الإنتخابات: شهر ونيّف ولا “صوت” للقائمة
تاريخ النشر: 10/02/15 | 18:21لا شك ان بلورة القائمة المشتركة هي سابقة تاريخية هامة جدا، ولا شك ان الاستطلاعات الاخيرة تؤكد انه اذا ما استُغلت القوة العربية والتقدمية اليهودية بشكل حاذقٍ يكفل لها الاستمرارية، فقد يُحدث ذلك كبير أثرٍ على الساحة السياسية الاسرائيلية وعلى تغيرٍ (ولو النزرِ اليسير) في ابجديات القهر والتمييز بحق الجماهير العربية والفئات المستضعفة في المجتمع الاسرائيلي.
الا انه وبمضي الوقت (من ذهب) نرى تلكؤاً واضحا في بث روح اللحظة التاريخية في الفضاء الشعبي العربي، لا بل ونوعا من الاستهتار بارادة الناخب العربي، كمن يقول: لا منفذ لهم الا التصويت للقائمة! وهذا خطأ كبير.
ان الناخب العربي ينتظر الرسالة الاعلامية المتكاملة والتي تتلخص بعدة نقاط اهمها:
1. الطرح الانتخابي: اين هو “العقد” السياسي بين الناخب والمُنتَخَبِ؟ اين هي “خطة العمل” لصالح الجماهير العربية؟ كيف ستكون توجهات القائمة في الثانية الاولى بعد اغلاق الصناديق في استحقاقات مثل، التوصية او عدم التوصية بيتسحاق هرتسوغ لدى رئيس الدولة، اعطاء شبكة امان من الخارج لائتلاف بقيادة “المعسكر الصهيوني” او الامتناع عن ذلك وغيرها..ثم كيف ستتعاطى القائمة مع القضايا الملحة للمجتمع العربي مثل العنف والمسكن والعمل؟ هل ستطرح ادوات قابلة للتنفيذ في الفترة المقبلة بالرغم من كل المعيقات السلطوية، ام اننا سنعود الى الخطاب “الضحوي التوصيفي الخشبي” الذي لا يغني من جوع؟ او المضي بخطاب “رفع السقوف” الذي يمنح مساحات اعلامية واسعة في الصحافة العبرية ويلحق الضرر “بغير المرئيين” من الشباب والموظفين؟
حتى اللحظة لم يتم التطرق لهذا البند اعلاميا!
2. آليات النقد والمحاسبة: عطفا على جوهرية الطرح الانتخابي، هل ستتعهد القائمة بان تبني آلية قياس ومحاسبة،بمصداقية وشفافية، وبمنهج بحثي علمي، يتم من خلالها نشر “الانجازات” و/أو “المعيقات” بايجابياتها وسلبياتها التي اعترضت الطرح السياسي او خطة العمل؟ ثم هل سيتم افراد جانب من مفردات هذه الالية لكل منتخب جمهور اسميا، من مكوناتها؟ وذلك كي يحكم الناخب على الانجازات وتحييد البعد العاطفي جانبا، والا يتم توارث/تداول “الكراسي” الى الابد؟
حتى اللحظة لم يتم التعاطي مع هذا البند اعلاميا!
3. البعد التنظيمي للقائمة مستقبلا: السؤال الذي راود كثيرين اثناء المفاوضات لتشكيل القائمة يجب ان يقض مضاجع مكوناتها بعد اغلاق الصناديق فورا، وعدم الاستكانة الى عامل الوقت الذي لربما يظنه البعض كفيلا بضمان تناسي هذا المشهد من قبل الناخبين. المعنى، انه يجدر على المنتخَبين ومكونات القائمة وضع آلية تنظيمية وهيكلية لهذا الجسم السياسي الذي يحوي عدة مركبات وهو بذات الوقت منفتح على مركبات اخرى! وعليه يجب ضمان آلية شفافة وديموقراطية استعدادا للانتخابات التمهيدية في المرة المقبلة، والا ستكون هذه التجربة هي الفريدة والاخيرة في عمر هذه القائمة الوحدوية!
حتى اللحظة ابقيت التجاذبات والمفاوضات طي الكتمان، ثم لم يكشف النقاب عن الوعودات التي يقال انها قُطعت لغير الراضين؟
4. على الصعيد التكتيكي: عدا البيانات التي نتلقاها بين فينة واخرى من احد مركبات القائمة او من آخر، وعدا الجهود الفردية من قبل نشطاء الاحزاب المركبة للقائمة، ليس هنالك اي فعل منظم مشترك وتحفيزي يعكس الرسائل والطروحات او حتى البعد الشخصي لهذه التوليفة المشتركة، ان في الاعلام العربي او في العبري، ان في الالكتروني او في الاعلام الانترنتي ووسائل التواصل الاجتماعي. والنتيجة ان الجهود مبعثرة، تحمل الرسالة ونقيضها ليس لها عنوان ولا تستفيد من اثر مراكمة الوعي الاعلامي.
والحالة هذه، المس، شهرا ونيف قبل الصندوق، شعورا من عدم المبالاة اخذ يتملك اجزاء من القطاعات غير المنتمية، بل والانكى من ذلك تسلل شعور طاغ بان كل ما يجري هو بهدف “الكرسي” و”المخترة” و”الصوت” وليس “صوت” التعاطي مع التحديات بروح المسؤولية الملقاة ولا شك على كاهل كل مرشح بُعيد هذه الانتخابات.
بقلم برنارد طنوس