إمامٌ يشهدُ الزورا ..

تاريخ النشر: 16/01/13 | 13:55

…. ويحدُثُ أن يُوافينا –

إمامٌ يشهدُ الزورا ..

وشيخٌ مثلُ حشّاشس

يُناقِضُ بعضُهُ بَعضا ..

وللإثنينِ ( أفيونُ .. )

مِنَ الأوهامِ والخَدَرِ ..

وأسمالٌ .. وأقنِعَةٍ ..

يُوارونَ مِنَ المكرِ ..

ويسعَونَ لِتَمويهٍ ..

وإخفاءٍ لِما يجري ..

فلا واللهِ ما صَدقوا ..

وإن ( صاموا .. ) ( وإن صلّوا .. ) ،

فقد كانوا ، وما زالوا ..

أفاعي العُهرِ .. والغدرِ ..

فكيفَ يكونُ ذو خَدَرٍ ..

سَوِياً صادِقَ الخَبَرِ ؟!

وكيفَ يكونُ مِصداقاً ،

إمامٌ شاهِدُ الزُّورِ … ؟!

*************

هذا زمانُ شُهودِ الزُّورِ فاحتَرِسوا ..

إنَّ المَظاهِرَ تخدَعُ كُلَّ ذي نَظَرِ …

———————————————-

(أنا والبحر.. )

-2- وحي البحر ..

أمامَكَ البحرُ ,

وأطيافُ المدى ….

وأنينُ الموجِ

واللحنُ العتيقُ

وبقايا عابرات ..

مِنْ رَفيفِ الذِّكرياتْ …

تعبرُ الأُفْقَ ,

وتغفو …

ثُمَّ تصحو ..

بعدَ أنْ ..

شَبَّ الحريق …

تموت الأسد في الغابات جوعا

ولحم الضأن تأكله الكلاب

وعبد قد ينام على حرير

وذو نسب مفارشه التراب

( أنا والبحر ) –3

ذِكرى ..

تُثيرُني يا بحر. ..

تُهمي لوعَتي ..

أسْتَحْضِرُ وَجْهَ حبيبتي ..

أتذَكَّرُ تلكَ الصَّخرة .. ,

الجَلَسنا عليها ,

ذاتَ مرَّة ..

بَعْدَ ( غيبوبةٍ ) ,

جاءتها ( الصحوة ) .. ,

فَجْاَةً .. قالتْ :

-ما هذا ..

ونَفَرَتْ …

فاحتَضنتُ الهواءَ ..

————————

( ذقتُ الهوى .. )

ذُقْتُ الهوى منذُ الصِّبا فوجدتُهُ – طَعمَ الحياةِ أُذيب في التَّرياقِ

فرشفتُ من عذبِ الصَّبابةِ واللّما – وصلَ الحبيبِ بقبلةٍ وعِناقِ

حتّى إذا ثَمِلَ الفؤادُ بنشوةٍ – رَعناءَ داعيةٍ لطولِ تلاقي

غيظَ الوشاةُ الحاسدونَ لِحُبِّنا – فسعوَا بِإفكٍ حاقدٍ لِفِراقِ ..

—————————————-

( فاجعة.. )

وفيات الأطفال ، هي قطعاً أحداثٌ مأساوية .. ،ولكنّ بعضها يكون فجائعياً بشكل خاص ..

هذا ما حدثَ للمناضل المعروف – الأستاذ صالح برانسي عندما فقد إبنه البِكر – فؤاد .. وكان في الثالثة من عمره .. ، يتعلّمُ في إحدى الحضانات – في مدينة الطّيبة ..

وقد قضى نحبه في حادث طُرُق أمام بيتهِ عند عودتهِ من الحضانة ، وعندما لمستُ مدى تأثُّر والدهِ بهذه الفاجعة ، كتبتُ هذه القصيدة ..

( صباح الخير بابا )

قالها كعادتِهْ . .

حُلوةً ، مغموسةً في الابتسام ..

وانطلق ، للحاضنة ..

زهرةً مُغَرِّدة ..

* * *

… أين أبوه .. ؟

ومَنِ الّذي يُخْبِرُه .. ؟

قالوها ، ووجموا .. !

… في القدسِ يسعى

في أمورٍ طرَأتْ ..

في الصَّباح ..

قبَّلَهُ ، ثُمَّ مضى ..

لم يكن يعلمُ أنّهُ ..

مرَّةً ثانيةً

لن يلثِمَه ..

و(صباح الخير بابا )

قائلاً ، لن يسمَعَه ..

***

أخبِروه ! لا بدَّ من إخبارِهِ ،

وعبرَ أسلاكِ البريد ،

جاءهُ الخبرُ النَّكيد ..

فغامت السَّماء ..

وفاضت العِبَر ..

يا لِفظاظةِ القدَر ..

.. داستهُ عَجَلَه ..

وكان عائداً ،

يدنو من العُشِّ المكين ..

يومان / شهرانِ / ثلاثُ سٍنين ..

عمرُ زهرِ الياسمين ..

وثنايا الدّهرِ تنضحُ بالأنين ..

* * *

… المالُ والبنون .. زينة .. ……

المالُ لم يكن .. ،

وكان البنون ..

وكان السَّعدُ بعُمرِ الوردِ –

ثلاثُ سنين …

رشفتُها ..

ساعةً / ساعة .

وأرَّختُ بها عمري الثَّقيل ..

محوتُ منه سِنِيِّ

الشَّقاءِ الوبيل ..

فقرُ .. سِجنٌ ..

وقسوةِ سَجّان ..

نفيٌ . . تشريدٌ ..

طُغيان ..

كلّها – لم تُحنِ ظهري .. ،

فأنا –

شامِخُ الهامةِ ..

موفورُ الإباء ..

لكِنّكَ .. يا دهرُ ..

رميتَني ..

بثالثَةِ الأثافي ..

فكيفَ أقوى على

حملِ أحزاني ..

والجرحُ .. نزفٌ غزير …

————————————–

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة