تعليق لقصيدة"التفاؤل العذب في سويعات الشوق"

تاريخ النشر: 15/08/12 | 1:12

الشاعرة إسراء محاميد:

التفاؤل العذب في سويعات الشوق:

تعليق: د. سامي إدريس

أدام الله هذا الفيض من الشعر الوجداني الرهيف والحبيب الى أرواح القراء يرفرف ويحط على منتدانا ، فتتوهُ في بحورنا سويعات الشوق كما تاهت في بحر شاعرتنا اسراء. وقد أرادت شاعرتنا بالسويعات تصغيراً لساعاتٍ طوالٍ هي ساعات الأرق أقرب إليها ، أما الشوق فله سويعات تُختَلَسُ من عمر الزمن.

بعد هذه المقدمة تتوجه الشاعرة اليه، الى من في بالها ساعة كتابة القصيدة، بعد أن وشت وأعلنت ملامح وجهه بالحنين إليها.. تخاطبه أن لا يتوجس من صمتها ووجومها، تعني أن لا يفسر صمتها على أنه صدٌّ ورفض، بل عليه أن يتقدم إليها رفيع الجناب ويلثم نفحات روحها.. أرأيتم كيف يتمُّ له ذلك فيلثم نفحات روحها.. تعبير غاية في بلاغة الروح قبل بلاغة الفكر والأدب.. ولكن لا أدري لماذا تقحم الشاعرة كلمة ( أشلائي) هنا، ونحن معها في معرض هذا الزخم العابق بالتفاؤل العذب؟؟

وانثر فوق اشلائي

بقايا اللازورد القديم

يسترق ذكريات مداري

يخترق بصمتٍ جداري

هامس يناجيني

وتمضي شاعرتنا في بوحها الى أ ن تصل ذروة هذا الانطلاق الذي ينسينا أن الشاعرة هي هي إسراء محاميد التي نعرفها برزانتها في أشعارها الوطنية، تمضي لتقول :

وامضي تخامرني القوافي

تنتحب عند المغيب

فاهيم في لظى الافول

اجتبي منك الوصال

فداو روحي بالنزوح

الى مملكتي المترفة

واقتحم اسوار عتقي

فضّ عمرا من الاعياء

تراكم فوق زفرات روحي!!!

إن هذا هو خير مثال على الشعر المنثور المضمخ بالصور البلاغية المبتكرة والساحرة، وهو ما ستتطور إليه قصيدتنا العربية .

إنها في كلمات يسيرة سهلة ممتنعة منيعة وآسرة قد أسرت ألبابنا و هوّمت فوق أرواحنا، حتى أننا أو دعوني أخصص حتى أنني لم أعد أصدق أنها أسراء هي التي تقول هذا؟ ربما هذه القصيدة ليست وليدة ساعتها، ربما عاشت الشاعرة هذا الإحساس وعايشته اللحظة .. من يدري ؟! نحن لنا أن نقرأ ونهيم في سويعات بل لُحيظاتٍ من الشوق المعطّر بأريج الملائكة وحسبنا ذلك. ألم يقل ابراهيم طوقان:

بيضُ الحمائمِ حسبهنه ** أني أردد سجعهنَ

فلنردد سجع اسراء وتهويمات روحها المحومة الطائرة.

تعليق واحد

  1. كتبت اسراء للشهر الفضيل فابدعت .وعبرت عن العيد فتالقت .فمعنى رمضان الصبر وللعيد معاني كثيره ومنها التفاؤل .فحلقت الشاعره بروحها من قصيده لاخرى ،وكاننا عشنا بعالم اخر .وكانها تريد ان ترينا العلاقه بين رمضان والعيد وارتباط الروح بالجسد…..فالروح هي سر الحياه وهي التي تحزن وتفرح .سنديانة الوادي برايي كانت……وباتت اسراء محاميد بمفردها ،ومفرداتها “شاعرة الروح”
    ولك التحيه الاستاذ د. سامي ادريس . وكل عام وانتم بخير ……من الاخت رناد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة