يا من تدّعون حب محمد…

تاريخ النشر: 14/09/12 | 12:19

سلام على الوجوه المشرقة النيرة الصباح ، المفعمة بنور الله ، كتبت هذه المقالة لانني ارى وجوهكم في سمات محمد ، ولانني اكاد المحها حزمات نور تنبعث من قلوبكم قبس من نور محمد ،ولاني ارى جباها ساجدة وهامات ما ركعت الا لله عز وجل ، وايادي متوضئة ، لانني اتلمس في هذه الوجوه بشرى النبي وهو يقول لاصحابه مَتَى أَلْقَى أَحْبَابِي ؟ فَقَالَ أَصْحَابُهُ : بِأَبِينَا أَنْتَ وَأُمِّنَا أَوَلَسْنَا أَحْبَابَكَ ؟ فَقَالَ : أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، أَحْبَابِي قَوْمٌ لَمْ يَرُونِي وَآمَنُوا بِي وَأَنَا إِلَيْهِمْ بِالأَشْوَاقِ لأَكْثَرَ .

انه حب سكن الهوى والوجدان ، انه حب النبي محمد ، فانشرح الصدر واتسع ، وجد القلب سيره الى رحاب الله عز وجل ، الف لا والف كلا ، لهؤلاء ضعاف النفوس والشرذمة التي تحقد على الاسلام ، ففي الأمس حاولوا رسمه ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا في احباط عزائم الامة فبرزت خفافيش الليل لفئة تسمي نفسها، “اقباط المهجر ” وهي لا تتصل لا بالاقباط ولا تمثل مسيحيي مصر ويقينا ستفشل مخططاتكم ومشاريعكم المسمومة لننفر من ديننا …. لان محمدا مرسوم بالقلب والعقل لان الأفئدة لا تقبل النقش فيها إلا لمن نـبـضـت لهـم حبا ً واحتراما ايها الاحبة الكرام ، بالبداية سوف اعرض عليكم نماذج من حياة الرسول عليه الصلاة والسلام ، فذلك الجذع يبكي لفراق قدمي محمد ، وكان يئن كأنين الصبي حتى قام النبي محمد بضمه واسكته حتى توقف ، هذا في النبات ، في الطير فقد مر النبي بشجرة وجاءت حمامة تشكو النبي من اصحابه ، وهي تصيح ، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام من فجع هذه بفرخيها فأمر بردهم اليها ، واستذكر قول الشاعر حين قال :

جاءت إليك حمامة مشتاقة *** تشكو إليك بقلب صب واجف

من أخبر الورقاء أن مقامكم *** حرم وأنك منزل للخائف

لقد كان رسول الله وسيد ولد ادم ورسول الأمم رؤوفا رحيما في تعليمه وتربيته ، فلم يكن يعنف ولا يزجر بل يعلم ويهذب ، برفق ويسر وسهولة ، فقد دخل احد الاعراب الاسلام ـ وتخيلوا معي – قام بقضاء حاجته بجانب المسجد ، فقام اليه الصحابة ليضربوه ، فمنعهم الرسول الرحيم ، وحال بينهم وبينه ، وقال دعوه واريقوا على بوله سجلا “دلوا” من ماء ، فانما بعثتم مُيسِّرِين وليس معسرين…. والكثير من القصص والمواقف الإنسانية لكن التهى اقوامنا تحت الشعارات ـ،،،،”احنا كنا واحنا كنا …. و نمنا في اللى راح يكون …!

فكيف نكون محمديين وننام واحد جيرانك جائع ، كيف تدعي انك تعلمت في مدرسة محمد ، وفي رقبتك حقوق للناس ، كيف تدعي انت انك تدافع عن محمد ، وتصلي وانت صاحب كبر ، تصلي وانت صاحب قيل وقال ، وصاحب غيبة وبهتان ، وقد هتكت عرضا ، او فضحت لبيت سرا وبالنهاية تقول الله اعلم !!! بربكم!

كيف نكون محمديين ونحن نتجبر على الناس الضعفاء ، ونصبنا وصلت حدوده السماء حتى في التجارة وترى بعضهم يقسم بالنبي بمحمد ، ويدعي انها قطعة اصلية وبالتالي تكون قطعة مزيفة ، وحتى النفاق في مجتمعنا مثلا ، في اعراسنا بتنا نهتم بحضور عرس لابن متنفذ ونعرف ان كل ماله وطعامه حرام فترى صفوف الناس تجاوزت الآلاف اما اذا كان العرس لإنسان . .ورع لكنه فقير فتنافرنا منه وتناسينا ومزقنا دعوته ولم نعره بالا ولا عنوانا ، وندعي بعدها اننا نحب محمدا . ظاهرة اشباه الرجال فتراهم قد ارتدوا اثواب الشاذين “بنطلون ساحل وقد بانت كل مؤخرته بشكل مخز .!!” وارتدى سلسلة ذهبية في الرقبة واليد واصابعه وضع فيها الخواتم وقد علق على وسطه عقدة نقش عليها” الله “. وينقصه فقط ان” يمنكر اصابعه “.

وبعض من بناتنا وفتياتنا تسير في الشوارع كأنها اجنبية قادمة للتو من اوروبا …! كيف نكون محمديين وحتى في تجارتنا اصبحنا مستهلكين وقد اعتمدنا على الغرب ، في كل شيء حتى في خرزات المسبحة التي تهلل فيها ، وسجادة الصلاة ذات البوصلة قد كتب عليها ، صنعت في الصين !!! كيف ندعي اننا نحب محمدا ، وقد شتمنا الذات الالهية في الشارع والبيت وفي الحارة لادنى سبب ، فجعلنا له مسباتنا، ابنة وولد وزوجة وأب ، كيف نكون محمديين والسموم والمخدرات والمنكرات تملأ بعضا من المراهقين والمسمومين في البيوت والمدارس !! كيف نكون محمديين وذلك المسلم يضع صورا مخلة لكل اداب واخلاق تارة وهو يحضن ” فتاة في ناد ليلي ” وعيونه متجمرة من اثر الخمور ، صوت مسجلات السيارات في القرى والحارات ، تملأ صداها باغان تارة عربية وتارة عبرية واجنبية ، تهز اركان البيوت من شدة صوتها وتزعج النائم وتوقظ الطفل ، وتدعون حب محمد !!!! كيف نكون محمديين ونقتل النفس التي حرمها الله علينا حتى ان الاوس والخزرج يتقلبون في قبورهم ، فبتنا نتقاتل على اتفه الاسباب ، “جح في عينه وبسبب زامور سيارة …! ” .. كيف نكون محمديين وهذا يقتل اخته واخاه وابن عمه ، وقد زهقت للاسف ارواح خاصة لله وقد ارجعتنا للاسف العادات الجاهلية فلا شرف في القتل ، فبتنا نسمع ان فلانا يضرب والدته وسرق مصاغها وذهبها ، وندعي اننا محمديين ؟

هناك في سوريا حرب ضروس وارواح المئات والعشرات يوميا تصعد للسماء وتجد فينا من يقول انا مؤيد لبشار “والله لا يقيم الشعب ” واصبح شهداء سوريا مجرد مفردات وارقام .. كيف نكون ندعي حب محمد ونقول هذا شيعي وهذا احمدي وهذا درزي وهذا سني !!

في الأمس البعيد في زمان محمد كانوا جيلا ربانيا ، يعملون ويجتهدون ويعبدون ، كلها اخلاق وابداع وحضارة ، قلبوا الموازين ، دخلوا التاريخ ، سطروه بفتوحات وعلماء ، صلاح الدين ، محمد الفاتح ، الخوارزمي ، ابن الهيثم ، ابن سينا ، ابن بطوطة فصاروا من رعاة للغنم لقادة للامم ، ففتحوا القلوب قبل ان يفتحوا البلاد ، كل الاعمال التفجيرية التخريبية الارهابية التي نشهدها في العالم العربي والغربي لا تتصل بالدين الاسلامي في شيء ، الاعتداء بالامس القريب على القنصلية الامريكية وقتل السفيرالامريكي في ليبيا واخرين ، هؤلاء القاتلون لا ينتمون للمدرسة المحمدية ، فلو كان محمد بيننا ، لكانت رده فعله ، ان يدعوا لهم بالهداية ويكون الاكثر لطفا والاكثر ابتسامة ليكسر فيها قفول رانت على قلوب الخطائين، ليثبت للقاصي والداني سماحة الاسلام وتسامح الرسول الكريم! فبدلا من التظاهرات غير السلمية ، ومحاولات اقتحامات السفارات الغربية في بلاد المسلمين أصنعوا فنونا او فيلما يثبت عكس ذلك ، اطبعوا كتبا وكراسات تعرض سيرة محمد وانشروها في اوروبا، وفي كل بقاع الأرض ، عذرا رسول الله …عذرا فلم نكن أهلا لما جئت به ، عذرا فلكم تركنا أخلاقك وتمادينا في القبح والظلم والبهتان ، وأنت قبل المنية تذكرنا وتقول إشتقت للأحباب وللإخوان ، يا من تدعون حب محمد على الأقل…. تسامحوا فيما بينكم ، وادخلوا التاريخ بعدها !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة