أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

تاريخ النشر: 15/03/13 | 9:00

يا الله ، هي الكلمة التي تريح النفوس وتيقظ القلوب وتفتح أمامنا أبواب الأمل والسعادة ، فهي قوت القلوب وقرة العيون ، وغذاء الروح ، وهي الحياة التي من حرمها فهو في عداد الأموات ، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات ، يا الله ، هي الشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام ، فهي اللذة التي من لم يظفر بها حياته كلها هموم وآلام فهي روح الإيمان ؛ تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها ، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدًا واصليها ، وتبوئهم من مقاعد الصدق ما لم يكونوا لولاها داخليها .

فلو فقدت كل شيء لا تفقد ثقتك بالله سبحانه وتعالى ، وكيف تفقد ثقتك بمن يأتي بالحسنات ويجيب الدعوات ويقيل العثرات ويغفر الخطيئات ويستر العورات ويكشف الكربات ويغيث اللهفات وينيل الطلبات ؟ فهو أحق من ذكر ، وأحق من شكر ، وأحق من عبد ، وأحق من حمد ، فهو أرأف من ملك ، وأجود من سئل وأوسع من أعطى ، وأرحم من استرحم ، أشرقت لنور وجهه الظلمات ، واستنارت له الأرض والسموات ، ودلت الفطر والأدلة كلها على امتناع مثله ، فإذا أوصدت الأبواب أمامك وأسدلت الستور في وجهك قل يا الله ، إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الآمال وتقطعت الحبال قل يا الله ، فهو من يفزع إليه المكروب ، ويستغيث به المنكوب ، وتسأله المخلوقات ، وتلهج بذكره الألسن ، وتألهه القلوب وتدمع عن ذكره العيون ، فيا من تبحث عن السعادة والراحة ، مد يديك ، ارفع كفيك ، أطلق لسانك وسأل الله سبحانه وتعالى ، بالغ في سؤاله ، ألح عليه الزم بابه ، انتظر لطفه ترقب فتحه ، أحسن ظنك فيه ، تبتل إليه تبتيلاً حتى تسعد وتفلح .

وقد صدق من قال : مهما رسمنا في جلالك أحرفاً **** قدسية تشدو بها الأرواح

فلأنت أعظم و المعاني كلها **** يا رب عند جلالكم تنداح

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة