“ستاند اب” كاسح ام فيلم اباحي فاضح؟
تاريخ النشر: 23/04/15 | 16:05يوم السبت الماضي 18.4.15 قادني قدري لحضور عرض “ستاند اب” في مدينه الناصرة فدخلت القاعه مبهورا بجمالها وتمنيت لو كان مثل هذه القاعه في مدارسنا لتكون منبرا لطلابنا…
في داخل القاعة كان عددا كبيرا من الحضور يليق بعرس وطني او مسرحية هادفه. رأيت عائلات، شباب، طلاب مدارس وحتى اطفال…
كانت توقعاتي من العرض كبيره تنسجم مع تجربتي لعروض مشابهة في العبرية…
بدا العرض ودخل الى القاعة عريف الحفل وهو شاب عرف بانه الاول في الناصرة بهذا المجال، يرافقه كحراس شخصيين اطفال لم يتجاوز عمرهم العاشرة يشهرون سلاحهم البلاستيكي… فلا أدرى ما هي الرسالة التي نمررها لأطفالنا عندما نعرض اطفالاً يشهرون السلاح؟ ولكن المفاجأة الكبرى كانت عندما وجدت بان حضور الاطفال للمسرح يحملون السلاح كان من ابسط الامور للمهزلة التي كانت لاحقا…
عندما وقف عريف الحفل على خشبه المسرح تناثر الصراخ من جميع انحاء القاعة مرحبين بقدومه فظننت للوهلة الأولى بانه مبدع في رسم البسمة على وجوه الحضور. وما ان بدا بعرض البرنامج حتى بدأت تتضح أكثر فأكثر معالم المهزلة وانحطاط المستوى الاخلاقي الذي طغى تقريبا على فقرات العرض كله.
عرض على خشبه المسرح خمسه عروض من اشخاص مختلفين اربعه منهم استعملوا اسلوبا رخيصا مبتذلا لا يمت للواقع بصله وانما اعتمد على اثارة الغرائز واعتمد على فكاهات جنسيه مصطنعة لا تمت لحضارتنا وثقافتنا بشيء وشعرت خلال هذه العروض بأنني اشاهد فيلم اباحي فاضح رخيص وهزيل…
ربما يسألني البعض إذا كان المستوى متدنيا لما بقيت حتى نهايته ولم تنسحب؟ فجوابي لهم بان بقائي جاء نتيجة توقعي بان يكون العرض التالي أفضل ولكي اجمع أكبر قدر من المعلومات لأكون موضوعيا عندما اكتب. يمكن ان أجمل ما حدث بالعرض بالنقاط التالية:
1) اوجه سؤالا لكل الذين عرضوا المضامين الإباحية ما هي الرسالة التربوية التي من الممكن انا كمشاهد اخرج بها مع ابنائي عندما اعود الى البيت؟
2) هل كان منظمي الحفل ورعاته على دراية بنوع المضامين التي كانت؟ فاذا كانوا كذلك فهم شركاء بنشر الفسق والرذيلة في المجتمع. الم تعلموا أيها المنظمون بان قسما كبيرا من الحضور هم اطفال او طلاب مدارس لم تتجاوز اعمارهم السادسه عشرة؟ فهل هذه المضامين التربوية والأخلاقية التي ترغب ان ينشا عليها ابني وابنك ابنتي وبنتك؟
3) ان السواد الاعظم من العروض اعتمد على الغريزة ولم يعتمد على كفاءات عالية لإيصال البسمة لقلوب الحاضرين، فكنت بعروض عبريه عده وهناك نجحوا في ادخال البسمة على وجوه الحاضرين بدون ان ينزلوا لهذه المستويات المنحطة…
4) الذي اجبرني ان اكتب هذه الكلمات هو تقبل الجيل الصاعد لمثل هذه المضامين الهدامة فعندما يسمح الطفل او الطالب مثل هذه الكلمات البذيئة الرخيصة فتصبح شرعية بالنسبة له لذلك يسمح لنفسه باستعمالها في بيته ومدرسته وفي الشارع، فهل هذه القيم التي نود تمريرها لأبنائنا؟.
ان ما حدث في هذا الحفل الهزيل ما هو الا افلاس مقدمي العروض للمضامين البناءة ولذلك انصح كل اب وام ان يفحص جيدا قبل ان يصل هو او احد ابنائه الى هذه الاماكن لأنه من الممكن ان يخرج من هناك مع خيبه امل وغضب على الواقع المرير التي وصلت اليه هذه الامه.
بقلم سامي كبها