ملاحظات عن وضع التخطيط والبناء بالوسط العربي

تاريخ النشر: 06/06/15 | 13:48

1. تردي البنية التحتية بشكل عام، مع تفاوت وضعها من بلدة الى اخرى يجسد العجز الفكري والمالي لسلطاتنا المحلية وبالتالي يعكس عجزنا الفردي والجماعي مع استثناء بعض السلطات هنا وهناك. بيوتنا غاية في الجمال ونستثمر بها اكواما من المال بينما نتباخل لتوسعة شوارعنا وتسديد ديوننا للبلديات ونتذمر من عدم التطوير الكافي لاحتياجاتنا الفردية والجماعية.

2. انعدام او شح الحيز العام وتطويره ليس فقط من مسؤولية الدولة والسلطات المحلية. نحن كمجتمع غبر ناضجين وغير متقبلين لفكرة الحيز العام كملك للجميع والكل يقول “اللهم نفسي” ليحافظ على كل شبر من الارض لنفسه متناسيا احتياجاته الجماعية، ان كانت شوارع، حدائق عامة، قطع اراضي لبناء المدارس والمؤسسات لأولادنا… علينا المسؤولية للبدء بالتغيير كل بنفسه.

3. التخطيط العام للوسط العربي يتمثل بسياسة اخماد الحرائق ولا يرتقي لإيجاد الحلول بعيدة المدى… والكل لديه مسؤولية، فالسكان يعارضون المصادرات للجمهور والبلديات لا تبادر بشكل كافي الا من رحم ربي. وبالتالي اصبحت قرانا ومدننا بمثابة فنادق للنوم فقط دون ايجاد الاطارات المناسبة لأولادنا من نواد، اماكن للترفيه وغيرها.

4. قضية حجم البناء الفردي تتعدى الاحتياجات الحقيقية وتجسد الحاجة الملحة للفرد بإبراز نفسه وقوته عن طريق حجم بيته. ما المانع ببناء بيوتا اصغر ذات جودة اعلى؟ او حتى الاتجاه نحو عدة وحدات سكنية بنفس المبنى؟ الكثير من زبائني يطلبون مني أثارة هذه القضيه… نحن بحاجة للبناء بشكل اذكى، اصغر وحسب احتياجاتنا الاجتماعية وقدراتنا المادية (على قد فراشك مد اجريك). وهنا اضيف احتياجاتنا المتغيرة مع تغير بنية عائلتنا… من زوج شاب، الى عائلة مع اولاد، فعائلة مع اولاد بالمدارس، ثم مع اولاد خارج البيت بالجامعات او العمل، ثم اولاد متزوجين وزوجين كبار السن، حتى الوصول الى زوج متقاعدين… في كل مرحلة يجب ان يكون للمنزل مرونة لاستيعاب هذه الاحتياجات.

5. قضية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية… علينا عدم الاسراف والتبذير باستهلاكنا للسلع والغذاء والاحتياجات اليومية… حبذا لو ننمي ونشجع العودة للأغذية الطبيعية من مأكولات اجدادنا، نستعمل الدراجات الهوائية للتنقل اكثر، استعمال المواصلات العامة اكثر وتحفيز العمل الجماعي لمجتمع منتج وليس فقط مستهلك…

بقلم  ميمون ابو عطا  –  م. معماري

mimon

‫3 تعليقات

  1. كلام سليم.
    بس استادي لماذا تملكون فوق 84 دونم ولا يجد هناك اي دونم للحيز العام.

  2. اهلا وسهلا عزيزي

    1. انا لا املك 84 دونم, يا ريت 🙂
    2. ما يسري على الوسط العربي بشكل عام يسري على القرية وعلى الجميع, واذا كان هنالك حل لترتيب الأرض بشك متساوي مع مصادرات للحيز العام فانا بالطبع مع ذلك.
    3. لماذا لا تكتب اسمك وتختبئ وراء اسم مستعار؟

    تحياتي

  3. كلامك منطقي جدأ ميمون بالنسبه لحجم البيت هذا موضوع الشباب ونظرتهم للمستقبل ولكن يوجد عدة امور تقع على مسؤولية السلطات المحليه الفوضى في الشورارع استغلال الرصيف للامور الخاصه استغلال القطع الخضراء والبناء عليها وهذه من ضمن المحسوبيات التي نغض النظر عنها اصبحنا لا نجد قطعه لاقامة ملعب او منتزه بين المجمعات السكنيه بغض النظر ايضأ عن بناء الغرف بجانب الشارع بدون ترخيص لفتح محل تجاري كل هذا وذاك يدب الفوضى ويسبب المشاكل في هذا البلد الجميل بالذات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة