العودة المؤجلة!!!
تاريخ النشر: 24/04/15 | 15:54وربما تؤجل العودة الى يوم نضمن فيه ان فلسطيننا لن تكون نسخة مستنسخة من دولنا العربية وانظمتها العفنة ،الى ان نضمن ان حيفانا لن تتحول الى شام اخرى هزيلة ومخيم يرموك منكوب اخر وان عكانا لن تأكلها نيران الانقسام وتشوهها براثن الصراعات الدينية المتناحرة وان غزتنا والضفة لن تغرقا في حرب اهلية تنسجها الانقسامات الواهية!!
ربما نؤجل العودة قليلا حتى نصنع لنا تاريخا حافلا بالامجاد…ونصنع حصنا منيعا يمنع نقل العدوى المستشرية في مهب رياح دولنا العربية ونمنع طاغية اخر من التحنط على كرسي الحكم واستدراجنا الى اتون الموت البطيء واعادتنا الى التسول في طرقاتنا الوعرة واستجداء امريكا بان تتوسط لنا مع المحتل ان يعود الينا من جديد عله ارحم من الاحتلال الداخلي المتأصل المتجذر بلا هوادة ..
ربما كان الحلم بالعودة اجمل وانقى واطهر من العودة نفسها تلك العودة المشوبة باخطار الانهيار والدمار من كل حدب وصوب!!!
عودتنا لا يمكنها ان تكون وتتسطر علىوقع الانفجارات الدامية والنيران المشتعلة في كل ركن من الاركان.. لعلنا نطيل السبات قليلا عل هذه الحقبة المريبة تمضي ليحل مكانها زمان تسوده الالفة والمحبة بين ابناء الوطن الواحد، وتختفي فيه الانقسامات والمطامع التي تصدعت لها ارجاء الوطن..!!
لا تطالبوا بالعودة قبل ان تطالبوا بالوحدة! لان التفرقة هي مقبرة العودة او العودة الى تراب الوطن ومقابره لا الى الوطن ذاته..
ولتكن الديانات طريقنا الى الوحدة لا سبيلنا الى الشرذمة والضياع والكراهية ونبذ الاخر.. فكلنا بشر والارض لله والدين لله.. وما نتنازع عليه اليوم لن يكون لنا غدا!!!
دعوا العودة تختار يومها المناسب ذاك اليوم الذي لا زال في مهب الريح وخلف الافاق البعيدة.. ولكن من يدري؟! عله يفاجئنا يوما بعودة مجيدة توازي رفبتنا بالعودة الى حضن الوطن ((فلسطين))
بقلم الكاتبة والشاعرة اسراء محاميد ام الفحم