نظرة في الواقع العربي الراهن
تاريخ النشر: 11/09/13 | 7:00مما لا شك فيه ان الواقع العربي الراهن يواجه مأزقاً كبيراً وعميقاً ويشهد تخلفاً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وانتشاراً للبيروقراطية وعبادة الفرد ،وللفساد الاداري والجنوح الاجتماعي وللفقر والجوع والبطالة الواسعة والضائقة الاقتصادية الخانقة .وكذلك تصعيداً لموجة التطرف الديني واستغلال الدين لأهداف سياسية وحزبية ،واتساع الحركات والتيارات الاصولية والسلفية المعادية للتطور والتقدم الانساني الحضاري،ناهيك عن انحسار الحلم القومي العام بالوحدة العربية الشاملة ،وانعدام الدمقراطية والحريات السياسية والفكرية ،وضعف وتقهقر دور اليسار الثوري التقدمي نتيجة الاستبداد والقمع والارهاب الفكري والملاحقات السياسية والزج بالوطنيين في السجون والزنازين، والاغتيالات الجسدية للشخصيات الفكرية المستنيرة ،والاعتداءات على القوى والاحزاب الوطنية اليسارية بتشجيع من قوى التكفير الاصولية المتعصبة والمتشددة والمنغلقة .اضافة الى المشاكل والازمات الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي تعاني منها الجماهير الشعبية العريضة ،والتي تغذي الحركات والاتجاهات الدينية المتطرفة ومدها باكسجين الحياة ،هذه الحركات التي ترى في الدين اداة للخلاص من المحنة الراهنة ومن واقع البؤس والفقر الذي تئن تحت وطأته الشرائح والفئات المسحوقة ،طبقياً واجتماعياً .
الواقع العربي الراهن هو واقع متماسك ومترابط من جميع النواحي الثقافية والسياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية ،والظلامية الدينية تنتعش وتزدهر في المجتمعات العربية وستحرق الاخضر واليابس في الارض العربية بممارساتها الدموية ونهجها التدميري .وهي تدوس الثقافة والفكر العربي الحر وتقضي على انجازاتنا ومكتسباتنا الحضارية وتعيدنا الى الوراء، الى العصور الغابرة .
هناك الكثير من المفكرين والمثقفين النهضويين المتنورين والصداميين العرب الذين قاموا بتحليل ظاهرة التطرف الديني ونقد الفكر الاصولي الظلامي المنغلق ودراسة تاريخنا العربي الاسلامي وتراثنا القومي العربي الحضاري بمنظور مادي عصري ورؤية فلسفية معاصرة ،ومنهم من سقط شهيداً على مذبح الفكر العلماني والدمقراطي النيّر امثال فرج فودة في مصر وحسين مروة ومهدي عامل "حسن حمدان"وسهيل طويلة في لبنان .
ومن الذين قرأنا لهم كتابات جادة وابحاث فكرية وفلسفية عميقة وجادة عن الاسلام السياسي والظاهرة الدينية وادهشتنا مواقفهم وطروحاتهم وافكارهم الساطعة والمشرقة التي لم تخضع لمبدأ"القداسة"نذكر:"هادي العلوي ومحمود امين العالم والطيب تيزيني وخليل عبد الكريم وحسن حنفي وصادق جلال العظم ومحمد جمال باروت ورفعت السعيد ونصر حامد ابو زيد وسيد القمني وحسين مروة ومهدي عامل ومحمد دكروب وفريدة النقاش "وغيرهم .وقد دعا هؤلاء الى استيعاب المخزون الثقافي والفكري العربي والتراث الديني والاسلامي والاغتراف من ينابيعه الصافية والبحث عن الومضات والاشراقات والاشعاعات الانسانية ،الداعية الى المساواة والعدالة والتاّخي بين الامم والشعوب والحضارات ورفض العبودية ،والتسلح بتراث ابي ذر الغفاري وعلي بن ابي طالب (كرم الله وجهه)وعمر بن الخطاب (رضي الله عنه)،وترديد صيحاتهم وصرخاتهم من اجل الثورة والتمرد على الفقر والظلم وفي سبيل العدل والحرية ،وايضا الاستفادة من افكار وكتابات اعلام النهضة الثقافية العربية "رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده وقاسم امين وفرح انطون وعبد الرحمن الكواكبي واديب اسحق وطه حسين وبطرس البستاني والشدياق "وغيرهم ممن ارسوا الجذور الاساسية لثقافة عربية واسلامية معاصرة ومغايرة.
ان مجتمعنا العربي يحتاج الى الدمقراطية لحل مشاكله وقضاياه وازماته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .كما ويحتاج الى الحرية السياسية والابداع الحقيقي المقاتل وتجديد الفكر الثوري العربي وبناء الذات الحضارية والشخصية العربية المتحررة والمنفتحة ،وحماية التراث العربي من المسخ والتشويه والتزييف ،عدا عن تجذير الهوية القومية والثقافة الانسانية الدمقراطية النيّرة والمعاصرة المرتبطة بالطبقات الشعبية الفقيرة وهمومها الحياتية وقضاياها الطبقية ،الثقافة التقدمية التي تتصدى للجهل والزيف والتخلف والقمع المؤسساتي والفكر الظلامي والمفاهيم السلفية والرجعية والممارسات القمعية الاستبدادية .
اننا نريد لشعوبنا العربية ان تهب وتنهض وتنتفض على الاذلال والقهر واليأس والظلم والبطش السياسي ودفاعاً عن الكرامة القومية والانسانية المفقودة ،وان تتحرر وتحظى بالدمقراطية والحرية وتشارك في عملية بناء صرح المجتمع المدني الحضاري الذي يتسع لكل المذاهب والافكار والمعتقدات والاطياف السياسية والمشارب الفكرية والمذهبية ،مجتمع الرخاء والعدل والتقدم .
واخيرا ،فان القوى الطليعية الحقيقية والفعاليات الوطنية والدمقراطية في مجتمعاتنا العربية مدعوة ومطالبة بالانطلاق والانبعاث من جديد والمبادرة الى تبني مشروع شامل للتغيير الدمقراطي ومجابهة الاخطار والتحديات الراهنة ،والتصدي الفاعل لكل ما يعيق مسيرة التحرر والتقدم وبناء الانسان والمستقبل الانساني.
ان الذي يحرق وسيحرق الأخضر أو ما بقي من الأخضر هم العلمانين واليسارين الذي يدورن بفلق الدكتاتورية والانقلابيون والشيعة والمنافقون والمنتفعون
اما أهل الدين والاصوليون لم تتح لهم الفرصه لإثبات انفسهم فالتجربه المصريه حاربها العالم وهي ما زالت وليده وقد تصرفوا معا كمن طلب من طفل عمره سنه ان يقرأ ويكتب ويلعب كرة قدم وان وان وان وهو مازال وليد ابن سنه
وهل إغلاق المساجد وحرقها والانقلاب على الشرعيه هو الحل … ان الله ناصر دينه ولو كره الكافرون