انقلابات لقمع الفلول .. هل هذا واجب السّاعة؟!
تاريخ النشر: 24/08/13 | 13:12الفَلول كلمة ملأت الدّنيا وتردّدت على أَلْسِنة الكثيرين في هذا العالم !!.وبدافع الفضول بحثت عن معناها في معاجم اللغة فوجدت ما يلي: الفَلُّ تعني الجماعة والفَلُّ هم القوم المنهزمون والفُلَّى: الكتيبة الـمُـنْهزمة وتقول العرب فَلَلْتُ الجيش أي هزمتُهُ ويقال: فَلَّهُ فانفَلَّ أَي كسره فانكسر ويقال رجل فَلٌّ وقوم فَلُول، وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ: جَدْبة، وقيل: هي التي أَخطأَها المطر أَعوامًا ولم يصبها، وأَرض فلٌّ: لا شيء بها، وفَلاةٌ منه، وقيل: الفِلُّ الأَرض القفرة.
اذن،هو المعنى القحل والمحل ومن لا خير فيه ولا بركة ولا نهوض..وهنا من حقّنا ان نربط المعاني بالاحداث الاقليميّة والمحليّة،فإذا كان شعب الكنانة قد ثار ضد مبارك وضد بقايا نظامه وفلوله وانتفض يبحث وينشد حريته التي سلبها منه العُتُلّ الزّنيم،والمجازر الأخيرة خير شاهد على ما أقول،وإذا كانت شعوب الأرض تبحث عن الحياة الآمنة والكرامة وانتزاع الحقّ الذي سلب منها،فلا عجب أن تضحّي بالأرواح وبالغالي والنّفيس من أجل مستقبل أفضل وحياة كريمة،ولم لا فهذا حقّهم الشّرعي! اذ لا استقرار ولا أمان ما دامت العدالة غائبة عن هذه البسيطة !!وفي مجتمعنا العربي فَلول وعُتاة وبُغاة مماثلون يجثمون على صدور الناس عقودا بعد عقود،فقرانا العربية مليئة بأمثال القذافي والاسد ومبارك وغيرهم ورايتهم وشعارهم "طيعني وأنا سيدك"والبلطجيّة والتّشبيح بلغة المصريين والسوريين قد تكون سيّد الموقف في كلّ لحظة لأنّ استحمار النّاس واستعبادهم صار روتينا وعادة تتكرّر كلّ خمس سنوات.والغريب انّ من الـمُسْتَحْمَرين والـمُستَعبَدين من يرضون بالظلم ويطبّلون له ويزمّرون ويمجّدون الطّاغية وينافقون له خوفا على مصالحهم وانفسهم فكلمة الحق غائبة بالتأكيد،فنجد من المثقفين وحملة الشهادات في مقدمة المطبّلين وماسحي الجوخ،اولئك هم أذناب الشّر والفساد في المجتمع،هم كالبعير تُقاد ولا تقود تُساق ولا تسوق تُستعبد ولا تسود!! والسّؤال المطروح طرحا لماذا لا يثور المجتمع العربيّ والنّاس كافّة على هؤلاء الفلول؟اقصد ثورة سلميّة،ولماذا لا ينتفض المجتمع ويملأ الميادين والشّوارع ويحدث انقلابا لتغيير النظام الفلوليّ الاستحماريّ!!وليكن بدل البوعزيزي بوعزيزيون،وعلى فكرة يوجد في بلدي المشهد على سبيل المثال في كل حيّ ميدان باستثناء حيّ البيادر حيث يقام عليه صرح عمرانيّ ضخم لا مثيل له في الشرق الأوسط!!،فالمعذرة من أهل قريتي !! وفي بلادنا من الجليل الى النقب ميادين كثيرة يصلح استخدامها لغرض التنديد بحكم الظّالم والاعتراض على عودة الفلول إلى سدّة الحكم!فمتى يكون ذلك؟وكيف للأيّام الحبالى ان تلد واقعا جديدا ينفض غبار الذلّ عنا !! لقد راقبت بهدوء ما يجري على السّاحة المحليّة في عدد من القرى العربيّة ورأيت المشاريع العمرانيّة المكثّفة مثل تعبيد الشّوارع وبناء المدارس والمؤسّسات وترميم الملاعب،وكم تمنيت ان تكون الدّورة الانتخابيّة لمدة سنة واحدة او سنتين على الأكثر حتى نشهد النّهضة العمرانيّة الكبيرة في بلادنا!!فبهكذا همّة تحيا الأمّة ..
أيها العقلاء!! أفيقوا من سباتكم،إنها سخريــــة ومهزلــــة واستخفاف ورعونة وإيذاء،فأن يفيق المسؤول من سبات دام سنوات عديدة ويصحو في الدقيقة ال 90 ليعمّر البلد،هذا لعمري قمة الاستخفاف والاستحقار لأصوات الناخبين تحت ستار الديمقراطية والشرعية،ألا بئس هذا الفكر!ألا بئست مثل هذه القيادات،انهم فلول هذا الزمان وواجب السّاعة الخروج عليهم وكسر عصا الطاعة في وجوههم،هؤلاء الذين يجب ان تُبنى خيام الاعتصامات امام منازلهم حتى التّنحّي والعزل والإقصاء..كفانا ذلّا وعارا،مجالسنا البلدية أصبحت عزبة ومزرعة للمصالح الشخصية الرّخيصة الضّيّقة التي تستجيب لطلبات الـــرّيّــــس وزبانيته وفلوله!!
في وسطنا العربي بعض رؤساء السلطات المحلية العربية قذّافو العصر كالأسود يفترسون ويشرسون ولا يخافون الله ولا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمّة!ينهبون ويسرقون ويزيّفون ويغشّون وينافقون ويختلسون ويصلّون خلف الامام في الصف الأول،"ألا بُعدًا لِـمَـدْيَن كما بَعُدت ثمود"…
إذن،فما العمل حيال ما يجري وما الحلّ ؟؟ الحلّ في مذهبي لا يكون بخروج الناس إلى الشوارع والميادين بعشوائيّة ودونما تخطيط وتنسيق !! بل يجب أن يكون الانطلاق من مبدأ فوق حمائليّ والهدف الأول والأخير هو النهوض بالبلد والحفاظ على أمن الناس ومستقبلهم ورفاهيتهم وعيشهم الكريم واستغلال كلّ الوسائل المتاحة لتنفيذ مشاريع حيوية..وقلت يومًا في مقال سابق ان دور السّلطات المحليّة يجب ان يتجاوز إزالة القمامة وجباية الضرائب! ومن أسباب التراجع والركود في الإنتاج والعمل البلدي أن بعض رؤساء الأقسام في المجالس البلدية لا يصنعون شيئا ولا يحرّكون ساكنا ويتلقّون رواتبهم سُحْتا وسُحقًا،وهم شركاء في التقصير إلى جانب رئيسهم! وهنا فإنني انصح الجيل الغاضب الذي يختبىء خلف شاشات الحواسيب ويكتب بالخفاء خوفا او قلة حيلة،ادعو هؤلاء الى اماطة اللثام عن الوجوه والخروج بهامة مرفوعة وقامة منتصبة الى الحوار الجدّيّ والاعلان بصوت مرتفع يجلجل الأرض ويزلزلها كفى كفى كفانا ما كان، وآن للفلول ان يرحلوا عنا وعن مؤسسات بلدنا، زهقناكم وقرفنا سياساتكم،انتم لا تؤتمنون على مُقدّرات البلاد والعباد،اغتصبتم البلد وسرقتم المال وخنتم الامانات والعهود وزيّفتم وظلمتم وتصرفتم بالممتلكات العامّة كأنها ملككم الخاص ورثتموه عن آبائكم وأجدادكم وعبثتم به كما يحلو لكم،لقد انتهى دوركم وأفَلَ نجمُكم وغابت شمسُكم،وهل سمعتم عن المعلّبات التي انتهى تاريخ استخدامها ؟ مكانها في القمامة! هكذا انتم انتهى تاريخكم وذهبت ريحكم وصدئتم ولا مجال للحديث حول نواياكم،أفكاركم مسمومة ووعودكم كذّابة وأيّ محاولة للاقتراب منكم تسبب العدوى ..الحل هو أن تنصرفوا عنا وترحلوا..
أيّها الشّباب الغاضب!أيّتها الفتيات الغاضبات!أيّها الرّجال الشّرفاء!أيّتها النّساء الشّريفات!خذوا دوركم جميعا ..علينا ان نضع خطّة عمل واستراتيجيّة حكيمة وواضحة لقمع الفلول ورحيلهم عنا،ولا يتأتّى ذلك إلا عبر برنامج مدروس وليس بعشوائيّة الكترونيّة لا تُسمن ولا تغني من جوع،علينا ترتيب الصّفوف والتّدبير بشكل ذكيّ شريطة ان تكون نوايانا صافية وخالصة لمصلحة البلد والنّهوض به نحو الافضل والتّرفّع عن المصالح الذاتيّة وتجنّب استغلال ثروات البلد وميزانيات المجلس البلدي لسدّ فواتير وتنفيذ وعود كاذبة لفلان وعلّان ضمن صفقات انتخابيّة قذرة جدًّا.. اتوجه اليكم يا جيل الشباب الصاعد ذكورا وإناثا في بلدي وفي كلّ بلد،تعالوا لننسّق بيننا،لنرسم ونبلور ونعدّ العدّة لإنقاذ البلد من وَحْل العائليّة المقيتة ودنس الحزبيّة الضّـــيّقة .. تعالوا لنتحاور بشكل حضاريّ من اجل التغيير ولنعمل سويّة للصالح العام ولا يهمّنا من يكون رأس الحربة وقائد المسيرة،المهم أن لا يكون أرنوبًا ولا قطًّا بل صاحب أمانة وقدرة وكفاءة ،قلبه على البلد وعينه على حماها..وبالمناسبة لا تفهموا انني اكره الحمولة والعشيرة ، إنها رائعة جدًّا ولا غبار عليها اذا ما تماشت مع الصالح العام لا الخاص،وإذا ما تأقلمت مع طموحات وأحلام الشعب،فعظماء الأمّة انحدروا من عائلات وحمائل وعشائر ..وفي عصور خالية ساد العرب والمسلمون ثلاثة ارباع الكرة الارضية! فيا كلّ الشّرفاء! أمامنا فرصة ذهبيّة لدراسة الأمر بجدّيّة عميقة والتّخطيط نحو التّغيير .. أعزّائي دقّت ساعة العمل! حان وقت الجدّ والسّعي، ولا بدّ لمن لا خير فيه الّا لنفسه ان يرحل عنّا الى غير رجعة..وإلا سيكون الزلزال والانقلاب لا محالة وإنّ غدا لناظره قريب…
**ملاحظة :كلمة العُتُلّ الزّنيم تعني الشّديد اللّئيم الأكول الشّروب الواجد للطّعام الظّلوم للنّاس!!.