أتى الإسلام محررا للعقول والقلوب من رجس الوثنية وعبادة العباد…

تاريخ النشر: 15/05/13 | 5:55

لقد جاء الإسلام محرراً الإنسان وفكره, من أغلال وتقاليد السالفين فجعل عبادة الله غير مقيدة بأحد, فجعل الأسوة الحسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) فلا يلزم بالمرء أن يمر عبر صنم يُسمى هُبل أو رجل يُدعى ابن تيمية, حتى يكون دينه صحيحاً مستقيماً, بينما يرى هؤلاء السلفيين من الواجب علينا أن نُقلد ابن تيمية وشيعته ويكونوا هم الأسوة وكأن لا إسلام إلا إذا طبقنا هذا الفكر قولاً وفعلاً!!!!

وأنا أرى أن إمامنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نُقلده ونقتدي به ولا حاجة لنا لواسطة من أحد, ولا قدسية لأحد من العلماء لدينا لأنهم بشر قد يخطئون ويصيبون, وهم غير معصومون (لا عصمة إلا لنبي) ولأن ما يقولونه هو اجتهاد واستنباط فيه الخطأ والصواب نسمع منهم ما يوافق كتاب الله وسنة أخذناهُ, وما يخالف ذلك رددناهُ عليهم!!!

لذا لن تجد لدينا تعصباً للرجال بل للحق الذي يدعمه النص الواضح. أما منهج هذه السلفية فهو يضع هالة من القداسة على ابن تيمية وشيعته ويقولون (بأن لا خير في قرآن ولا سنة بغير فَهم السلف) مع أن الخير كل الخير في كتاب الله وسنة رسوله من غير واسطة أحد, ولو كان ابن تيمية وابن القيم معصومين لكانا نبيين مع أنهما وقعا في مزالق عظيمة. ألا يكفي ابن القيم قوله بفناء النار وأن أهل الشرك والأوثان سيكونوا في النهاية من أهل الجنة وجنان النعيم فأي شرك هذا الذي تحاربه السلفية وهم يدعوننا إلى مثل فكر ابن تيمية وليد الأمس وليس ممن عصمه الله من الخطأ حتى وصل بأتباعه إلى تحوير معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عجزوا عن تضعيفه بقصد الانتصار لفرقتهم ومذهبهم وما هذا إلا ضرب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد اعتبرت الوهابية أن سلفهم الذي يتغنون به فقط ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزي, مع أن هؤلاء ما بينهم وبين السلفية الحقيقية قروناً عدة فليس هنالك أي رابط بينهم وبين السلف, الذين اتبعوا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أخذ السلف بهذه الآيات للدعوة إلى دين الله (ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن, إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).

فإن جدال هذه الفئة الضالة كان فقط ولا يزال بالقتل وسفك الدماء وتكفير الآخرين وتطاولهم على الكثير من علماء المسلمين, وتكفيرهم وإخراجهم حتى من الملة.

ونسوا أصحاب هذا المذهب الدموي أن من قام على نشأته وإظهاره أكثر الناس عداوة للإسلام والمسلمين والعرب هم البريطانيين ومخابراتهم, وهي التي مدتهم بالسلاح والتدريب والتخطيط وما زالوا يوجهونهم حتى يومنا هذا من أجل الاستمرار في ارتكاب المجازر والقتل وسفك الدماء في حق أبناء الجزيرة العربية وغيرهم, سواء هم قاموا بذلك أو من ينوب عنهم من عصابات مجرمة, لقد قام هذ المذهب الدموي ونشأ على أشلاء مئات الألوف من البشر لكي يبقى ويدوم, ولكي تستند المملكة السعودية في كل تصرفاتها على فتاوى دينيه!!!! خرجت من فم ابن عبد الوهاب وأتباعه آل الشيخ لشرعنة القتل والنهب والخراب والتصدي لمن يقول ويرفع صوته ضد هذه التصرفات الدموية, وصدق رسولنا الكريم (بوصفه لأهل نجد أنهم قساة وغِلظ القلوب وهو الذي لا ينطق عن الهوى) لقد ماتت في قلوب هؤلاء الناس الرحمة والشفقة والعطف بل فقدوا كل رحمة ومحبة ولطف كبشر!!!

عندهم قتل إنسان وسفك دمه لا يحرك ساكناً ولا أي من مشاعر الرحمة أو الأسف بل عندهم ذلك أمرٌ عادي.

لقد شاهدت بنفسي في إحدى زياراتي لمناسك الحج والعمرة في المدينة المنورة عند خروجنا من صلاة الجمعة, وإذا بجمهرة خارج المسجد فكان عندي حب الاستطلاع وإذا بشرطي يَقود رجل مغمض العينين مكتوف اليدين فَركّعّوه على ركبتيه, فجاء رجل آخر يحمل سيفاً مقنع الوجه فيطيح برأس الرجل أمام كل الحضور!!!

حتى وإن كان هذا الرجل يستحق القتل, ولكن كيف تجيز هذه الدولة لنفسها أن تقتل إنساناً لا يعرف الحضور لماذا وعلى ماذا؟ إن هذا الأمر كان رهيباً جداً ومحزناً جداً, وكلما تذكرت ذلك المنظر كانت دمعتي تسبق قولي وعشت كل هذه السنين ولم يفارقني ذلك المنظر, وهذه القسوة والشدة وكأن شيئاً لم يكن, مع أننا أتينا إلى تلك الديار نجدد العهد مع رسول الله ونعود تائبين إلى الله. ولنزداد إيماناً مع إيماننا, وننسى هموم الدنيا وما فيها, ولكن للأسف الشديد بقي هذا المشهد محفوراً في العقول.

مهما كانت الدوافع والأسباب لهذا القتل فذلك رهيب!!! إن مثل هكذا نظام لا يمت إلى الإسلام لا من قريب ولا من بعيد فظلامية هذا المذهب أفرزت جماعات إرهابية تسمي نفسها جهادية تقتل على الهوية وتستبيح الأعراض والحصول على الغنائم مع أن كل الذين يقتلون مسلمون وموحدون ويشهدون أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.

إن مثل هذه الظواهر وما يراه الناس على شاشات التلفاز من قتل وإرهاب ودمار جعل أكثر شعوب العالم تنفر من الإسلام والمسلمين وترى في هذا الدين وأتباعه دين قتل وإرهاب, دين موت لا حياة.

حتى وصل الأمر عندهم أن يفجر المسلم نفسه في مسجد للمسلمين وبذلك خالفوا كل قواعد الإسلام ونواهيه كدين سلام وأمان, وهذه قمة الغباء والجهل فيقتل الأطفال والرجال والشيوخ والمارة. مع أن الآية صريحة (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) والآية الثانية (فمن شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر) إذا كان هذا الأمر والخيار لبني البشر قد أتى من الله عز وجل… إذا كيف يزايدون على الله سبحانه ليسلبوا أرواح البشر باسم الدين الذي لم يأمرهم بذلك بل نهاهم عن فعل ذلك تماماً وأعد لكل من يقتل مؤمناً أن لَعَنَهُ الله وغضب عليه وأعد له عذاباً عظيما!!!

هذه مصيبتنا كمسلمين, وصدق رسول الله عندما كان يدعوا الله أن لا تكون مصيبتنا في ديننا.

ويحكم كيف تطلبون من الله النصر والعلو وأنتم تفعلون ذلك مخالفين الله ورسوله. فاتقوا الله يا أولي الألباب وعودوا إلى طريق المحبة والسلام تنجون ويرحمكم الله برحمته التي وسعت كل شيء.

والله ولي التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة