاهما…
بقلم: الأستاذ حسني بيادسه