الأحمد والدويك ومؤتمر نعي المصالحة
تاريخ النشر: 22/02/13 | 14:40يضحكون علينا أم نضحك على أنفسنا أم كلانا يضحك على الأخر أم أن الأخر يستغفل بشريحة الشعب التي لم تسلم للمحتل حتى تسلم لمن يساعد المحتل على تحقيق اهدافه بلأستمرار بحالة الإنقسام الأسود الذي يشبه اصحابة .
هكذا تبدو المعادلة ويبدو المشهد القاتم ضحكات صفراء يتبادهها القادة من كلا الحركتين والفصيلين لعلهم يشترون صورة من عدسات الكاميرا التابعة لوسائل الإعلام لكي يضحكوا على أبناء هذا الشعب في الضفة والقطاع .
وقلوب سوداء حاملة من الحقد ما يكفي لكي تدوس أقدامهم على مصطلح المصالحة المزيف في عرف المصالح الفئوية الضيقة والحسابات المريضة.
هذه حقيقة راسخة كرسوخ الحق لأصحابة لا تغيرها قمم ومؤتمرات تصرف عليها الأف الدولارات في القاهرة وفي عمان والمغرب ولا حتى الندوات والمؤتمرات التي تعقد هنا وهناك تارة لكسر الجمود وتارة لتخطي العراقيل .
تلك المؤتمرات التي تعقد في أفخم القاعات والفنادق التي عمت نظرنا وإخترقت طبلات أذاننا .
ولم نستفد شئ منها , سوى تكريس اسماء نكرة من المجتمعين فيها وأيضا لم ناخذ سوى الوعود الكاذبة والشعارات المترهلة التي تباع في سوق الشعب المغلوب على أمرة من الإحتلال ومن قادة هذين الفصيلين الذين باتوا يلعبون في مصير الشعب .
بدقاتهم القديمة على وتر المصالحة التي لم ترى النور .وكلاهما يدور على حل شعره غير سائل عن الشعب وغير أبه بمعانات .
بالأمس ظهرت الحقيقة واظحة ومتجلية للعيان دون زيادة او نقصان حين كانت تعقد في مدينة رام الله ندوة سياسية في مقر منظمة التحرير برام الله كان المشاركون في تلك الندوة هم من الساسة ونخبة المثقفين والصحفيين بالاضافة الى نواب وقيادات من حركتي فتح وحماس . الذين قاموا بقلب طاولة الأمل على رؤوس المتفائلين ومن يتأملون في هذا الوطن بالمصالحة والوحدة الوطنية ووئد الإنقسام حين خرج علينا كل من السيد عزام الاحمد والسيد عزيز دويك في أخر تقليعات الأنقسام وموضة التوتير للأجواء السائدة إذا كان هنالك أجواء بالأصل سوى التي شاهدنها وهذه المرة ليس خلف الكواليس كما كل مرة لكننا كنا نلهي مشاعرنا بامل كاذب لعله يصبح حقيقة في واقع القيادات المزيفة وفصائل الديكور التي باتت العبئ الأثقل على كاهل الشعب والقضية .
بدا المشهد الغير حضاري من تلاسن وتراشق إتهامات في قاعة المؤتمر بحضور قيادات من فصائل أخرى كانت مجرد ديكور للندوة .
حين إحتدم النقاش وظهر السم من بين أنياب الخبث المسمى مصالحة ووحدة وطنية وكلمات لا تليق بالمجتمعين . حتى بدا يتضح للعيان ان ما جرى ليس من باب الصدفة . فكأنة كرة ثلج متدحرجة ستوصلنا الى نقطة الصفر وسيبنى عليها ردود فعلا ستنعي لنا المصالحة والنوايا الحسنة وسيقوم عزام الأحمد والدويك برثائها من جديد .
حين يتوصلون الى قناعة بكشف المستور وبالكشف عن ماضي كل منهما وبالحديث عن الهروب والتملص وأشياء كثيرة .
المصالحة لم تعد موجودة مع انتصارات الأسرى ومعركتهم البطولية وتركهم يقارعون الجلاد لوحدهم سوى دعم بعض الشرفاء الذي قد يكونوا من الذين خلعوا خاتم الفصائل الصدء وأمنوا بالحرية والتحرر الذي يسير على نهجه من هم في الأسر من أمثال الشراونة وقعدان والعيساوي . ومع انشغال اشباه القادة في أحاديث جانبية ومشادات وملاسنات .
تخرج القضية عن طورها .
فاليوم تطورت تلك المشادة في ندوة مؤتمر منظمة التحرير الذي ألغى كل ما سبقة من أمال عريضة حتى انها باتت الحديث لكلا الطرفين عن إتهامات متبادلة وإحراج وتطاول . فكلا منهم يتهم الأخر بتعطيل عجلة المصالحة .
لكن كل ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة والخارج وغزة والشتات والداخل الفلسطيني باتوا اليوم يعلمو علم اليقين أن تلك المصالحة لا عجلة لها فقط تسير على أمال الشعب وطموحاته التي باتت تتبدد يوما وراء يوم والفضل يعود هنا للمحتل ومن يسير في ركبة ضد هذا الشعب . حيث كان الرد اليوم على تلك المشادة من قبل الدكتور االزهار حين قال نحن من نعرف عزام الاحمد بعدما قال الاحمد لعزيز الدويك انا من اعرف من هو الدويك وبدا الفعل ورد الفعل حيث دعا أيضا أحمدبحر القيادي في حماس ونائب عزيز الدويك إلى عقد محاكمة شعبيةلرئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد وذلك "الإساءة البالغة التي وجهها لرئيس المجلس التشريعي عزيز دويك خلال الندوة .
ليبدو هكذا المشهد وبصورة واضحة تتقدم المصالحة خطوة الى الامام ومن ثم تعود خطوات الى الوراء والسبب في ذلك يعود الى عدم صدق النوايا . والحقد الدفين وعدم وجود أفق مستقبلي لكلا الفصيلين الذين هم وبصراحة غير معنيين بالمصالحة لا من قريب ولا من بعيد . وفقط يتشدقون بالانقسام لعلهم يجدون فيه ضالتهم بما يتعلق بورقة ضغط او قوة .
وأيضا لم تقف هنا ردود الفعل بل كان ايضا من ردود فعل اخرى على تلك الواقعة المشينة حيث اشار لها رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية في خطبة الجمعة حين أن حركة حماس وحكومتها لا تخشى الانتخابات ولا تعطلها. قائلا بدأنا نرى تسللاً خارجياً جديداً لتوقيف تحقيق المصالحة، ونحن نرفض هكذا تدخلات من قبل أي جهة أو قوة. مشيرا بذلك الى تلاسن الاحمد ودويك .
الذي فضح النوايا الغير صادقة لدى الطرفين واثبت لكل المتابعين ان كل ما نراة من تحديث للسجل الانتخابي ولتلطيف الاجواء ما هو الا فقاعات خادعة تسرق النظر .
وتبعدنا عن القضية الاهم الا وهي قضية الأسرى . اليوم وبعد ما شاهدناه من كذبة مدججة ملغمة بالضحكات الصفراء والصور المقيته التي كان من نجومها عزام الاحمد وموسى ابو مرزوق وبعض القيادات التي تشتهي االظهور على الاعلام .
يبقى السؤال بأنه ماذا بقي للفصيلين شئ يقولانه للشعب الفلسطيني .
وهل المصالحة هي فقط لعبة خيالية يوقع الطرف الاقوى فيها االطرف الاضعف ويجعل من الشعب فقط شاهدا ومتفرجا على حلبة المصالح والمقاومة الكاذبة والوطنية المزيفة التي اصبحت تصريح لكل من يريد ان ينظر على هذا الشعب المثقف والواعي والمتعلم .
الذي بات يمل ويكل من تصرفات الحركتين التي هي استكملا لتصرفات الاحتلال بحق هذا الشعب .
وبالتالي فأن الانقسام هو من فعل فاعل معروف متمثل بعزام الاحمد وعزيز دويك جسداه بمنطق التخوين والفعل ورد الفعل وعدم احترام الشعب . وإن المصالحة هي بإرادة الشعب القادر على ان يجرف كل من تسول له نفسة بإستغفال هذا الشعب .
وأن ينتفظ على منظومة الكذب المتركبة في غزة ورام الله وأن يعيد هو بنفسة ملامح المستقبل وأن ينسق ألوان المشهد كما يريد هو وليس الزعامات الكرتونية التي تتقاتل وتتلاسن على مناصب وادوار فارغة المضمون كالذي يسعى ورائها .