تعددت الأحزاب والشعب واحد

تاريخ النشر: 23/10/12 | 10:56

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. تعددت الأراء فتنوعت الأطر والاحزاب وتباينت المواقف بطبيعة الأمر. فحال الرأي من حال الناس من الشعب من نبع الشرعية لنظام ديموقراطي حضاري.

لسنا في وضع اعتيادي وحالنا (المدنية الانفصامية) لا شبيه لها في العالم كله. فحتى الاكراد في تركيا سوريا والعراق ان لم يجمعهم العرق اوالعروبة مع النظام الحاكم جمعهم الدين على الاقل.

لكن حالنا هنا ليس له مثيل ويستمر الجدل والتخبط بين فكر وتنظير والبحث عن حل سحري لوضع افضل لهذا الوضع المركب بل المعقد.

موقفي الان يتحدث من انطلاقة المشاركة في الانتخابات متخطيا عقبة الجدل القائم وتباين الاراء منها مقاطعة الانتخابات, كل ومبرره وسببه الشخصي او العام ونحن نحترمه وفيه باب من المنطق.

وحدة الجماهير العربية بالتحديد لها اهدافها المعروفة في التمسك بقدسية الوطن واللغة والدين لدى الاغلبية المطلقة. مثلث اللأرض, اللغة والدين كفيل بوحدة شعبنا والجماهير العربية.

مجتمع الداخل (عرب البلاد) فيه الخير من ابنائه الاف الكوادر من النساء والرجال من كافة الاجيال والمناطق ومختلف الشرائح لها القدرة والدراية و والخبرة الكافية لتمثيل الجماهير في أي اطار فعال رسمي وشعبي.

فكرة توحيد القوائم العربية تنبع من حب الجماهير ورغبتها في توحيد الصف وشد الهمة واستقطاب عدد اكبر من الاصوات ليزداد التمثيل في البرلمان اعتقادا ان ذلك سيخدم لاحقا المصالح العامة للجماهير العربية في ظل الكيان الواقع والحاصل في بلادنا. وهذا واقعنا اما ننكر وجوده واما نتعامل معه للحصول على الافضل لجيل المستقبل والحفاظ على الثوابت اللتي توحدنا معا جميعا بمثلث الوحدة: الارض , اللغة والدين.

الوحدة هي طريق في اتجاه واحد تسير فيه كل القوائم والاحزاب والتيارات هدفها مصلحة الجماهير والوحدة ليست بالضرورة توحيد القوائم.

اقائمة قائمة واحدة لخوض الانتخابات للكنيست غير واقعية وتذكرني بدول عربية يحكمها الحزب الواحد!

هناك من يقاطع الانتخابات وكل مبرره وسببه المقنع وهناك من يؤيد المشاركة وزيادة عدد النواب.

التعددية أمر طبيعي وصعب جدا توحيد الاحزاب العربية لتحصد عدد اكبر من المقاعد وهناك ما يعارض المشاركة في انتخابات الكنيست أصلا ,وهذا مقبول من باب التعددية الطبيعية للديموقراطية. وهناك من يلحق ركب الاحزاب الصهيونية مستفيدا من الفتافيت من الميزانيات وهذا سبيله وانا لا احبذه.

تخيلوا فرضا البرلمان الاسرائيلي من دون تمثيل للاحزاب العربية او من دون ممثلين عن المجتمع العربي. وضع من هذا االنوع سيصعب العمل وصورة الدولة امام العالم, فالامر ضروري لتزيين المشهد الديموقراطي ويتناغم وباب المشاركة والتأثير دون الانتقاد والبكاء على حظنا وعلى كوننا ( “عرب اسرائيل”). نحن عرب البلاد منذ خلق العباد فلنا المبادرة والتغيير.

كرامتنا تحتم التزام بمبدأ يفضل الاحزاب العربية ايا كان وان حبذ اختزالها بحزبين لا اكثر قدر المستطاع . هناك من يدعي انا النواب العرب يزينون الديموقراطية الاسرائيلية. انا برأيي يجيب تقوية لجنة المتابعة للجماهير العربية لتكون ممثلة للجماهير وتشمل كوادر فعالة منتخبة.من البلدات العربية لتشكل لوبي مجموعة ضغط على الحكومة لنيل حقوقنا الطبيعية المهضومة. نحن اصحاب الارض. نحن اصحاب حق يجب علينا ان ننتزعه بحكم القانون والعمل الجماهيري والمدني والمشاركة الفعالة في أي اطار قانوني يتفق وكرامتنا. الوحدة هي بالثوابت اللتي تجمعنا. ارض الوطن, اللغة العربية والديانات السماوية رب واحد لنا.

تعددت الاحزاب والهدف واحد والوحدة ليست بالضرورة توحيد القوائم العربية.

نعم صوتك اخي /اختي الكرام. صوتك يؤثر, صوتك يغير.

وفقنا الله جميعا وكل عام وانتم بألف خير.

بقلم المحامي محمد غالب يحيى, كفر قرع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة