عتاب بن حيان العبقري لولده بسبب سذاجته

تاريخ النشر: 09/01/15 | 15:23

اما – يا ولدي- وقد وصلني ما جرى لك ولشعبك، من المحيط الى الخليج، وما تنتج من وقوعك في مواطن السذاجه والضياع، وما سببه من خسران في علو منزله عائلتنا الكريمه، وما اصابك من جهل في القراءه، وتيه في تمحيص الامور، ” وخربطه” في ترتيب الاوراق، فقد غاب عنك من اين تؤكل الكتف، واين ترد الابل، فقد كان جدك كليب من مره العبقري، يشم رائحة ماء العين، عن بعد مسافة يوم كامل، ويقرأ نوازع النفوس ونواياها من آثار اقدامها على الارض، وجدك مسلمه بن سعد العبقري عرف، عدد نساء ومحظيات الخليفه التركي في الحرملك، وعدد الخصى والمماليك وعدد الهفافات اللواتي كن يطيبن الهواء على وجه خليفتنا الكريم..!!، والذي اصابني مقتلي هو رقصك عل انغام بلابل الربيع العربي.. فذبحت الذبائح، واولمت الولائم، وشربت الكاسات حتى الثماله، وخرجت الى الشوارع تنادي وتهتف، ان ظننت ان بيارق جيش الفاروق قد قدمت لتنشر العدل والحريه في ديارنا،وغابت عنك الامور التاليه:

ا- سرقت الثوره من تحت يديك:
خرجتم الى الشارع – يا ولدي – معلنين الثوره على النظام القديم.. كان حياتكم على اكفكم، كانكم تنظرون نحو الشمس، انوفكم تعانق السماء، تسيرون نحو الهدف شباب ابوا الا ان يعيشوا احرارا،كم لم تنتظروا الى الارض التي تسيرون عليها، وكانت قوى تسير معكم، واغتنمت فرصة تحليقهم نحو الهدف وسرقوا البساط من تحت اقدامكم وعندما اردتم الطيران لم تجدوه..!
كيف سرقوا البساط من تحتكم – يا ولدي – الست من آل العبقري !!؟ الذين لم يغلقوا بابا خلفهم، ولم يناموا الا خلف ابواب مفتوحه، وكانوا يسرحون ابلهم تجوب الفيافي على غاربها، دون راعي او حارس، وما فقدوا جملا او ناقه في تاريخهم، وهذا ما حدث لقوم سبأ عندما اجتاحتهم مياه السد، بعد ان اهملوا في صيانته، فتشتتوا، وتفرقوا حتى ضرب بهم المثل ” تفرقت ايدي سبأ”.

ب- اوردغان لم يتحول الى عمر بن عبد العزيز..!!
ربما تقتم – يا بني – انت واصحابك الى الخلافه العثمانيه العليه، التي مسكت بخناقنا، ما يزيد ان اربعة قرون، وحرقت في بلادنا الاخضر واليابس، وحولتنا الى عبيد لاقطاعييها.. ربما اعجبتكم اللحيه التي يلبسها اوردغان، ويحاول عن طريقها اعادة مجد اجداده، واعادة تكوين الامبراطوريه العثمانيه..!!
ونسيتم، او تناسينم – يا ولدي – ان بلاده ما زالت عضو في حلف شمال الاطلسي، وانه في حلف استراتيجي مع اسرائيل، وانه وان اختلفوا مع اسرائيل، فأنهم يختلفون على الغنائم التي ستبقى من اشلائكم، وظننتم ان الخليفه عمر بن عبد العزيز خرج من قبره، وعاد الى الحياه من جديد، ليعيد الحقوق الى اصحابها، وينشر العدل والحريه في البلاد..!!
لن تخرج – يا ولدي – بيارق الاسلام من اسطنبول.. لم ولن يخرج – يا ولدي- منها الا الاقطاع والفساد، والفقر والتأخر، والحقد على كل من هو عربي.!!
ان اوردغان يحلم بالخلافه، الخلافه الاوردوغانيه، ولكنها في جوهرها لا تختلف عن الخلافه العثمانيه..!

ج- هل نتانياهو اعتنق الاسلام – يا ولدي – واصبح يصلي سرا !؟
والدليل على ذلك، انه اصبح من اكثر المؤيدين للثورات ” الربيع العربي “.. حتى انه استطاع ان يعقد حلفا معها في سوريا، واصبح الثوار يستقلون طائراته، بالهتافات والصيحات الترحيبيه.! وسمعت احدهم يتحدث مع المحلل السياسي الائسرائيلي، منهيا حديثه بكلمه شلوم بالعبريه، فعلى الاقل وصل مستوى اتقانه للغه العبريه، مستوى امي رحمها الله، التي عاشت في اسرائيل عدة عقود، ولم تتقن الا هذه الكلمه…!

د- هل آل الخليفه اصبحوا ورثه للخلافه الاسلاميه !!
يبدوا انهم اقتنعوا بهذا الاسم…وصدقوا انفسهم، ويبدوا ايضا – انك انت ورفاقك – قد صدقنم ايضا…. والا كيف – يا ولدي – هرولتم الى قطر تلهثون وتمدون ايديكم لتلتقطون ما يتساقط من جيوب اميرها من دولارات البترول.. ! كيف وصل بكم المطاف الى ان تعلنوا ان تمثال الحريه موجود في قطر، وان روح عمر الفاروق تحوم في سمائها.! وكيف تحولت آذانهم الى مأوى لكل رجال الافتاء الذين يعتاشون على موائد الامير !؟، كيف يا ولدي.!؟ كيف غابت عنكم شيطنة هؤلاء الفلاسفه، الذين يتاجرون بشعرهم الفلسفي، من اجل مدح السلطان، والضرب بسيفه، وكل ذلك من اجل حفنه من الدولارات، وموائد القصور، ومنابر القنوات الفضائيه…كيف…!! كيف…!! كيف – يا ولدي – غابت عنكم عملية مصادرة ثورتكم.. الثوره العربيه من تحت اقدامكم..! ان الثورات في طريقها، تمر بالدم والدموع والقهر والتشرد والجوع والحريه، اما ثورتكم فقد اتت بكل ذلك، ولكن شيئ واحد سرق منها في طريقها هو الحريه..!!

ه- ظنوا ان اوباما اصبح مسلما..!!
وكيف – يا ولدي – وقعتم في خيوط العنكبوت الامريكي، فكبلتم من اخمص القد حتى اعلى الرأس، فغطت عيونكم، واصبحتم تؤمنون ان اوباما اسود في لونه….ونسيتم انه ابيض في فكره وقلبه، وربما تساءلتم انت وبعض رفاقك: ربما هذا الرجل يحمل الاسلام مخفيا في قلبه..!!، وان قلبه ربيع مزهر يريد ان يهدي العرب باقات من الزهور..!!
والا كيف لم تستطيعوا – يا ولدي – ان تفهموا ان هذا الحلف الذي تكون بين اوباما والحركات الاسلاميه في العالم العربي، حتى بتم تظنون انه شيخا معمما.!!، فأخذتم تهتفون لامريكا..!!.
لقد اطلق الفينيقيون الساميون، على البحر المتوسط لقب بحر الظلمات، كي تنفرد سفنهم في التجاره ويحتكرون فوائده، وامريكا اعلنت على العالم العربي حرب صحراء الحريه….. كانت في الماضي تهاجمهم، وتستغلهم وتنهب جيراتهم باسم الحريه، باسم الاستعمار والعبوديه، واما في هذه الايام، فأنها تهاجم، وتستغلهم، بأسم الديمقراطيه، والتعدديه والحريات..! كانت في الماضس تنطلق من منطلق محاربة الدين، لانها كانت تعتقد، انه مصدر القوه والحريه لهذه الشعوب، اما الان فأنها تهاجم بسلاح الدين، بعد ان اكتشفت ان هنالك اعوان لها يستطيعون تنفيذ اهدافها، مستعملين هذا الدين العظيم، من اجل تنفيذ مصالحها.

بقلم: يوسف جمال

jmal-yosf2013

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة