القدس والأقصى احتلالان؛ اختلف الزمان والنهاية واحدة

تاريخ النشر: 08/08/15 | 14:13

إنها مقولة صفرونيوس؛ بطريرك القدس الذي تسلّم منه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مفاتيح القدس عند فتحها. فبكى صفرونيوس وهو يسلم المفاتيح، فقال له عمر: ما يبكيك؟ قال: (والله ما على زوال ملكي بكيت، وإنما أبكي لأني أعلم أن ملككم عليها سيظل أبد الدهر، يَرِقُّ ولا ينقطع)، أي أنه قد يكون ضعيفًا ولكنه لا يغيب.

ومنذ ذلك اليوم، الذي فُتحت فيه القدس وسُمي بالفتح العمري، وإلى يومنا هذا فإن الحضور والوجود الإسلامي مستمر ومتواصل، لم ينقطع، سوى أنه كان رقيقًا وضعيفًا مرتين اثنتين؛ الأولى خلال الاحتلال الصليبي للقدس منذ العام 1099–1189، أي مدة تسعين سنة، ثم انتهى ذلك الاحتلال بتحرير صلاح الدين الأيوبي لها. وأما المرة الثانية، التي كان الملك والسيادة الإسلامية على القدس ضعيفة فهي خلال الاحتلال الصهيوني لها، هذا على أمل بل يقين أنه سيأتي القائد الذي سوف يحررها لتعود إلى الحضن والسيادة الإسلامية الكاملة.

وإن من يراقب ويقرأ الظروف التي ألمت بالأمة حين ضاعت القدس واحتلها الصليبيون، سواءً سياسيًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا أو دينيًا، يجد أنها تتشابه، بل تكاد تتطابق مع الظروف التي عليها الأمة اليوم. ولما أنْ كان في الإمكان التغلب على تلك الظروف والانطلاق بمشروع إصلاحي انتهى إلى تحرير القدس، فإنّ هذا معناه أن في إمكان الأمة اليوم أن تتغلب على الظروف الصعبة، وأن تنطلق (وقد انطلقت) في مشروع إصلاحي حتمًا سينتهي -وبإذن الله تعالى- بتحرير القدس والأقصى.

وإنها مقارنات بين ما كان عليه حال الأمة يومها وما هو عليه اليوم، وكيف تغيرت تلك الأحوال، لنسعى لتغيير أحوالنا بإذن الله تعالى. إنه اضطراب الحياة في كل النواحي ومنها:

اجتماعيًّا:

يومها خلال الاحتلال الصليبي:

إنهار مفهوم الأمة الإسلامية، التي جمعت في بوتقة واحدة العربي والعجمي والبربري والكردي وغيرهم، وحلت محلها مفاهيم العصبية والإقليمية والعشائرية والمذهبية بين أبناء القومية الواحدة والوطن الواحد.
كثرت الخصومات والشجار والفتن بين أهل الحي والحي الآخر، وهذه العائلة والعائلة الأخرى، وبين المسلمين من المشرق الإسلامي وبين المغاربة المسلمين، كما حصل في بغداد والبصرة ودمشق في أعوام 461 و470 هجرية، حيث احترقت أحياء في البصرة وبغداد ودمشق، واحترق الجامع الأموي، حتى إن من الناس من يئس من حال الأمة وخجل من انتمائه إليها، فرفع بعض الناس الصلبان على بيوتهم، كما قال ابن الأثير في كتابه “الكامل في التاريخ”، وكأن الواحد منهم يقول: لا أريد هذا الإسلام، وإن الإسلام سبب ما نحن فيه.

انشغل الناس بأنفسهم أمام كثرة الفتن والخصومات والانقسامات، وأداروا ظهورهم للقضايا الهامة، وانشغلوا بالقضايا التافهة؛ كالطعام والشراب وأصنافه وفنونه، واللهو والعمران، وانتشر النفاق والانتهازية والأنانية، حتى قال المؤرخ أبو شامة: “وأصبحوا كالجاهلية، همُّ أحدهم بطنه وفرجه، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا”.

حصل فساد كبير في الأخلاق، وميلٌ إلى اللهو، فانتشر الزنا وشرب الخمر، وكثرت الجواري ودور اللهو، وكثرت شكاوى الناس بعضهم على البعض، وانتشرت مسابقات مصارعة الحمام والديكة وغيرها، حتى إن وفدًا ذهب إلى بغداد يحمل أكياسًا من الجماجم ومن شعرِ النساء قتلهن واغتصبهن الصليبيون في القدس، ليثيروا حمية أمراء بغداد يومها؛ فوجدوا الخليفة يلهو بحمامته “البلقاء” يدربها ليوم مسابقة “نقر الحمام”، فلم يعبأ ولم يكترث لما حصل في القدس والأقصى.

واليوم خلال الاحتلال الصهيوني:

ها هو مفهوم الأمة ينهار. فبعض المنظمات والهيئات الإسلامية والعربية الرسمية وغير الرسمية لا تملك من أمرها شيئا. وما من دولة إلا وفيها صراعات على أساس مذهبي بين السُنة والشيعة، أو بين العرب والأكراد، أو بين الأقلية وبين الأكثرية. وفي ليبيا تصارع مدينةٌ مدينة أخرى، وشرق ليبيا ضد غربها، وها هي سوريا تُدمَّر، والعراق تخرب، ومصر تتفكك، واليمن وسط لهيب الحرب، وليبيا تدب فيها الفتنة، ولبنان يوشك أن ينفرط عقده، والسعودية متخوفة من فتن وخصومات قد تقع فيها، وباقي الدول فيها من الصراعات والفتن ما فيها.

وخلال هذا، ومع كل ما يجري من فُرقة وشتات وانقسامات، فإنها ظاهرة الأنانية تطغى على سلوك الناس، وظاهرة الفساد الأخلاقي تضرب في كل ناحية، والحفلات الماجنة والمهرجانات الغنائية في كثير من أرجاء الوطن العربي؛ إنه شرب الخمر والمخدرات، وإنها ظاهرة التبرج وسفور النساء، وإنها ظاهرة الترويج للشذوذ الجنسي، وإنها مباريات كرة القدم التي تنفق عليها المليارات، وسباقات الخيول والجمال التي تُبذَّر عليها أموال طائلة. إن ما يجري في الأمة وما يحل بها من ويلات ودمار وسفك دماء وتسلط الأعداء وانتهاك الحرمات والأعراض وانتهاك حرمة الأقصى؛ لم يجعل هؤلاء يفيقون من غفلتهم.

سياسيًّا:

يومها خلال الاحتلال الصليبي:

لقد انفرط عقد الخلافة الإسلامية يومها، ولم يبق للخليفة العباسي نفوذٌ إلا على بغداد، وقد تسلط على كل ولاية من الولايات القائد الذي كان يحكمها، وما عاد يفعل إلا الذي يريد ويحلو له، وظهرت الدولة السلجوقية، فما لبثت أن انقسمت إلى خمس إمارات، وانقسمت الشام إلى إمارات كثيرة؛ دمشق وحلب وطرابلس وغيرها، وكل واحدة من هذه الإمارات يحكمها أمير متحالف مع الصليبيين ضد أمير الإمارة الأخرى، وإن كان ابن عمه، بل أخاه (اتفاقيات دفاع مشترك مع الصليبيين أعداء الأمة).

كثرت الانقلابات والتغيرات في الحكم. فما أن يكون أمير على ولاية حتى يتآمر وينقلب عليه أقرب المقربين منه، وتدب الخصومات والفتن وسفك الدماء، حتى كان الابن ينقلب على أبيه والأخ على أخيه والوزير على من استوزره، فانقلبوا على الخليفة القاهر بالله وسجنوه، وكذلك الخليفة المستكفي يُسجن ويموت في سجنه، والأمثلة كثيرة.

وظهرت الجماعات الباطنية والفرق التي ظاهرها ديني، بينما هي تبطن العداء للإسلام، فارتكبوا المجازر وقتلوا العلماء وكبار الشخصيات القيادية من أهل السُنة، واعتدوا حتى على الحجاج، واستغلهم الصليبيون في قتل كبار القادة والمسلمين، حتى إنهم حاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

واليوم خلال الاحتلال الصهيوني:

ها نحن نشهد غياب الوحدة الإسلامية، بل التمزق العربي حتى في الدولة الواحدة، فكانت الانقلابات العسكرية من أقرب المقربين طمعًا في الحكم، وها هي الدولة الواحدة تصبح مجموعة مدن ومجموعة كيانات، وها هي أمريكا تتحكم بكل هؤلاء وتقيم معهم اتفاقات دفاع مشترك ضد من؟ ضد الإخوة والجيران من العرب والمسلمين.

لقد تسلط على دولنا العربية قادة عسكريون جاءوا بانقلابات عسكرية منتصف القرن الماضي. ولما ثارت الشعوب عليهم إذا بهم يحولون بلادهم إلى خراب ودمار، كما هو حال سوريا واليمن والعراق. وها هو السيسي ينقلب على من اختاره وزيرًا، وهو الرئيس محمد مرسي، ويسجنه ويحكم بإعدامه، وظهرت الجماعات التي تكفّر وتقتل باسم الدين كـ”داعش” وغيرها.

اقتصاديًا:

خلال الاحتلال الصليبي:

خلال الفترة التي سبقت الاحتلال الصليبي لبلاد المسلمين واحتلال فلسطين وسقوط القدس والأقصى في يد الصليبيين بلغ التدهور الاقتصادي والفساد المالي كل مبلغ.

لقد كثر الأغنياء وازدادوا غنًى، وازداد الفقراء فقرًا، وتسلط الأمراء وأعوانهم على أموال الناس. فها هو معز الدولة البويهي يملك ألف ألف دينار ذهب (مليونا) وصندوق جواهر. وها هو عضد الدولة البويهي ينشئ بستانًا يكلف خمسة آلاف ألف (خمسة ملايين)، والوزير ابن الفرات لا يأكل إلا في ملاعق من بِلَّوْر، وبلغ التبذير والإسراف في حفلات الزواج وختان الأطفال ما يشبه الأساطير.

وكثرت الضرائب على الناس من الأمراء، حتى إنهم ألزموا الحجاج بدفع الضرائب عندما كانت القوافل تمر من بلادهم، كما فعل الوزير الجمالي الفاطمي في مصر.

وكثرت أعمال السرقة وانتشر العيارون وعصابات النهب من البيوت والمتاجر، وغلت الأسعار وقلت السلع واحتكرها الأغنياء، حتى إن المطابخ الشعبية للفقراء كانت تستخدم سرًا لحوم الكلاب والحمير والقطط، وحتى أصبح بعض الناس ينبشون القبور لخلع أسنان الذهب والفضة من الموتى لبيعها.

واليوم خلال الاحتلال الصهيوني:

ها نحن نشهد أعداد أغنياء العرب في ازدياد، وفقراءهم كذلك في ازدياد. وها هم الأمراء والمقربون يملكون المليارات تزخر بها بنوك أوروبا، وها هو الحديث يدور عن ثروة حسني مبارك بعشرات الملايين، وبن علي وعلي صالح والقذافي، وها هم بعض أمراء الخليج لا يعلم إلا الله كم هي ملياراتهم.

إنها القطط السمان تظهر من جديد من المقربين من الحكام ممن يتسلطون على موارد الأمة، بينما الشعوب في الفقر المدقع والأُمية والأمراض.

وها هي شعوبنا أفقر الشعوب وأكثرها أمية، إنهم عرب ومسلمون يموتون جوعًا ليس في الصومال وغزة فقط، وإنما هي حالات الفقر المدقع عند شعوب بلاد النفط والبترول.

ها نحن نسمع عن بيع مطبخ لحوم الحمير في مصر، وعن كثرة أعمال النهب والسرقة للحصول على قوت العيال.
ومثلما سمعنا وقرأنا كيف باع العلماء في بغداد يومها كتبهم التي يعتزون بها من أجل شراء حوائج أولادهم، حتى إن العالم الجليل والأديب “أبو علي القالي” باع مكتبته فاشتراها الشريف الرضي، فوجد فيها ورقة مكتوبٌ فيها:

أنست بها عشرين حولًا وبعتها فقد طال وجدي بها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبيةٍ صغار عليهم تستهل جفوني

فها نحن نرى أهل سوريا يحرقون المكتبات والكتب ليستدفئوا من برد الشتاء، ونرى علماء وأدباء في بغداد يعرضون كتبهم على الرصيف لبيعها للحصول على قوت الأطفال.
نعم؛ ما أشبه الليلة بالبارحة!

ظهور الدويلات الشيعية والباطنية:

يومها خلال الاحتلال الصليبي:

إن من أبرز ملامح فترة ما قبل وخلال الاحتلال الصليبي للمشرق الإسلامي وسقوط القدس والأقصى، حيث بدأت دولة الخلافة العباسية تضعف، هي ظاهرة برزت لتكون من أهم ملامح تلك المرحلة، وهي أن الشيعة بدأوا في الأماكن التي كانوا يسكنون فيها بتحركات عسكرية معادية لدولة الخلافة، بل وبدأوا بإعلان قيام دول لهم؛ منها ما كانت ضعيفة، ومنها ما كانت قوية، فكانت الدولة العبيدية الفاطمية التي سيطرت على مصر وشمال أفريقيا وبعض مناطق الشام. وقد سميت باسم العبيدية لأن مؤسسها كان اسمه عبيد الله بن عبد الله بن ميمون القداح الفارسي. وسموا أنفسهم بالفاطميين حين انتسبوا كذبًا وزورًا إلى سلالة فاطمة الزهراء زوجة علي وبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وظهرت الدولة البويهية في شمال العراق وإيران، والتي أسسها بويه بن فنا بن خسرو والد سلمى الفارسي، وظهرت دولة القرامطة في منطقة شرق الجزيرة العربية (القطيف وما حولها). وظهرت دولة “الصليحيون” في شمال اليمن و”الأسيديون” و”بنو حمدان” وغيرها من الدويلات الشيعية، التي أعلنت الحرب على دولة الخلافة الإسلامية في بغداد، والتي كانت ضعيفة بل في غاية الضعف.

واليوم وخلال الاحتلال الصهيوني:

ها نحن، مع انفراط عقد دولة الخلافة منذ العام 1923 وسيطرة الاستعمار، وقد كان التقسيم الظالم لبلادنا، ومع تسلط الحكم الوراثي وحكم العسكر عبر الانقلابات، ها نحن نشهد تحرك بعض المناطق التي يسكنها الشيعة لتشكيل مراكز قوى لهم، بل السعي للاستقلال. هذا ما يحصل حاليًا في اليمن حيث الحوثيون، وفي البحرين كذلك، وها هي الملامح الأقوى لتحرُّك قريبٍ سيكون للشيعة في منطقة الطائف شرق السعودية، وهذا ما يحصل في جنوب لبنان حيث “حزب الله”، وهذا ما هو حاصل في سوريا من تسلط النصيريين من أصول شيعة على سوريا وجرائمهم في حق المسلمين فيها للحفاظ على نفوذهم.

ظهور الصحوة الدينية:

يومها خلال الاحتلال الصليبي:

خلال ذلك التفكك والضعف الذي أصاب الأمة، وعلى كل الأصعدة، ظهرت صحوة دينية قادها العلماء الأجلاء؛ أمثال الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ العز بن عبد السلام وغيرهما، بينما كان أكثر العلماء والمشايخ يسيرون في ركب الأمراء والخلفاء والزعماء، يصدرون لهم الفتاوى التي تروق لهم.

لقد لاقى هؤلاء العلماء الأذى الكثير، وطوردوا وسجنوا، كما فعل الصالح إسماعيل بالشيخ العز بن عبد السلام، حيث سجنه، بل سخر منه أمام ملوك الصليبيين، الذين كانوا معه استعدادا لاحتلال مصر. وقال لهم: أتدرون من هذا؟ قالوا: لا! قال: إنه كبير قساوسة المسلمين!!!

لكن هذه الصحوة ومشروع الإصلاح الذي قاده الدعاة والعلماء الصادقون، ورغم كل الأذى والتضييق؛ إلا أنها نجحت بعد عشرات السنين في خلق الأرضية الشعبية التي هيأت لظهور صلاح الدين الأيوبي، والذي جمع شمل الصادقين والمخلصين من أبناء الأمة، ليقود بهم معركة تحرير القدس والأقصى من الصليبيين، ولكن ليس قبل أن قاتل أولئك الأمراء الفاسدين في مصر ودمشق وحلب وغيرها من عملاء الصليبيين.

واليوم خلال الاحتلال الصهيوني:

ورغم وجود الأمراء والعلماء والفاسدين عملاء أمريكا والغرب وإسرائيل، ورغم حالة التفكك والانهيار، إلا أن الصحوة الإسلامية المباركة والمشروع الإسلامي الذي ينتشر في كل الوطن العربي تتقدمه -بل تتصدره- جماعة الإخوان المسلمين وقادتها ودعاتها، وغيرهم كثير كثير من العلماء وقيادات إسلامية مباركة، وبنفس سلوك الأمراء والعملاء بالأمس، فإنهم اليوم كذلك يطاردون هؤلاء الدعاة ويحاربونهم ويقتلونهم ويشوهون صورتهم، كما فعلوا بالشيخ العلامة يوسف القرضاوي عبر رسومات الكاريكاتير، وتسميته بـ”القرداوي” بدل القرضاوي، يساندهم في ذلك جيش من المشايخ السائرين في ركب الملوك والزعماء، يصدرون لهم الفتاوى التي تتلاءم مع ظلمهم وانحرافهم.

ولكن، وكما كان في تلك المرحلة حين التأم شمل الأمة تحت قيادة صلاح الدين، وانطلق مشروع التحرير، مستفيدًا من الصحوة المباركة يومها قادها العلماء، فإن الأمة اليوم -والحمد لله- تسير نحو تجميع مقدراتها، يتصدر ذلك الدعاة ومشايخ الصحوة الإسلامية الصادقة والمخلصة، بعيدًا عن الجماعات الباطنية، والتي تسيء إلى الإسلام أكثر مما تنفعه.

إن هذا الذي يجري في الوطن العربي من مظاهر سلبية على كافة المستويات، كان ما هو أسوأ منه، لكن الأمة تجاوزته، واليوم ستتجاوزه. وكما انتهت حقبة الاحتلال الصليبي للقدس والأقصى، فحتمًا ويقينًا ورغم كل الواقع الصعب، ستنتهي بإذن الله فترة الاحتلال الصهيوني للقدس والأقصى.

ومن هنا فإننا نفهم سر كثافة الدراسات التي تجريها الدول ومراكز الأبحاث وعلماء الاجتماع، بل وأجهزة المخابرات حول “هل الأمة الإسلامية الآن مهيأة لظهور صلاح الدين جديد؟”.. إنهم يعلمون بوجود أرضية خصبة وميل كبير في الشارع الإسلامي في انتظار وجود القائد الذي يجمع هذا الشتات. ولقد أشرنا مرارًا إلى الزيارات التي تسيّرها الجامعات ومراكز الأبحاث إلى منطقة الشرق الأوسط لدراسة آفاق الصحوة الإسلامية وكيفية تطورها وإلى ما تريد الوصول إليه.

فلا يأس ولا قنوط.. فرغم ما عليه الأمة من كرب وشدة وفتن وصراعات، ورغم تسلط الفاسدين وتطاولهم على الصالحين والمخلصين وتحالفهم مع أعداء الدين، إلا أنه -وبإذن الله- قريبًا سيطلع صبحنا وتشرق شمسنا وتقوم دولتنا؛ دولة الخلافة الإسلامية الراشدة وعاصمتها القدس الشريف. نعم! ومثلما رحل الاحتلال الصليبي عنها فحتمًا ويقينًا بإذن الله سيرحل عنها الاحتلال الصهيوني.

(ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا).

رحم الله قارئًا دعا لنفسه ولي ولوالديّ بالمغفرة
(والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلم

الشيخ كمال خطيب

l

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة