هل فلسطين هي حقاً أرض اليهود؟
تاريخ النشر: 18/11/12 | 11:49لفتني أمس وأنا أتصفّح شبكة الإنترنت وتحديداً أحد المواقع الاجتماعية المشهورة والتي تنقل الأحداث عبر صور كاريكاتورية، صورة لمتظاهر أجنبي يحمل لافتة تعبّر عن حال الفلسطينيين واغتصاب العدو الاسرائيلي لأرضهم واتهامهم هم بالإرهاب وسط كل ما يعانوه من أذى صهيوني، ليست الصورة الأمر الغريب بل التعليقات المستنكرة عليها من قبل بعض الصّهاينة أو المستوطنين بالأحرى التي تكذّب وتندّد بالصورة عبر نشر معلومات تاريخية خاطئة حول حقيقة احتلال فلسطين وحقيقة الصراع العربي- الاسرائيلي وحول أحقيّة ملكيّة الأرض.
ومن دون الدخول بتفاصيل تلك التعليقات التي كتبها مستوطنون، يضعون شعارالماسونية كصورة لحساباتهم الشخصية ومنهم من تعكس صورته صغر سنّه، لألّا تكون مساهمة بنشر تاريخ غير حقيقي كما يريدون.
عند قراءتي لتلك التّعليقات الّتي تخلّلها بعض مثقفين أجانب رفضوا تلك المغالطات المكتوبة، وهاجموا كيان العدو وممارساته الإرهابية، تيقّنت من ما كنت أملكه من معلومات حول تعليم أطفال “إسرائيل” كره العرب وكل من يقف إلى جانب قضيتهم بل وتعليمهم تاريخ “دولة سرائيل التي اغتصبها العرب وهم أعادوها” المليء بافتراءات وتزوير للوقائع ،هذا التاريخ الذي ينتشر خارج الأراضي المحتلّة إلى بعض الدول الغربية وال”صديقة لإسرائيل”، كما يعلّمونهم ضرورة نشر تلك المعلومات عبر كل الوسائل الاعلامية والاجتماعية المتاحة.
وهذا يدخل في حرب العلم والثقافة، وهي حرب لأشد خطراً من الحروب العسكرية والتي كما هو معروف تسعى لإبادة تاريخ وحضارة بأكملهما!
وتساءلت، أين دور العرب أصحاب القضيّة من هذه الحرب الضّروس، ولماذا لا تبدأ مناهجنا العربية بتعليم أبنائنا منذ الصغر مع الأبجدية حقيقة الصراع و حقيقة العدوّ وأهدافه وتخصّص لها محاضرات وحصص دراسية وكتب. فلتكن معاملة بالمثل بفارق أنّنا على حق وأصحاب حقّ. وليكن هناك جنود علم يخصصون أوقاتهم لنشر المعلومات التاريخية وحقائقها، في كل المجالس والوسائل.
الصراع العربي- الاسرائيلي نظنّ أننا نعرف كل ملابساته ووقائعه لكننا بالواقع نجهل أكثر من ما نعي ونعلم، فثقافتنا في هذا المضمار ومهما تعمّقنا ضعيفة لا سيما لجهة نشرها إعلامياً ومنهجياً وحتى ثقافياً بين الكتب التي بات الحصول عليها صعب وعدم توافرها في متناول الجميع.
وقد بات الصراع العربي-الاسرائيلي، محطّ صراع وجدل بين العرب أنفسهم نتيجة هذا الجهل بحقيقته، وباتت هناك فئات عربية تسلّم بأمر الاحتلال الواقع بل وتدافع عنه أحياناً حدّ إعطائه الحق بملكية أرضها العربيّة، وعبر وسائل تدخل إلى جميع المنازل وعقول النّشّأ، وهنا المسؤولية تقع على عاتق التربية الوطنية المنزلية والأكاديمية وحتى الاعلامية، وتتطلّب تحرّكاً فورياً لكل تلك المؤسسات لنشر ثقافة مقاومة هذا الاحتلال علمياً وثقافياً فهي القاعدة الصّلبة للمقاومة الميدانيّة العسكريّة والداعم الأساسيّ لها.
بقلم كاتيا البيروتي , لبنان
الا كيف مهم اجو واغطسبو اراضينا وكل دوله اسرائيل هي اراضي فلسطسنيه