ظل الشبح

إذا كنت ترى الناس لا بد من انك قد رأيت الاطفال و إن كنت قد رأيت الاطفال فلن اصدق انك رأيتهم في الظلمة .

الكثير من الصغار والكبار نضجوا على الخوف من العتمة و المخلوقات الغير مرئية والخرافية والسينيمائية.

أتحفتنا السينما بقوتها الدعائية ومغرياتها في الدخول إلى عالم الرعب من خلال التلفاز, والعنصر المغناطيسي الذي ينجذب لكل ما حوله هو الطفل ولا شك ان الحصول على فيلم رعب اسهل من إحضار كوب من الماء ومن المؤكد بأنهم لم يصادفوا أي مشكلة في تلقي هذه الافلام.

وقبل ان اتحدث عن ضررها سأعرض طرق انجذاب الناس حول هذه الامور واهم العوامل هو الاعلان والفضول فالاعلان هو رسالة إقناع للجماهير تقوم بإثارة الفضول لديهم لمتابعة المنتج السينمائي كما ان طرق تصوير الفيلم و إسمه يشكل عامل جذب كبير بالنسبة للناس كذلك القصة الاساسية للفيلم ففي احيان كثيرة تكون قصة الفيلم والحبكة مثيرة للانتباه مشوقة وتحث على المتابعة .

بالنسبة لي أقسم افلام الرعب إلى قسمين الاول هو الفيلم الرعب الروحاني(كالاشباح) الذي يحتوي على مخلوقات روحية مرعبة في تحركاتها وسلوكها وشكلها و صلاحياتها وقدراتها التي تفوق الطبيعة مثل الدخول واختراق الاماكن والظهور على المرآة بدون ان تظهر في الواقع و,كذلك السلوك والتحركات التي تتم بدون ظهور الفاعل .

أما القسم الثاني فهو الذي يحمل في جعبته طرق العنف والقتل والدم وكثيراً ما ترون ابشع طرق العذاب و إصابة أعضاء الجسد (خصوصاً الداخلية كالقلب )بطرق مختلفة والحق انني كنت بصدد ان اذكر بعض الامور كأمثلة الا انني قد تنازلت عن الامر وساعتبر مخيلة القارئ وما يعرفه مثال على ما اتحدث لكن ما يحدث هو تلقي المشاهد مقاطع واحداث دموية وعنف لا تستوعب ولا تحتمل من أي شخص كما انها تخلق افكار ومشاعر معينة لا تناسب مراحل نمو الطفل والنضوج عقلياً .

ليس التلفزيون وحده الذي يحمل معه الاضرار,كثيراً ما كنتم تسمعون ما يتداوله الناس فيما بينهم عن الانتقاد الموجه للتلفزيون لما يحتويه من مواد غير ملائمة للجميع و عرض المشاهد والمحتويات الجنسية وكذلك العنف وغيرها من المواضيع.

هناك اخطر مما يشاع بين الناس, والتلفزيون ليس وحده الذي يأتي بالفساد في عقول الناس ولا سيما الاطفال وذلك ليس داخل التلفزيون ولكنه داخل البيوت .

قد أثرت الامهات والجدات الامة العربية في حكاويهن وخرافاتهن المرعبة لاولادهن والاطفال ويتربون على تصديق هذه الاكاذيب المخيفة بقصد منعهم عن فعل معين .

وكثير ما سمعتم العبارات التي ترددها الامهات للاطفال "اذا فعلت كذا يأتي لك الشبح (ابو لبد_ابو رجل مسلوخة…الخ) والكثير من الخرافات التي تدب الرعب في نفوس هؤلاء الاطفال لا اخفي ان ما تسمعونة في الصغار وتشاهدونه في الكبر يخلق ضرر في المستقبل يطارد مشاعر الانسان وعقله الباطني ولا يبرح ابداً .

موضوع الخوف والرعب طويل جداً وانا لم أتحدث إلا عن نوعين وهما افلام (مقسومة الى قسمين)الرعب وحكاوي الامهات والجدات ولا شك ان مثل هذه الاشياء تهدم نفوس الاطفال وتحد من قدراتهم في المستقبل وقد ينجم المشاهدة وكذلك تخيل ما يحكى للطفل تفسيرات خاطئة عنده وخلق مشاعر وعقد في نفسيته ويؤثر على نموه و شخصيته في المستقبل وهذه المشكلة .