يا نورس غزة غرِد وزغرد فوق اعمدة السحاب للحرية القادمة لا محالة!!

تاريخ النشر: 15/11/12 | 6:50

في خضم المعركة الطويله مع الاحتلال الاسرائيلي على الوطن الفلسطيني انفرط من انفرط وسقط من سقط واستشهد من استشهد وجرح من جرح وتشرد من تشرد وسجن من سُجن وبقي من بقي على العهد للوطن والحق الفلسطيني, ولكن الاهم في كل هذا ان نار الحق والنضال الفلسطيني لم تخمد لا بل بقيت مشتعله رغم كل التقلبات وكل المحاولات لإخماد شعلة كل ماهو حق وكل ماهو مقاومه وكل ماهو فلسطيني, ويخطئ من يظن ان ماهو جاري في قطاع غزه من عدوان غاشم خارج عن اطار استهداف مقومات القضيه الفلسطينيه ويخطئ من يظن ان حصار قطاع غزه والعدوان المتواصل عليه جاء فقط ليلبي مطالب صهيونيه وامريكيه انيه لا بل ان حصار غزه والعدوان عليها يندرج في اطار استراتيجية صهيونيه طويلة الامد هدفها تفتيت وتكسير القضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني بشكل عام ليتسنى للصهيونيه والامبرياليه فرض الحلول الاستسلاميه وتسويقها وتمريرها عبر التيارات الفلسطينيه والعربيه الانبطاحيه والانتهازيه التي تتبادل المصالح مع اسرائيل وامريكا على حساب القضيه الفلسطينيه وهي بالمناسبه ايضا تيارات فلسطينيه مدعومه من الغرب ومرتبطه به, وعليه ترتب القول ان حصار غزه يلقى تأييد ضمني او مبطن من قبل تيارات فلسطينيه تختبئ وراء مقولات الشرعيه والعقلانيه الخ ولكنها في المحصله جزء لا يتجزأ من من يؤيدون الحصار ويبررون اسباب وجوده…. الصهيونيه الفلسطينيه والعربيه هي جزء من الصهيونيه العالميه وليست جزء من القضيه الفلسطينيه وشتان بين من ان يكون تيار فلسطيني[ موالي او معارض] داخل الخط الوطني والوحده الوطنيه وبين اخر يشق الوحده الوطنيه الفلسطينيه عنوة بهدف المساهمه في تمرير الحلول الاسرائيليه والامريكيه وتبرير ذبح غزه من الوريد الى الوريد بحجة وجود ” حماس” وكأن هذه “الحماس” قد نزلت على غزه من المريخ ولم ينتخبها الناس بغض النظر عن صوابها او خطأها… نعم انهم القادمون من البحار وليست عرب الرده وعرب النواح والصياح الذين سلمو بحقيقة استمرار الحصار والعدوان على قطاع غزه من منطلق ان ان ماهو حاصل في قطاع غزه هو امر محسوم صادقت عليه امريكا سيدة عبيد العصر وسفهاء التاريخ الذين يزورون غزه اما بعد فوات الاوان او بعد ان يأخذوا اذنا من اسرائيل وامريكا…حاله اخلاقيه عربيه ما زالت للاسف هابطه وفالته من عقالها الاخلاقي وراضيه عن واقع ماهو جاري من تخريب الخراب في غزه…. تعمير العمار او ازالة الدمار الحاصل في غزه يعني من وجهة نظر امريكيه وصهيونيه إقرار بانتصار الصمود الفلسطيني على الة الدمار والحصار الاسرائيليه والامريكيه, وهذا ما لايريده اعداء قطاع غزه واعداء المقاومه في قطاع غزه!….. الذئب لا يعوي في الوادي الخالي لابل يلغ في لحم ودم جرح الشعب الفلسطيني في غزه ويراهن على انكساره بعد تجربة حصار طويله وما زالت مستمره في قطاع غزه… وما نراه اليوم هو اشتباك فلسطينيي مشرف ومقاومه للعدوان على غزه وهو العدوان المتواصل منذ سنين ولم يبدأ امس او اول امس..غزه هاشم كانت مقاومه وظلت مقاومه مرابطه وصابره وستبقى هكذا حتى بزوغ الفجر وقدوم النصر!!

ولمن خانتهم الذاكره نعيد ونذكر ونكرر بان اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزه يعانون من الجوع والفقر والمرض والعوز جراء الحصار الاسرائيلي والامريكي والعربي المفروض على قطاع غزه اللذي كان وما زال يعاني اصلا من الاحتلال والفقر والبطاله وللتذكير يتشكل معظم سكان القطاع من لاجئي عام 1948 الذين شردتهم اسرائيل من ديارهم, و مساحة قطاع غزه لاتزيد عن 360 كلم مربعا، ويبلغ طول القطاع 41 كلم وعرضه 12 كلم. وتعتبر منطقة قطاع غزه اكثر منطقه مكتظه بالسكان في العالم وتبلغ نسبة الكثافة نسبة26 ألف نسمه يعيشون في الكيلومتر المربع الواحد, وتعج منطقة القطاع بمخيمات اللاجئين الفلسطينين الذين هُجروا عام 1948 حيث تبلغ كثافة السكان في هذه المخيمات55 ألف نسمه في الكيلومتر المربع الواحد, الا ان ماجرى بعد عام 2006و 2007 هو ان غزه هاشم ومناطق القطاع يتعرض وتعرض الى حرب وعدوان و اباده جماعيه مبرمجه تحت عذر وغطاء سيطرة حركة حماس على هذه المناطق او اطلاق الصواريخ, حيث وصلت ذروة هذا الحصار والدمار في العدوان الاسرائيلي الهمجي عام [2008..2009] على القطاع وتدمير اسرائيل للبنيه التحتيه والمرافق والمدارس والبيوت وقتل وجرح الاف الفلسطينيين, وتشريد عشرات الالاف من من دمرت اسرائيل بيوتهم وتركتهم في العراء لابل بقي هؤلاء دون مأوى ودون مصدر رزق بعد ان خربَت اسرائيل مزارعهم وحرثت الارض واقتلعت الاشجار ناهيك عن الحصار المتواصل وعدم اعادة اعمار الالاف من البيوت الفلسطينيه اللتي دمرتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ابان العدوان.. نقول ابان العدوان وهل توقف العدوان اصلا..هاهو حاصل من جديد وغزه مرة اخرى تحت النيران والقصف وما زالت تقاوم..لم تكل ولم تمل من مقارعة العدوان والباطل!!

ما جرى ويجري في قطاع غزه منذ زمن هو جريمة اباده جماعيه وخراب مبرمج وعدوان متواصل وحصار مضروب من خلال اغلاق جميع المعابر السبعه المحيطه بقطاع غزه, حيث لايمر اليوم عبرها سواء القليل من البضائع والادويه, حيث تعتمد غزه الى حد بعيد على الانفاق في توفير ادنى مقومات العيش.. [ حياة القطَّاره!], ولاحظوا معنا ان ستة معابر من مجموع المعابر المؤديه الى غزه تخضع لسيطره اسرائيليه كامله,بينما المعبر السابع وهو معبر رفح الذي يخضع عمليا وموضوعيا للسيطره المصريه وهو المعبر الوحيد الذي يقع خارج سيطرة الاحتلال الاسرائيلي وقد تحسن اداء هذا المعبر بعض الشئ في ظل الحكم المصري الجديد وفي اعقاب الاطاحه بنظام حسني مبارك… يعتبر معبر رفح الخيشم الوحيد اللذي يتنفس منه سكان قطاع غزه المحاصرون….الحقيقه المره هي ان قطاع غزه يعيش في وسط كارثه صحيه و انسانيه حقيقيه وهناك دراسات ميدانية اظهرت ان نسبه كبيره من اطفال غزة يعانون من الإصابة بمرض “لين العظام” أو الكساح الناجم عن نقص فيتامين “د”. وذكرت الدراسات أن 99% من الأطفال المرضى من سكان المناطق المزدحمة “التي يحول تلاصق المباني فيها أخذ البيت الواحد كفايته من أشعة الشمس المباشرة”!!, وهنالك الكثير من مرضى السرطان بسبب تلوث المياه والبيئه والاشعاع الناتج عن مخلفات الاسلحه الاسرائيليه, ومن يتأمل في هذه المعطيات علميا وانسانيا فسيجدها كارثيه وعواقبها وخيمه على الاجيال الفلسطينيه القادمه….قطاع غزه يعاني اليوم من الجوع والفقر الحقيقي وغزه تقبع اليوم في وسط الدمار والخراب وهي اللتي تقع في وسط العالم العربي والتابعه لمليار مسلم على هذه الكره الارضيه….. مليار يشاهدون الكارثه وتكرار العدوان والدمار في زمن ما قبل وما بعد الربيع العربي…غزه اليوم تحت نيران العدوان ولكنها ليس تحت رحمة الاحتلال..غزه تقاوم العدوان بما تيسر لها من قوه..غزه المقاومه والصامده بهمة شعبها وشبابها وشيبها ورجالها ونساءها وحال لسانها يقول انها فلسطين وجزء من فلسطين وتدافع عن جزء عزيز من الوطن الفلسطيني..تدافع عن الحق الفلسطيني!!

ما من ليل الا وتلاه نهار وما من ليل الا كان له فجرا والظلمة الحالكه تسبق دوما بزوغ الفجر وفجر غزه سيبزغ والحصار سيُكسر والعدوان الجديد سيندحر كما اندحر القديم والشمس ستشرق على قطاع غزه وتغيب ساطعة في بحر غزه.. وطائر النورس الذي لم يفارق شاطئ غزه بقي وسيبقى يغرد ويحلق على شواطئ غزه وفي سماء غزه يرفرف ويلوح بجناحيه الى السفن القادمه..سفن الحياه… سفن الحريه.. نشيد الحريه من اعماق اعماق جرح غزه وبحر غزه… يا نورس شاطئ غزه غرد وزغرد للحريه القادمه لا محاله.. قادمه رغم تكالب الصهيونيه والامبرياليه الامريكيه…غرد يانورس غزه,,,..غرد اغنية كسر الحصار واغنية المقاومه و حرية قطاع غزه..قادمه لا محاله…غرد يا نورسنا فوق اعمدة الضباب واعمدة السحاب..غرد وسط لهيب القصف وفوق اعمدة الدخان وخَّبر من تخاذل او يتخاذل عن نصرة غزه و من خانته الذاكره.. انك نورس غزه المقاومه..غزة هاشم.. يا نورس شاطئ غزه غرِد وزغرد للحريه القادمه لا محاله..اعرف ونعرف انك تحلق فوق “اعمدة السحاب” وكل مسميات العدوان..هنا كانت وما زالت وستبقى غزة هاشم صامده وشامخه وتناطح بشموخها كل اعمدة السحاب..العابره والراهنه والقادمه ايضا!!

بقلم : د.شكري الهزَّيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة