الانتخابات يوم ونحن دوم . بقلم ربيع ملحم

تاريخ النشر: 01/09/13 | 23:59

شهرين ما قبل الانتخابات لرئاسه البلديه، كانت الشوارع شبه خاليه تماماً، السيارات غافية حول البيوت، الطرق تمارس السكوت، والنسمات الباردة تأتيه من كل مكان ..التفت بكل الاتجاهات مستغرباً !! لا يبدو اليوم بداية أسبوع من نهايته .. حتى ألأشخاص الداخلين الى المسجد لصلاة العشاء تتهادى خطواتهم بكل هدوء الى اكمال السرب بدون أي همس، تقام ألصلاه بصوت المؤذن بكل تأني، وتنتهي ألصلاة بأية ان مع ألعسر يسراً، يسلم الحاج "فتوح " على صديق طفولته الذي يجلس كعادته بجاوره الحاج "عبود ومن ثم يقوم الحاج فتوح من صلاته ويعطي الحاج "عبود" مسبحه مستورده ويسأله اذا كانت حباتها " عجمي " وبالفعل تنتقل حبات المسبحه لأسنان الحاج فتوح للفحص وتأتي النتائج بأن الحبات "عجمي أصلي " ،،،!

يوم قبل الانتخابات، الشوارع مزدحمة بالسيارات المزينه بأعلام المرشحين وقوائم العضويه، الحارات مختنقه كالضباب بدخان المنبعث من "األاراجيل " المستخدمة من قبل النشطاء في المقرات الأنتخابيه، يكسر لصمت الليل منشور وبيان لأحد المرشحين وقد انسحب من جولة الانتخابات ، وقد أعلن دعمه لأحد ألمرشحين لعائلة المنافسه لعائلة الحاج "عبود " المنافسه لعائلة الحاج "فتوح " ألأمر الذي ادى الى بلبله في أوساط العائلة المنافسه ،يدخل "الحاج فتوح" صلاة العشاء ، يتعمد ألتأخر عن الصلاه ويصلي في السرب الثاني ، يقام ألأذان على عجاله ، تنتهي الصلاه باية "ان الله لا يحب الخائنين " ،ولأول مره الاصدقاء الحاجين فتوح وعبود ، يغادران المسجد بدون أن يسلم احدهم على ألأخر ،،!

بعد أن ارخى الليل سدوله ،سماع أطلاق نار وصوت قنبلة صوتيه على سيارة المرشح المنسحب من الرئاسه .. الشرطه تملئ المكان ، ودوي طائره تحوم فوق اجواء البلده ،،

في صبيحه يوم الانتخابات تجمع غير مألوف للعائلات في المقرات ألأنتخابيه ، الكل يدخل ومعه جماعته لتسجيلهم في القوائم لتأمين سيارات لنقلهم غداً في صناديق الانتخابات ، الأجواء مشحونه للغاية .

ترقب شديد العائلات المشاركه في الانتخابات ،شكوك بأحد الصناديق تدخل لقوات الأمن واعتقال بعض النشطاء ، تأتي الساعه العاشره كسرعه البرق ، تغلق الصناديق ، وبعد ساعتين تعلن النتائج فوز المرشح من عائلة "فتوح "

مباشره سماع اطلاق نار عشوائي لا يتوقف، من اسلحة نارية (ام 16 وكلاشن) من حارة الرئيس الفائز ، بعدها بدقائق مباشرة ، اطلاق مفرقعات يدوي صوتها في الفضاء حتى ساعات الفجر ، يتبعها انطلاق مئات السيارات والـ "تنادر" محملة بجحافل من شباب حمولة "فتوح " ، تتجول بكل انحاء القرية مع تزمير وتطبيل مع اغلاق الشارع الرئيسي في البلدة ، مع هتافات (( فتوح ،،،، فتوح )) !!

ومهاهاة وزغاريد .. والكنافة شغالة والقهوة تحمص على النار . العمة الكبرى للفائز من عائلة "فتوح " تتقدم جموع النساء ، تقذف بشوال أرز كامل " على رأس الرئيس وهم يحملون المرشح الفائز قائلة : "فال خير " ، وتصيح منشدة والابتسامة تملأ وجهها : " أويها والحمد لله ، والمية على مجراها ، والنصر الك اجا يا فتوح من الله " ، وتختمها بزغرودة طويلة !

ومن جهة اخرى ، صمت مريب وهدوء ومخيف عجيب في عائلة عبود المرشح المنافس ألخاسر ،يرفض تهنئه المرشح الفائز ، متهماً "عائلة فتوح" بالتزوير، ويشكك في صناديق 3 و14 مع جمل افتراضية مثل ، عائلة فلان صبوا مع فتوح وكانت خيانة عظمى!!! وناس ميته صوتت ،،ويهدد بالتوجه للقضاء ،،ويعلنون ان النتيجة ملغية حتى اشعار اخر ولن يقبلوا بفوز فتوح" ،

حالة اكتئاب وبكاء تسود المكان وسط انسحاب المؤيدين وسط غليان وغضب على عدم تقبل النتيجة ، اما اخ المرشح عبود ، يجلس حزينا في احدى الزوايا يقلب كفيه ماسحا دمعته ، فيقال "انه قد صرف على الحملة الانتخابية لأخيه ما يزيد عن 180 الف شيقل ، ولا يعرف كيف ومن أين سيسد القرض للبنك ،،،

"

بعد ألأنتخابات بيوم ، يدخل ألحاج "فتوح "المسجد للصلاه يلتقي الحاج عبود ، يٌسلم عليه ويحضتنه ويتسائل وينك يا زلمي، عمت قمارنا هالانتخابات ،،!! ويهديه مسبحته العجميه

الانتخابات يوم ونحن دوم .

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة