العيد هلّ… وفي العام القادم: أحلى وأحلى

تاريخ النشر: 16/08/12 | 14:36

اليوم عيد عيد من أنعم الله عليهم صيام وقيام شهر رمضان المبارك، اليوم تلتقي المشاعر الإنسانية في مشارق ومغاربها، في هذا اليوم يقف الأسود، الغني بجانب الفقير، الطفل بجانب الشيخ، يقفون في صلاة العيد يردّدون خشعاﹰ سجّداﹰ: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر واللّه الحمد… اليوم تبتهج القلوب بالعيد … وبالأيمان تعمر، يحدوها الأمل أن تتصافى وتتعانق وأن تزول الأحقاد والأضغان ليحّل محلها الوئام والمحبة السلام.

اليوم نمدّ أيادينا لبعضنا البعض مصافحين ومهنئين، قائلين: “كل عام وأنتم بخير” ولكن أين هو الخير يا عيد؟ أفي ظل التهديد والوعيد يكمن الخير؟! أم في ظل المدافع والصواريخ وأزيز الطائرات المقاتلات؟ أم في الأضحيات والقرابين البشرية التي تقدّم هنا وهناك على مذابح الشهوات والنزوات وحب التسلّط؟ أم هو في بذور الشر والسوء والتفرقة والدمار التي تزرع بين الأخوان وبين أصحابه العقيدة الواحدة هذه البذور التي وجدت لها تربة خصبة وأعطت أكلاﹰ حنظلاﹰ مرّ المذاق… أم الخير يا عيد في ظل التهديد والوعيد والتلويح بسيوف الحرب؟ أم في فرقة الأهل ولوعة البعاد؟!!

جئت يا عيد في وقت نحن أحوج فيه إلى فهم مغزاك ومعناك، إلى العمل برسالتك السماوية الغالية… جئتنا ونحن عطشى إلى حياة هادئة هانئة، أولادنا يا عيد أكبادنا، يلبسون الجديد، يأكلون ما لذّ وطاب يمرحون ويلعبون ولكن مسحات من الحزن ترتسم على وجوههم، صحيح أنهم صغار يا عيد ولكنهم يدركون ما يدور حولهم، أسمعهم يا عيد ينشدون، يرددّون بأصوات بريئة وترانيم ملائكية تصّعد في الجو لتتصّل بخالق الجو: العيد هلّ، عيد السلام، أحلى وأحلى، في كل عام… من أجل هؤلاء الأبرياء نتوق إلى السلام ونرجوه… ونعرف أنك لا تريد لنا إلا الخير لأنك لطيف رحيم فمرحبا بك فما أروع أن تتصافى القلوب في هذا اليوم وتتآخى أن تتسامح وتنبذ العداء والخصام… إننا إذ نستقبلك بجلالة نودعّك بحفاوة ونقول لك: عد يا عيد علينا في العام القادم وستجدنا إن شاء الله متحابين تظللّنا راية طالما تقنا لها وانتظرناها وصلينا الليل والنهار من أجلها، ألا وهي راية السلام والاطمئنان، ولكن ومع كل هذا نقول لك: أهلا بك يا عيد وعد إلينا في العام القادم ومعك الخير كل الخير والسلام والاطمئنان.

‫3 تعليقات

  1. هذا ما ينقصنا فعلا المحبه والسلام . ولكي نصلح انفسنا وندرك ما نصبوا اليه علينا ان نروض انفسنا ونربيها على التسامح . فالتسامح اساس الاخلاق الحميده ، ومكارم الاخلاق النبويه العريقه. سلمت يمينك ودمت نبراسا

  2. بوركتّ، أبا إياد، على هذه النفحات المتفائلة بالخير والمحبّة والوئام والسلام!
    من أجل الطفولة البريئة، ومن أجل حياة حرّة آمنة، نضم صوتنا إلى صوتك عاليًا،
    وكلّ عام والجميع بألف خير وعافية وأمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة