زيارات الرئيس السيسي الخارجية ماذا جلبت للاقتصاد المصري
تاريخ النشر: 17/11/15 | 7:32أن زيارات الرئيس السيسي الخارجية ستنعكس بشكل كبير على الاقتصاد المصري من خلال بداية عمل الشركات الأجنبية في مصر، لزيادة الاستثمار خلال الفترة المقبلة، لان كل الأحداث السياسية الداخلية لن تؤثر كثيرًا على الدولة، وخططها الاقتصادية.
كان من المتوقع إن الاقتصاد المصرى سيكون القوة المحركة لنمو المنطقة العربية بأكملهما القرارات الصعبة التى اتخذتها الحكومة العام الماضى سيكون لها مردود ايجابى خلال العام الجديد على الموازنة العامة والعجز التجارى وهو ما سيعمل على تحسن وضعية الاقتصاد «نتمنى من الحكومة سرعة اصدار القوانين وإعادة تحفيز القطاع الخاص على الاستثمار حتى يشعر المواطن بمعدلات النمو التى ستحدث الذى توقع ان يحقق قطاع الصناعة معدلات نمو قياسية لاسيما بعد زيادة قيمة الاستثمارات المستهدفة فى قطاع الصناعة خلال العام المالى 2014 ــ 2015 .
حجم الدولة ذاتها، وتعقد عملية صنع القرار وتنوع مجالات التأثير. التاريخ الطويل للدولة المصرية، فهي دولة ذات جذور ضاربة في التاريخ لقرون طويلة وليست كيانًا سياسيًا مستحدثًا.
ولا تعني القوة الناعمة أن أدوات القوة الصلبة تختفي لكن القوة الناعمة لها لحظتها المناسبة، وهي في الغالب تعمل في إطار من التبادل والتوافق مع أدوات القوة الصلبة الاقتصادية والسياسية العسكرية وإلا كانت النعومة مرادفة للضعف والعجز فلا تكون بذلك خيارا بل تكون واضطرارا وهو ما يفقدها في الغالب قوتها حتى في بعدها الرمزي فتندرج تحت بند العلاقات العامة أكثر منها العلاقات السياسية بمعناها المركب وتنأى عن العلاقات الدولية بالمفهوم العلمي الدقيق. أبرز زيارات الرئيس الخارجية، منذ توليه رئاسة الجمهورية وحتى الوقت الحالي:
كانت أول زيارات الرئيس الخارجية إلي الجزائر في 24 يونيو من العام الماضي، قبل زيارته إلى غينيا الاستوائية لحضور القمة الإفريقية، التقى خلالها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وبحثا تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، بخاصة في ليبيا وسوريا، إضافة إلى الوضع في منطقة الساحل والصحراء ومالي، كما استعرضا سبل التعاون في المجال الاقتصادي. في 25 يونيو 2014، زار الرئيس السيسي إلى غينيا الاستوائية، وترأس وفد مصر في أعمال الدورة العادية الـ23 لقمة الاتحاد الإفريقي، التي عقدت تحت شعار “الزراعة والأمن الغذائي بالقارة الإفريقية”.
يوم 27 يونيو 2014، أثناء عودته من القمة الإفريقية، اتجه السيسي إلى السودان، في زيارة استغرقت ساعات، للاطمئنان على صحة الرئيس السوداني عمر البشير، كما شملت الزيارة اجتماعًا بين الرئيسين. في يوم 10 أغسطس 2014، زار الرئيس السيسي المملكة العربية السعودية، والتقى الملك عبدالله.
الوجهة الخامسة للرئيس السيسي كانت يوم 12 أغسطس 2014، حيث زار روسيا، وتحديدًا مدينة “سوتشي”، وبحث خلال زيارته، كافة أوجه التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي والصناعي والسياحي والطاقة، وتم الاتفاق على تزويد مصر بما لا يقل عن 5 ملايين طن من القمح. كانت الوجهة السادسة للسيسي، الولايات المتحدة الأمريكية، في 22 سبتمبر 2014، حيث شارك الرئيس في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك في قمة المناخ، والتقى خلال زيارته الرئيس الأمريكي باراك أوباما. يوم 24 نوفمبر 2014، اتجه الرئيس السيسي إلى إيطاليا، في زيارة سريعة ركزت على التنسيق بشأن الوضع في ليبيا، وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار والسياحة، كما شملت الجولة زيارة الرئيس إلى دولة الفاتيكان، حيث التقى البابا فرانسيس. في 26 نوفمبر 2014، زار الرئيس السيسي فرنسا، والتقى الرئيس فرانسوا أولاند، حيث اتفق الرئيسان على تفعيل عدة مشروعات واستثمارات فرنسية في مصر بقيمة 796 مليون يورو ، ودعا السيسي مجتمع الأعمال الفرنسي، لتنفيذ مزيد من الاستثمارات بمصر.
أما وجهة السيسي التاسعة، فكانت إلى الأردن، حيث التقى الملك عبدالله، وبحثا سويًا سبل التعاون في مكافحة الإرهاب، وأهمية وضع منهج استراتيجي كامل لمكافحته. شهد 22 ديسمبر 2014، زيارة مهمة للرئيس السيسي إلى الصين، بخاصة على الصعيد الاقتصادي، حيث وقعت مصر ما يزيد على 25 اتفاقية، في إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، الذي وقعه السيسي مع الرئيس الصيني شي جين بينج. كانت أولى زيارات الرئيس الخارجية مع حلول عام 2015 إلى دولة الكويت، في 5 يناير 2015. وفي 18 يناير 2015، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي أبوظبي، حيث أجرى مباحثات مع قادة دولة الإمارات، وشارك في افتتاح القمة العالمية للطاقة، لبحث التحديات المتعلقة بمستقبل الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. شارك الرئيس السيسي، في 28 يناير 2015، في أعمال القمة الـ24 للاتحاد الإفريقي التي عقدت في أديس ابابا، كما تسلمت مصر خلال القمة، رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة حول تغير المناخ لمدة عامين. في 23 مارس الماضي، زار الرئيس السيسي الخرطوم، حيث أجرى مباحثات ثلاثية مع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلاماريام ديسالين.
زار الرئيس السيسي في أبريل الماضي قبرص، حيث عقدت قمة ثلاثية جمعت الرئيس السيسي، ورئيس قبرص، ورئيس وزراء اليونان، بعد 6 أشهر من عقد القمة الأولى بالقاهرة في نوفمبر 2014. عقب انتهاء زيارة الرئيس لقبرص، اتجه الرئيس السيسي إلى المملكة العربية السعودية، وأجرى مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين، تناولت مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، ولاسيما فيما يتعلق بالتطورات الجارية في اليمن، مع انطلاق عملية “عاصفة الحزم”.
شارك الرئيس السيسي يوم 9 مايو، في احتفالات روسيا بالذكرى السبعين لانتصاراتها في الحرب العالمية الثانية، والتقى خلال زيارته، عددًا كبير من القادة المشاركين، كما عقد جلسة مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وخلال شهر مايو الماضي، شارك الرئيس السيسي في المنتدى الاقتصادي العالمي الخاص بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي عقد في البحر الميت بالأردن. آخر زيارات الرئيس في عام حكمه الأول، كانت إلى ألمانيا، حيث التقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبعض المسولين الألمان، ثم أعقبها بزيارة إلى المجر.
وبذا فإن مفهوم القوة الناعمة ليس مفهوما ثابتا بل تتغير القوة الناعمة بتغير وسائط وأدوات التأثير الثقافي وتحولاتها النوعية في ظل تحولات مفهوم المكان والجغرافيا كما قد تزيد وتنقص بحسب رصيد رأس المال الأخلاقي للدولة التي تريد أن تلعب دور النموذج المحتذي وكذا رأس المال الحقيقي الذي تستثمره الدولة في هذا المجال من مخصصات وموازنات فيمكنها من ممارسة النفوذ والتأثير أو تبخل به لأسباب توازنات انتخابية أو تحالفات حزبية فتضعف أو تهدره بالكلية فتفقد أدوات مهمة في تحقيق مصالحها في الممارسة السياسية الإقليمية والدولية، ويبدو الأمر جليًا في الأزمات حين ينكشف القصور وهو ما سنرصده في الحالة المصرية بجلاء. يواصل الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، جولاته الخارجية الناجحة، بزيارة الي دولة الإمارات العربية الشقيقة يومي 18 و19 يناير 2015، والتي تأتي في إطار علاقات الأخوة الوثيقة والعميقة التي تجمع بين البلدين على كافة الأصعدة، وتشهد الزيارة أيضاً مشاركة سيادته في “القمة العالمية لطاقة المستقبل”.
دولة الإمارات العربية الشقيقة، يكن اليها كل مصري مشاعر الحب والتقدير والاحترام، لمواقف قيادتها وشعبها الداعمة والمساندة والمدافعة عن مصر وشعبها علي كافة الأصعدة. ولا شك ان زيارة الرئيس السيسي للإمارات الشقيقة تشكل مناسبة تعبر عن دفء المشاعر الفياضة، وتقدير وامتنان مصر للمواقف الداعمة والمساندة التي أبدتها دولة الإمارات، قيادةً وشعباً، إزاء مصر ووقوفهم بجانبها في أعقاب ثورة 30 يونيو، تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ/ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات المحب لمصر والمؤمن بحيوية دورها إقليمياً ودولياً.
وفي خضم ما تموج به منطقة الشرق الأوسط من تحديات جسام تؤثر علي هيكلها وتماسك شعوبها، تسطع العلاقات بين مصر والإمارات لتشكل نموذجاً متميزاً وفريداً في عمق التفاهم حول قضايا المنطقة، وفي رسوخ العلاقة القائمة علي أعمدة صلبة لا تهتز، بل تقوي بمرور الأيام وبتصدي قيادتي وشعبي البلدين للتطورات شديدة التأثير التي تتعرض لها المنطقة. بالتأكيد تحتل الإمارات شعباً وقيادة منزلةً خاصة في قلوب المصريين. يدعم ذلك العديد من العوامل يأتي في مقدمتها احتضان الإمارات الشقيقة لجالية مصرية كبيرة تعمل في مختلف أنحاء الدولة، تساهم في نهضتها وتنميتها. زيارة السيد الرئيس الي لندن تأتي في إطار التحرك السياسي المصري المنفتح علي كافة دول العالم الراغبة في التفاعل الجاد والمتوازن مع مصر في كافة المجالات، وتأتي أيضاً في إطار تدعيم أوجه التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات خاصة تفعيل التعاون الأمني بين البلدين، لمناهضة جماعات العنف والتطرف، وزيادة الاستثمارات البريطانية في مصر
حيث تعد بريطانيا من الدول التي أبدت رغبة واضحة في دعم الاقتصاد المصري لكونها المستثمر الأجنبي الأول فى مصر فضلاً عن بحث زيادة الصادرات المصرية الي بريطانيا والتي بلغت عام 2014، نحو 860 مليون جنيه إسترليني، مقابل واردات من بريطانيا بلغت خلال هذه الفترة نحو مليار جنيه إسترليني.
ولا شك ان من أهداف الزيارة الالتقاء في لندن التي تعد المركز العالمي للمال والأعمال، وتمر عبر سوق مالها أغلب تدفقات رؤوس الأموال الدولية، بما فى ذلك بعض الاستثمارات المعنية بالاستثمار في الشرق الأوسط. بالعديد من مسئولي الشركات العالمية ومؤسسات التمويل الدولية، بما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد المصري وزيادة الإنتاج. والي جانب هذا، وعلي المستوي السياسي بحث الأوضاع المضطربة في منطقة الشرق الأوسط حيث تتلاقي وجهات نظر القاهرة ولندن حول كيفية التحرك نحو إيجاد حلول لها، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، لمواجهة التنظيمات المتطرفة الدموية خاصة تنظيم داعش، والبحث أيضاً في سبل تحريك جهود السلام إزاء القضية الفلسطينية.
الدكتور عادل عامر