الرؤيا التربويّة لجهاز التربية والتعليم في كفرقرع
تاريخ النشر: 27/08/15 | 11:13في المؤتمر التحضيريّ للعام الدراسيّ 2015 في كفرقرع الذي عقد في بداية الاسبوع بمبادرة المجلس المحلّي تحدّثتُ عن: “رؤيا جهاز التربيّة في كفر قرع” التي تبلورت في جلسات لجنة التوجيه للتعليم في كفرقرع (أشارك مع صديقي القاضي المتقاعد محمّد مصاروة وآخرين في هذه اللجنة!).
فيما يلي نصّ الرؤيا التالي:
“يسعى جهازُ التربية والتعليم في كفر قرع:
• لأداء مهامّه كجهاز تربويّ شامل، يحافظ على خصوصيّة مؤسساته واستقلاليّتها،
• وأن يكون جهازًا عصريًّا متميّزًا داعمًا، يُتيحُ لجميع طلاب البلدة استثمارَ طاقاتهم وقدراتهم في المجالين: الدراسيّ التحصيليّ، والتربويّ القِيَميّ،
• وأن يمكَّنَ الطلابَ من الاستعداد للمستقبل (عالم الغد)،
• وأن يكونَ جهازًا رائدًا في غرس القيم وتذويتها، وفي تنمية الانتماء للتراث والحضارة.
• كما يسعى هذا الجهازُ لتقديم حلولٍ تربويّة متنوّعة تراعي حاجاتِ الأفراد والمجتمع!”
بعد استعراض نصّ “الرؤيا …” تطرقتُ إلى النقاط التالية:
1. ضرورة أن تكون الرؤيا منبثقة من واقعنا وظروفنا، وأن تُراعي ثقافتنا وحضارتنا، وأن تعزّز انتماءنا وهويّتنا القوميّة، وهذا لا يعني عدم الاطّلاع على تجارب الآخرين، فالتلاقح بين الشعوب والثقافات أمرٌ مُثرٍ ومفيد!
2. الانتباه إلى أنّ الرؤيا تتعامل مع شخصيّة الطالب المتكاملة بجميع أبعادها: العقليّ، العاطفيّ، الجسديّ، النفسيّ والروحيّ.
فالاهتمام بالتحصيل وتحسين النتائج في الاختبارات لا تكفي، بل نحتاج لبناء شخصيّة الإنسان المتكاملة المتوازنة.
3. الإيمان والثقة بإمكانيّة التغيير للأفضل لأنّ لدينا الطاقات والقدرات، والابتعاد عن الجلد الذاتيّ ومشاعر الإحباط والدونيّة، خاصّة وأنّ مسيرة التربية والتعليم في كفر قرع كانت مثمرة ومشرقة:
فلو ألقينا نظرة سريعة على جهاز التربية والتعليم في بلدتنا كفر قرع وما حقّقه من إنجازات في مسيرته التي امتدّت على عقود لوجدنا أنّ الآلاف قد أنهَوا المرحلة الثانويّة، وقسم كبيرٌ منهم واصل الدراسة العليا في الجامعات والكلّيات وتخرّج ليحتلّ مكانة مرموقة في المهن المختلفة. (بحسب الإحصائيّات يمكن إدراج كفر قرع في موسوعة جينس من حيثُ عددُ الأكاديميين، خاصّة الأطباء – 215طبيبًا) والقسم الآخر خرج لسوق العمل متسلّحًا بالوعي والحكمة.
كذلك لاحظنا – وما زلنا نلاحظ – إقبالا كبيرًا للفتيات على التعليم، وللمعلوميّة أذكر أنّني في السنة الأولى لعملي في المدرسة الثانويّة (عام 1967 – 1968) كانت هناك ثلاث طالبات فقط في الصفّ الحادي عشر مهنّي، وطالبتان في الصفّ العاشر، واليوم ولله الحمد يفوق عدد الطالبات عدد الطلاب وفي جميع المراحل التعليميّة .
ومن أهمّ الإنجازات التي تحقّقت أنّ المتعلّمين الخرّيجين في كفر قرع – ذكورًا وإناثًا – أصبحوا أكثر وعيًا وأكثر دراية في بناء الأسر المتحابّة وفي تربية الأبناء الطموحين!
ألم يقل الشاعر معروف الرصافيّ:
يرفع الشعبَ فريقان – إناثٌ وذكور
وهل الطائر إلّا بجناحيه يطير؟
4. هناك علاقة جدليّة بين الرؤيا النظريّة وبين الواقع العمليّ، فعلى ضوء التطبيق والممارسة يمكن تعديل الرؤيا في المستقبل!
5. الرؤيا تحتاج إلى خطط وبرامج ومبادرات وفعاليّات لتحقيق ما ورد فيها، فهي بحاجة إلى:
مدرسة فعّالة بكلّ مقومّاتها وعناصرها: خطّة منهجيّة واضحة، إقليم داعم، مشاركة وتعاون بين جميع الأطراف…
وهي بحاجة لقيادة/إدارة حكيمة تعمل بوعي ومعرفة وبروح ديموقراطيّة، تشجّع عمل الفريق، وتوفّر أجواء دافئة داعمة للمعلّمين والطلاب والأهالي. وتحتاج لمعلّمين مؤهّلين ملمّين بموضوعهم وبأساليب التدريس والتقييم الملائمة، ويؤمنون بقدرات طلابهم، ويحسنون التعامل مع الذكاءات والميول المتعددة والمختلفة للطلاب، ويؤكّدون على تطوير مهارات التعلّم الذاتيّ للطلّاب، وعلى تنمية مستويات التفكير من نقد وتحليل ومقارنة وإبداع …
6. تأكيد الدور الهامّ للغة الأمّ في تعزيز الهويّة والانتماء، وضرورة التمكّن من مهاراتها الأساسيّة لتكون وسيلة ناجعة للتعلّم والتحصيل والإثراء!
كلّي أمل أن تتكاتف الجهود، وتتعاون جميع الأطراف المشاركة والمؤثّرة في المسيرة، لتحقّق بلدتنا كفر قرع “قفزةً نوعيّة” في جهاز التربية والتعليم في السنوات القريبة.
د. محمود أبو فنه