قراءة فِي قصائد معالي مصاروة
تاريخ النشر: 21/02/13 | 4:44طبتِ معالي وطابت لحظاتك….من ( عودة للارض) التي نشرها لك مركز النور فجعلتني أقتفي أثر ماسبق وأن نشر لك ، يبدو لي أنك توظفين اسلوبين متناقضين يصعب الجمع بينهما عادة : أولهما رمزي يوحي بغموض صاحبه وآخر فيه من الشفافية ما يوضح العكس
ورغم أن (العربية) هي تخصصي الاكاديمي ولكنني لاامارس الكتابة لانها في أدبياتي تحسس لاتخصص
الا أنني أتذوقها شهيقاً وزفيراً ، وما نشره لك مركز النور كانت الباب البكر التي ولجتها متذوقاً نحو النقد
لكِ العتبى إن كنتُ سأخفق في إيضاح مبغاي وإيصال مقصدي فالحروف حينما هممتُ اكتب إزدحمت على أبواب معانيها وتحيرتُ في ايها اطلق وايها امنع وايها اقدم وايها اؤخر،فجآءتكِ الكلمات وقد ضُغِطت فيها الحروف ضغطا ربما اخفى معانٍ وربما أفسد اخرى
أتمنى أن لاأكون ممن فسر الماء بعد الجهد بالماء
فالجمع بين النقيضين موهبةُ الكبار في كلِ أمرٍ،حتى الكبار في الشخصية لم يكونوا كبارا الا بعد أن تحلوا بأضداد الصفات
ومن هنا فقد لفت انتباهي التوظيف المميز والمتميز الذي تمكنتِ منه بين اسلوب الرمز والاسلوب المباشر
وقد بات معروفا أن الرمز له الفضل في البوح الذي يعجز عنه الاسلوب المعتاد وبه استطاع رواد شعر التفعيلة في ابداعهم رغم أنه استحال على الاغلب منهم،وحتى من استطاعه مرة فانه تبخر عنه مرارا كثيرة
ولهذا فإنهم قد واجهوا بعض المشكلات لابسبب انهم ابتدعوا قالباً آخراً للشعر كما يظن البعض وإنما لإعتماد اغلبهم على اسلوب الرمز الذي لم يكن يحسن توظيفه
هذا من ناحية الاسلوب فأنتِ بالاضافة الى تمكنكِ من استخدام الرمز استخداما فريدا وغريبا تمكنتِ ايضا من مزجه بنقيضه وهذا مالم يعرفه حتى أصحاب الرمز فضلا عن مقدرتهم على المزج الذي أخفى الغموض بالوضوح والمباشرة بالرمز
أما من ناحية المضمون فأحسب أن في مواضيعكِ خلطات سحرية بوصفة محددة وبمقادير معينة لايحسنها الكل ولاحتى بعضهم الا من حمل سرها ولايكشفها الكل ولاحتى بعضهم الا من أجاد فك رموزها
أو هي لوحة تشكيلية ترسم ولاتعاد ولايجيدها الا صاحبها ولكنها تقرأ بطرق شتى
مواضيعكِ أرض خصبة هجرها أغلبهم لجهلم بها وأعتقد انكِ لو
أحسنتِ بذرها وسقياها فسوف تجنين منها زرعا مبارك
دام الحرف برعايتك ودمت برعاية ربه