لماذا يا هذا – "طالب في القرن الحادي والعشرين"

تاريخ النشر: 04/10/12 | 3:52

أنا طالب…

وظيفتي طالب…

أذهبُ إلى المدرسة متثائِب

و…أعود متثائب!

وكأنّني حاضر غائب!

وفي المدرسة لستُ راغِب!

أعود إلى البيت!

تسألني أمي…

ماذا فعلت؟

ماذا تعلمت؟

وبمَ… خرجت؟

استرجع شريط ذكريات!

وأغرق بين كمّ من المعلومات…

في الحصة الأولى…

دخلت معلمة الإنجليزية!

تتحدث بلغة أجنبية…

وكأنها طلاسم محكية!

لا أفهمُ أيّ جُمل أو كلمات

لا أميّز سوى… (a)…(the) و (that)

في حصة الجغرافيا:

نصعد تلال

سماء وجبال!

بلا سيارة…مركبة أو طائرة الـ “عال”!

ومع كُلّ زلزال وبركان!

تتبعثر الأذهان!

في حصة العربيّة:

أضيع بين الأبجديّة

بين فاعل ومفعول

معلوم ومجهول

تضيع العقول!

بين جرّ وكسر

ماض وأمر

شِعر وبحر!

في حصة العلوم!

نعيش بين خلايا ونباتات

أناس وحيوانات

ذرات وذرات!

في حصة التاريخ…

تسافر العقول إلى المريخ

وتصل بريطانيا وميونيخ!

وكأنني أنا المسؤول

عن كلّ حرب و أسطول!

أو كيف مات أو عاشَ

محمد علي باشا!!

في حصة الرياضيات:

بين أشكال ودوال

لا مجال…

ولا احتمال…

أن أكون فعّال…

أو أنجح في حل مسألة كلامية أو سؤال!!

يقولون بأنني فاشل!

وعن العمل سأكون عاطل…

لكنني… مرغوب ومحبوب

وعن أي سؤال في عالم الحاسوب!

أنا مطلوب…

هل التعليم كتب وامتحانات

دفاتر وشهادات!؟

أرقام ومئــــات!؟

هل التعليم عمليّة معرفية…

وفقط معرفية!؟

تركّز على الكم والكميّة!؟

أين ابداعاتنا العقلية؟

الوجدان والشخصية؟؟

هل التعليم حفظ وتلقين؟؟

تعبئة وتخزين!!؟

سأظــــلّ ….

أتعجب لم… تنسون!

أنني طالب في القرن الحادي والعشرين!!!

“طالب في القرن الـ 21” هي خاطرة قد نسجْتُ أبجدياتها من تجربتي المتواضعة في التعليم، تطرح فلسفة تربويّة خاصّة، وتتحدّث بلسان طالب في القرن الواحد والعشرين؛ ولذا فإنّ بعض الكلمات قد خرجت عن بعض قواعد النحو لتواكب لهجته العامية… يتساءَل! لماذا بتنا نركّز على الحشو والحفظ والتلقين؟ لماذا يشعر الطالب وكأنّه وعاء تُصبّ فيه المَعلومات؟ لماذا يشعر الطالب بتلك الفجوة بين النظرية والتطبيق؟ لماذا لا تتلاءم أدوار المعلّم مع متطلبات العصر؟ لماذا لا نهتم بتنمية مهارات تفكيريّة وإبداعية واجتماعيّة لا تقلّ أهميّة عن المعلومات والمعرفة؟ أنا لا أنكِر أهميّة المعرفة والمعلومات المُجرّدة وأعي دورها في توسيع آفاق الطالب! لكن…

لماذا نُركّز على الكمّ لا الكيف؟ هل لتلك الأرقام في الشهادات أن تضمن فعلاً بناء جيل يواجه الحياة ويتحدّى الواقع؟ هل لتلك الشهادات أن تضمن بناء جيل مسؤول يحمل قضيّة أمّة؟

هل نسينا أنّ مهنة التعليم هي مهنة مقدّسة؛ نستطيع خلالها أن نستوعب طلابنا؟!

هل بتنا نرسل مادة التعليم إلى عقول طلابنا بالتلقين فقط؟!

لماذا لا نقترب من الطالب؟ لماذا لا نفهم احتياجاته؟ لماذا لا نستوعب تفكيره أو تطلعاته الفكرية؟ لماذا لا ندرك اهتماماته في زمن التكنولوجيا وندمجها في تعليمه؟ لماذا؟؟

هل ما زلنا نسخة غير قابلة للتغيّر أو التأقلم أمام النقلة النوعية للتطوّر العصري الذي بات يشغل همّ الطالب أكثر من أيّ شيء غيره؟ هل نستطيع أن نغرس العلم في أعماقه من خلال ما يشغل باله من ذاك التطوّر؟

لماذا لا نفعل ذلك؟ فهذا طالب القرن الحادي والعشرين!!!!

تعليق واحد

  1. معك كل الحق لا كل الحق فان اغلبية الطلاب يعانون من نفس المشكله …
    تحياتي لانه المطلوب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة