الجواب على تصاعد اليمين: صعود التجمع

تاريخ النشر: 27/01/13 | 11:11

صعدت الحكومة الأخيرة من عنصرية النظام، ووصل الأمر إلى حد تمرير قوانين أبارتهايد، قانون “لجان القبول”، لا تستطيع أصغر دولة في أوروبا أن تمرره ضد أضعف أقلياتها، أو ضد اليهود. كما وصل الأمر لدرجة تمرير 8 قوانين عنصرية، مما يعني مضاعفة وتيرة العنصرية البرلمانية إلى حوالي 6 أضعاف ( 32 قانون خلال 59 سنة، مقابل 8 قوانين خلال 3 سنوات ونصف)، ناهيك عن تطوير قناعات ومسودات قانون تشترط ربط المواطنة نفسها بالولاء ليهودية الدولة. بالإضافة لذلك تم وضع قاعدة سياسية تشرعن ملاحقة المحاضرين والجمعيات اليهودية “المارقة”. وتم الاستشراس في تهويد القدس وفي الاستيلاء على أراض الفلسطينيين الخاصة، بالإضافة لتلك التي تعود لملكية الشعب الفلسطيني. وتم تجذير قناعات إسرائيلية، بأن العالم سيرضى بالنهاية عما تفعله إسرائيل، حتى لو خالف ذلك بعض المصالح الغربية، لأن ما يحرك الساحة الدبلوماسية في النهاية هو رضى إسرائيل عن الغرب وليس العكس.

الجواب الإسرائيلي على هذه السياسات كانت، بإعادة انتخابها. من اختار اليمين، أختار المضي في تلك السياسات، ومن اختار الوسط اختار أجندات أخرى لا تتعارض مع تلك السياسات. من اختار الوسط، لم يقل لا للعنصرية، ولم يقل لا للاستيطان، ولم يقل لا للدولة اليهودية، ولم يقل لا لاعتبار الفلسطينيين ضيوفا في وطنهم، رغم المواطنة. من اختار الوسط، لم يقل نعم للسلام، لم يقل نعم لحقوق الإنسان، لم يقل نعم للديمقراطية، لم يقل نعم لمكانة الفلسطينيين على وطنهم. من اختار الوسط اختار الهروب من تلك الأجندات أصلا، والذهاب لأجندات مختلفة تماما، وبعيدة عن الصراع السياسي مع الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر. من اختار ليفني، اختار أجندات تتعلق بالولايات المتحدة (عدم الصدام المباشر مع الولايات المتحدة)، وبالمتدينين (الصدام مع المتدينين). من اختار يحيموفيتش، أيضا حزب وسط، اختار أجندات اقتصادية (سياسات اقتصادية لصالح الطبقات الوسطى)، ومن اختار لبيد، اختار زهرة من كل حقل (الصدام مع المتدينين، وسياسة اقتصادية أقل شراسة)، ولم ينس لبيد أن يختار مقولة تطبق من قبل الجميع لكن يتم الجهر بها من قبل اليمين: لا لحنين زعبي، أي لا للعرب. لم ينس أكبر حزب بعد الليكود، أن يذكر العرب بأنه لا يقبلهم تماما كما لا يقبلهم اليمين. لقد خشي لبيد، كما خافت يحيموفيتش من قبله، أن يتم وضعه، خطأ، في خانة الأكثر تسامحا والأكثر ديمقراطية مع العرب. لكن، علينا أن نعلمه بأن خشيته هذه لا داع لها.

ولكي نعي أن مفهوم كتلة الوسط لا تعني إطلاقا الصدام مع مبادئ اليمين السياسية، إنما فقط مع تكتيكاته (وعلى رأسها في هذه المرحلة موضوع العلاقة مع الولايات المتحدة، وخطاب الكراهية المعلن للعرب)، علينا أن نتذكر أن من أسس لكتلة الوسط هو صاحب مذابح صبرا وشاتيلا: الجنرال إرئييل شارونن حيث لم ينفصل عن الليكود ويؤسس كاديما، لقناعات سياسية أكثر اعترافا بحقوق الفلسطينيين، بل لكي يفرض مخططات تتعلق بإدارة الصراع، لم يوافق عليها الليكود.

 أما الجواب العربي على السياسات العنصرية، فكانت: زيادة قوة التجمع. التجمع زاد بأكثر من 12 ألف صوت كما، وأكثر بكثير كيفا. ففي الوقت الذي يساوي فيه الصوت الذي يأتي بقناعة سياسية، في صندوق الانتخابات، وزن الصوت الذي يأتي ابتزازا أو تخويفا أو تهديدا(تهديد موظفي بلدية، انخراط موظفي بلدية في العمل الانتخابي)، فهو لا يساويه من ناحية وزنه السياسي ومساهمته في بناء الحركة الوطنية. الصوت في صندوق الإنتخابات الذي يأتي عن قناعة هو مدماك في مسيرة بناء الحركة الوطنية، أما الصوت الذي ياتي إبتزازا، فلا وزن له في صراعنا ضد النظام العنصري.

 لقد زاد التجمع من قوته، وزادت الموحدة أيضا، أما الحزب الشيوعي الذي عارض الوحدة، فقد عاقبه جمهوره نفسه، وخسر رغم آلاف الأصوات التي ساقها غصبا إلى صناديق الاقتراع. لكن الأهم، أن زيادة قوة التجمع هي الزيادة الوحيدة التي تمثل ردا سياسيا مبنيا على مشروع وطني واضح.
 
لم تنته الانتخابات بعد، والحكومة لن تكون مستقرة على الأرجح، وتقع على كاهل التجمع الآن، مسؤولية وطنية من الدرجة الأولى، فهو المسؤول الأول والأخير، عن تثبيت الحركة الوطنية، تعميق جذورها، توسيع صفوفها، وتطوير آليات نضالها. لن تبنيها أحزاب لا تؤمن بالتنظيم القومي للعرب أصلا، ولن تبنيها أحزاب دينية تقصي جزءا من شعبنا، ولن يبنيها أستعراضيون، ولن تبنيها أصوات مقاطعة ( ولا أقول حركة مقاطعة، لأنه لا حركة مقاطعة منظمة، تناضل من خلال وسائل بديلة) لا تقاطع التمثيل البرلماني فقط، بل العمل السياسي برمته، وتعتبر الجلوس في البيت قمة الوطنية، وتؤدلج للخواء السياسي.

التجمع يملك مشروع نضال، واستراتيجية نضال واضحة، وقبل ذلك، يملك إرادة النضال وثقافته السياسية النظيفة، ولا وطنية دون نظافة سياسية. وتلك مسؤولية قبل أن تكون ميزة. ونحن لها.

‫3 تعليقات

  1. أعدت قراءة هذا المقال مرتين، وبعض مقاطعه أكثر. خسارة ان الكاتبة لم تطرح مشروع التجمع الواضح للعمل البرلماني المقبل ولم تفصل للقاريء قائمة بمشاريع القوانين التي ترغب بطرحها على جدول اعمال الكنيست الاسرائيلي، ولا نوع التحالفات التي ترغب ببنائها مع أعضاء وعضوات الكنيست الاسرائيليين من أجل تحقيق أي حق من حقوقنا كأقلية قومية في بلادنا.
    العمل البرلماني ليس عمل صحافي والمقياس للبرلماني الناجح هو في عدد ونوعية القوانين التي يبادر ويشارك في سنها، هو عدد الجلسات للجان الكنيست الذي يشارك به ونوعية النقاش ومساهمته في حل قضايا تتعلق بالعرب وبغير العرب من مواطني هذه الدولة.
    التحليل الوارد في المقال يتجاهل التغييرات في الخارطة السياسية وعلى ما اظن، هو من باب دفن الرأس في الرمل أو انه نابع من عدم القدرة على تحليل الواقع الجديد والتعامل معه. هكذا نجد ان الانجاز الوحيد في هذه الانتخابات هو زيادة تمثيل التجمع من ثلاثة أعضاء الى …. ثلاثة أعضاء. زيادة هائلة!!!
    نصف اصحاب حق الاقتراع من المواطنين العرب لم يمارسوا حق الانتخاب ويمكن لمن يريد حساب مدى تأثيرهم المقدر وان يترجمه الى ممثلين واعضاء وعضوات كنيست كان من الممكن ان يشاركوا النائبة زعبي نشاطاتها البرلمانية وتاثيرها السياسي الحقيقي الذي تحتاجه الجماهير العربية. تكنفي السيدة زعبي بتقرير ان هؤلاء ليسوا حركة، بل اصوات!
    أصوات تعادل بحجمها قوة كافة الحركات المتواجدة والفاعلة على الساحة السياسية ومن ضمنها اصغرها، وهو التجمع.
    أما عن كيفية جذب هذه “الاصوات” لتكون ناشطة سياسيا، اجتماعيا، اقتصاديا وبرلمانيا فلم أجد ولو كلمة واحدة في برنامج التجمع “الواضح”.

    يقول المثل الشعبي : “اللي بيته من كزاز، براجدش عدور الناس” اعتذر لمن قد يكون نص المثل مختلفا عنده او بلهجة مختلفة. الا ان الشيء الاساس الذي توصلت اليه النائبة زعبي هو ان اصوات التجمع وحدها هي “النظيفة” وهي وحدها نابعة عن “وعي”. بينما الاخرون استعملوا أساليب غير نظيفة، لتخلص الى ان الجبهة جندت الناس للتصويت بالقوة وبالترهيب.
    هل يمكن للنائبة زعبي ان توضح لنا مقدار الاموال التي صرفها التجمع في هذه المعركة الانتخابية؟ وما مصدرها؟ وأن توضح لنا مصدر القوة التي استعملتها الجبهة في تجنيد الاصوات؟ وهل تعلم النائبة زعبي بعدد الاصوات التي تم ابتزازها في كفر قرع وحدها؟ دون اي طرح او نقاش سياسي؟ ألم يحصل التجمع على آلاف الاصوات من الناصرة وقرى الزعبية لاسباب شخصية لا تتعلق بتاتا بالتجمع وبطرحه السياسي؟

    هنلك الكثير مما يجب ان يقال ويكتب وهناك الكثير مما لا يمكن قوله او كتابته ولكني سأكتفي الآن بتعليق أخير على قضية جوهرية ألا وهي قضية القومية وتنظيمها. شكرا للحزب الشيوعي ولحلفائه من الوطنيين، عربا ويهودا واجانب، لأنه كان العامل الاساسي في الحفاظ على الهوية القومية، العربية الفلسطينية، للجماهير العربية في اسرائيل، شكرا له على أنه كان السباق لبناء الاطر والتنظيمات الوطنية، وعلى رأسها الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، لجنة الدفاع عن الاراضي، لجنة المتابعة العليا ولجنة رؤساء السلطات المحلية العربية. شكرا له لأنه بين صفوفه تربى العديد من القادة الوطنيين، الواثقين بأنفسهم والمتشبثين ببقائهم على ارض وطنهم، دون قومجية زائفة، وبروح اممية، وبوعي حقيقي لمشاكل شعبهم وبطرح حلول واقعية لحلها.

    وللحديث بقية

  2. كلام جداً مخجل وخاصتاً من ( قيادي) عربي اولاً فهمنا منك ان كلهم سيءين وفقط التجمع بثلاثة اعضاءه هو الخلاص لهذه الاقليه، وفهمنا كذالك ان كل من لم يصوت للتجمع يكاد يكون خاءن، وفهمنا كذالك من كلامك انه لا يوجد لدينا اي تاريخ مشرف ولم نصنع اي انجاز كاقليه الا بعد ظهور التجمع، فهذا كلام مهين لكل المناضلين والشهداء من ابناء شعبنا . ولم نفهم عن اي استراتيجية نضال تتحدثين، فالهجوم على اجدادنا الجبهويين والمتدينين الشرفاء لا يجدي نفعاً كما ان الركوب في سفن اورداغان لاينفع كذاللك ،

  3. باعتقادي ان التجمع هو فلم عربي مثير السيناريو يكتب في احد القصور القطريه ، والمنتج اي الممول هو ايضاً قطري ويدعى الشيخ حمد، وفقط البطله هي محليه وتدعى حنين زعيي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة