أطفالنا يقولون : بدّناش حرب !!
تاريخ النشر: 06/09/13 | 23:14هل نعرف نحن الكبار ما رأي أطفالنا الصغار في الحرب ؟! وهل تعلم أيها الأب وأيتها الأم وأيّها المربّي وأيتها المربية إن هذه البراعم الصغيرة الغضّه لا تعرف الكراهية والعداء والتعصّب ، ولا تريد الحروب وإنها ترتجف خوفاً ورعباً من ذكرها ، وترتعش خرائصها عندما تسمع أو تشاهد مشاهد سفك الدماء والدمار ، وهل تعلمون أيها الكبار أن أطفالكم يلعنون الحروب ومشعلي نارها سرّاً وعلانيةً صباح مساء وأنهم توّاقون إلى ألعيش بسلام وهدوء واطمئنان ..
لقد شاءت الصدف من خلال عمل تطوعي تربوي قمت به في إحدى مدارسنا الابتدائية أن أُسأل في صف ابتدائي أعمار أبنائه وبناته عشر سنوات عن الحرب وماذا تعني بالنسبة لي ، أُعجبت بالسؤال وسائله ولم أخيب ظنه وظن رفاقه ورفيقاته ؛ حدّثت الصف كل ما أعرفه عن الحروب وويلاتها وعن المآسي التي تخلّفها ، حدثتهم عن الطائرات الحربية المُغيرة والتي تلقي بحممها وتقتل ولا تفرّق بين طفل وشيخ ، بين أم وأخت وتحرق الأخضر واليابس وتهلك الشجر والبشر ، حدّثتهم عن المدافع والقنابل والصواريخ ومخلفّاتها الرمادية وعن الغازات السَامة وعن ما تخلفّه الحروب من ضحايا بريئة وما تجرّه معها من ايتام وثكالى ومن ومن ولم اترك شارده ولا وارده عن الحروب وويلاتها إلّا وحدثتهم عنها ، كل ذلك والأطفال الأبرياء ، في صمتٍ وخشوع مطبقين وكأن على رؤوسهم الطير .
عندما انتهيت من إيصال رسالتي خطر ببالي سؤال وجهته لهم ، قلت : من فيكم يحّب الحرب ؟ كانت إجابتهم دعاء من الأعماق ترددت أصداؤه في أرجاء غرفة الصف الرحبة : بدّناش حرب ، بدّناش حرب … وسادت فترة صمت قصيرة ، صمت رهيب ، بددّتها جمله قالها طفل بريء : " اللّي بدّهم الحرب مجانين … مين بحّب يشوف أمه ميتة بحدّه ؟! وإذا بطلاب وطالبات الصف يجيبون بصوت واحد : ولا واحد .. ولا واحد ..