منصورون ولو بعد حين

تاريخ النشر: 27/07/13 | 4:27

ضرب انصار الشرعية مثلا رائعا في القدرة على الحشد والتنظيم والصبر والثبات على الحق رغم البطش والتخويف حافظا منهم على انجازات الثورة من مؤسسات منتخبة لم يكن من السهل تحصيلها في ظل الثورة المضادة من فلول الدولة العميقة, وايمانا منهم بأن هذه الانجازات هي الخطوات الاولى نحو بناء مصر العصرية القوية العصامية لتكون النموذج لما قد يثمره ربيع العرب بقيادة الاسلاميين, ورغم اراقة دماءهم وعبث العابثين من المتآمرين من عسكريين واعلاميين ومثقفين حافظ هؤلاء على السلمية, لتفادي سفك الدماء والوقوع في مستنقع الاقتتال الداخلي حرصا منهم على بلدهم ومستقبلها, ولان المهمة التي تنتظرهم كبيرة, الا وهي بناء الوطن الذي جرى تدميره على مدار العقود الاخيرة, نعم اثبت هؤلاء انهم هم اهل الدولة وحماتها, وان معظم مدعي الديموقراطية من العلمانيين والليبراليين هم ابعد الناس عن مصلحة الوطن والحرص عليه, بل هم مستعدون لبيعه والتآمر عليه لإفشال غريمهم السياسي في سبيل وصولهم للكرسي وطمعا في تحصيل ثروة من متآمرين خارجيين, فهم اكفر الناس بديموقراطيتهم المزعومة, لقد تآمروا مع فلول مبارك, ومع العسكر ومع اعلام رؤوس الفساد فما هؤلاء الا طابور خامس من الانقلابين يقف في وجه نهضة مصر وان لمعت مسمياتهم.

العبد المنقلب الذي لم يحسن اسياده حساب العواقب, يتمادى بحماقته والسبب ان قائمة مستشاريه تتشكل من رؤوس مخابرات غربية همها اقتتال العرب فيما بينهم لوأد أي محاولة للنهضة في هذه المنطقة, ومن تيوس العرب الذين لا يوجد في قاموسهم ابجدية النزول عن الشجرة مهما كان الخطأ والعواقب المترتبة عليه, فها هو ينساق خلف اسياده من اميركا وامراء التبعية المطلقة, لتنفيذ الخطة بإقصاء الاسلاميين وقتل الربيع العربي, طامعين هؤلاء اما في استعادة عروش ضيعوها او ابعاد شبح الربيع العربي عن بلاد لم يصلها بعد, او مصالح غربية قد تهدد ان تولى بلاد العرب حكاما كالمرسي شعارهم "لكي تمتلك الامة ارادتها فعليها ان تمتلك دواءها وغذائها وسلاحها".

على مدار العقود التي مضت تربى الجندي المصري المسلم على ان الاسلاميين وحوش متخلفون رجعيون، يجب اقصاءهم وابعادهم عن الحكم حفاظا على مصر, ما تم على مر عقود يتم اثبات عكسه بايام السلمية في رابعة العدوية، وبات واضحا من هو الحريص على مصلحة الوطن ومن هو المتآمر والعميل, وبات من الواضح عبر التسريبات من بوادر تململ في الجيش ممن ينحاز للشرعية ويدعوا الى التراجع عما فعله سيسي.

المرحلة القادمة تحمل في طياتها العديد من الاحتمالات, منها ان تكون مليونيات الاسلاميين حاشدة فتزيد من حرج الدول المتآمرة وتزيد من عزلة سيسي, ان قتل المتظاهرين السلميين من قبل الشبيحة والبلطجية والداخلية سيضع سيسي في ازمة اكبر وسيزيد من عزلته داخليا وخارجيا, وقد نشهد لا قدر الله حالة فوضى من الاحتراب الداخلي طويلة الامد, لان القرار قد صدر في وأد الربيع العربي لما يشكله من خطر على مصالح العديد من الدول في المنطقة وخارجها, وشرع العملاء في مصر في تطبيق القرار, لكن في المقابل لقد ذاقت الشعوب طعم الحرية, وقد صدر القرار من المرسي الرئيس الشرعي بعدم التراجع او القبول بالانقلاب واثبتت الميادين ان خلفه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه, نسأل الله لهم الثبات والسداد.

ماديا, ان نجح سيسي في التمكين لانقلابه بالاجرام فستكون دولته انقلابية مجرمة ولن يكون لها النفس الطويل للاستمرار في الحياة, فلن يرحب بها من قبل دول الربيع العربي, وستكون الدول الغربية التي تحاسب من قبل شعوبها في حرج من التعامل مع نظام انقلابي مجرم, كما اعلن الاتحاد الاوروبي والمانيا, دول اسلامية ستقاطع وبدى ذلك جليا في تعاطي اردوغان مع البرادعي, هذه الدولة ستعيش على نفقة الامريكان وبعض امراء النفط وستكون فاتورة الحفاظ على حياتها مكلفة خصوصا بعد التجربة المريرة للامريكان في العراق وافغانستان, وماذا اذا انفلتت الامور وقرر الاسلاميون الدفاع عن انفسهم اذا شرع سيسي بذبحهم, السادات هلك في مقارعة الجماعة الاسلامية لوحدها, فماذا سيكون حال سيسي غير شرعي في مقارعة الفصائل الاسلامية مجتمعة! وماذا اذا فتحت شهية القاعدة هناك وقالت للإخوان لقد جربنا سلميتكم فتآمروا عليكم هلموا نجرب العين بالعين والباديء اظلم, وماذا مع الجيش والتسريبات عن معلومات تشير لوجود ململة فيه مما يجري! واتهام سيسي بالعبث بالامن القومي بانحيازه لطرف دون اخر! ووضع مستقبل مصر في مهب الريح, وليست مصر كسوريا حيث الجيش الطائفي الذي تتبع قياداته طائفة الرئيس.

بالتالي ماديا فان دولة سيسي غير قابلة للحياة على المدى الطويل, والرهان عليها فيه مخاطرة كبيرة لان ما يترتب عليها حالة فوضى وعدم استقرار في المنطقة كلها وقد لا تسلم منها دول الجوار وتهدد فيه مصالح دول عظمى, السيناريو الاخير لا نتمناه ابداً لما فيه من اراقة دماء, لكن اذا اصر سيسي على باطله, فلن يتخلى اصحاب الشرعية عن حقهم في هذا الزمان ولن يكون هناك عبد ناصر جديد, والا سيكفر بهم اتباعهم, فرئيسهم اعلنها صريحة لا تراجع عن الشرعية.

إسلاميا, الله تعالى يقول" إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا", ويقول تعالى ايضا "والعاقبة للمتقين" من هم المتقين ومن احسنوا عملا؟

الفريق الاول: سيسي: المنقلب حانف اليمين, برادعي: مدمر العراق, لميس الحديدي وعمرو اديب: ابواق التآمر والكذب والضلال.

الفريق الثاني: مرسي: الرئيس البكاء من خشية الله, محمد عبد المقصود: العالم العامل, حازم صالح ابو اسماعيل: الصادح بالحق, خيرت الشاطر:رجل الاعمال الذي حاربوه لدعمه لدين الله.

يقول ابن تيمية: " ان الله لينصر الدولة الكافرة العادلة ولا ينصر الظالمة وان كانت مسلمة" فأي دولة هي العادلة دولة سيسي ام دولة المرسي؟

هذه بعض الايات تتحدث عن واقعنا

شو الوضع – "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ" – انها فتنة عظيمة.

لماذا؟ – "فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" – تم الفرز وبان من مع الله ومن مع المتآمرين والكاذبين.

صعب! – "وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا" – ذبحوا ويهددون بالذبح من جديد.

حتى متى؟ – "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ" – المرجفون كثر لكن اصحاب الشرعية ثابتون نسأل الله لهم الثبات.

وبعدها – "لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ" – اللهم عجل في ذلك.

بالاخر – "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله" – اللهم عجل في ذلك.

النصر سيأتي مؤزرا بإذن الله.

ما حصل سيعطي الشرعية في القضاء على الدولة العميقة ورؤوس الفساد فيها, ستكون الفرصة مناسبة لتستلم القيادات الشريفة في الجيش والشرطة المناصب الحساسة في هذه الاجهزة, وتغيير العقيدة التي ينشأ عليها افراد هذه المؤسسات, ستكون كل الشرعية لتطهير الاعلام الدجال, وستبنى مصر على يد الشرفاء وبعيدا عن ايدي الخون والعملاء.

هل انت مؤيد من الله يا مرسي!

الشعب المصري عاطفي وانفعالي, وعبر التاريخ كثير ممن حكموه قتلوا او خلعوا , وعندما استلم المرسي قلت اعانك الله فيما ابتليت به, وفي الفترة الاخيرة قبل اختطاف المرسي وبسبب قوة البوق الاعلامي المتآمر واخفاءه للإنجازات لا بل وقلبه للحقائق تم التأثير بقوة على الشعب, فكان هنالك تراجع في شعبية المرسي, وكثيرا ما كنا نستهجن ما نسمعه من المعتمرين العائدين عن نفور المعتمرين المصريين من المرسي, وقد اعتقد العديد من المحللين انه لو استمر الحال على مهو عليه, فسيخسر الاخوان في الدورة القادمة.

جاء الانقلاب وأيام السلمية والثبات في رابعة العدوية وبرزت مظلمة الرئيس ومناصريه وتكشفت الحقائق وبانت المؤامرة, تحركت عاطفة الشعب المصري من جديد بعدما رأت حجم الظلم الذي لحق برئيسهم الحريص عليهم وعلى مصرهم, فها هي قد خرجت الملايين وها هي الارضية تتهيأ للتغيير الحقيقي في ارض الكنانة, فيا سبحان مقلب القلوب, وصاحب التمكين لعباده المؤمنين, ففعلا "هم معهم التلفزيون وانتم معكم رب الكون".

الخلاصة

ان سكت سيسي عن الاسلاميين فهو زائل وان ذبحهم فهو زائل, على كل الحالات هو زائل بإذن الله.

"والعاقبة للمتقين" ومن غير اهل الشرعية يستحق هذا الشرف, طالت المدة ام قصرت, قد يتمكن سيسي مرحليا, لكن ليس على المدى الطويل, لن يستطيع سيسي وكل طواغيت العصر الكذاب من مقارعة قدر الله النافذ, وان صرفت اموال المتآمرين ومهما نعقت ابواق اعلامهم, وان حيكت ادهى الخطط العسكرية في دهاليز واروقة الكائدين, فهذا قدر الله, "خلافة على منهاج النبوة تلي مرحلتهم", فالمولود قادم وان طال المخاض وتعسر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة