لا تَهِنوا فَالشَّامُ ماجِدَةٌ

تاريخ النشر: 12/08/12 | 8:46

قَصيدَةٌ مَرْفوعَةٌ إِلى الشَّعْبِ السُّورِيِّ الشَّقيقِ بِطوائِفِهِ وَإِلى أَحْرارِ الشَّامِ الَّذينَ أَبَوا السُّكوتَ عَلى الضَّيْمِ وَثاروا في وَجْهِ النِّظامِ الْبَعْثِيِّ الْخائِنِ وَرُموزِهِ وَشَبِّيحَتِهِ الْعُمَلاءِ.

تَقَدَّمْ فَنَصْرُ الشَّامِ وَحْيُ نَبي = وَسَدِّدْ عَلى اسْمِ اللهِ وَاحْتَسِبِ

وَبَسْمِلْ فَقَدْ نادَتْ دِمَشْقُ فَتًى = يَهُبُّ هُبوبَ الْعاصِفِ اللَّجِبِ

وَأَنْتَ لَـها الْقَعْقاعُ تُنْجِدُها = وَرَبُّكَ بِالْـمِرْصادِ فَارْتَقِبِ

وَكَبِّرْ أَخا الْـهَيْجا عَلى بَرَدى = يُـجِبْكَ صَدى التَّكْبيرِ في حَلَبِ

تَقَدَّمْ فَعِزُّ الدِّينِ في الْعَرَبِ = وَذِلَّتُهُ في ذِلَّةِ الْعَرَبِ

تَقَدَّمْ وَفَجِّرْ وَاصْلِ جَمْعَهُمُ = يَمينُكَ يا ابْنَ الشَّامِ لَـمْ تَـخِبِ

إِذا كانَ غَرَّ الْبَعْثَ جُنْدُهُمُ = فَأَنْتُمْ جُنودُ الْـحَقِّ في الْـحِقَبِ

وَما يَتَساوى مَنْ سَما هَدَفًا = وَمَنْ غاصَ في مُسْتَنْقَعِ الْوَصَبِ

وَما يَتَساوى فاجِرٌ وَتَقي = وَهَلْ يَتَساوى النُّورُ بِالْوَقَبِ؟

وَما يَسْتَوي تَدْجيلُ عَفْلَقِهِمْ = بِدينِ الرَّسولِ الْـمُصْطَفى الْعَرَبي

وَلا دينُ عيسى وَهْوَ مَرْحَمَةٌ = يُساوى بِنَهْجٍ مُرْكَسِ الطُّنُبِ

وَما جازَ في شَرْعٍ مَـجازِرُهُمْ = وَإِنْ فَصَّلوا الْفَتْوى عَلى الطَّلَبِ

وَما يَسْتَوي نورٌ تَنَزَّلَ مِنْ = سَماواتِ رَبِّ الْعَرْشِ وَالشُّهُبِ

بِلَيْلِ زَنيمٍ رامَ مَهْلَكَةً = بِما دَسَّ عَنْ عَمْدٍ مِنَ الْـخَلَبِ

وَكَمْ عَجِزوا عَنْ رَدِّنا بِدَدًا = وَأَعْجَزَهُمْ أَنَّا بَنو النُّوَبِ

وَكَمْ جَرَّبوا تَـمْزيقَنا إِرَبًا = فَذاكَ مَسيحي غَيْرُ مُرْتَغَبِ

وَذا مُسْلِمٌ وَالْعُنْفُ طينَتُهُ = وَمَعْدِنُهُ الإِرْهابُ فَاجْتَنِبِ

وَدَقُّوا أَسافينًا بِلا كَلَلٍ = وَجَرْيُ نَعيقِ الشَّرِّ في صَبَبِ

فَلا تَأْمَنوا يا قَوْمُ أَحْمَدَهُمْ = وَلا تَأْمَنوا عيسى وَإِنْ يَطِبِ!

وَخابوا وَخابَتْ كُلُّ فِتْنَتِهِمْ = وَسيئَتْ وُجوهُ الْـمَحْفَلِ الْـخَرِبِ

وَسَلْ فارِسَ الْـخوري وَقَوْلَتَهُ = لِغورو وَسَلْ لِلْمَنْبَرِ النَّحِبِ(1)

إِذا جِئْتَ يا غورو لِتَحْمِيَنا = فَإِنِّـي إِذَنْ، أَسْلَمْتُ عَنْ رَغَبِ

فَما بَيْنَ طٰهَ وَالْـمَسيحِ سِوى = إِخاءٍ، وَهٰذا فيكَ لَـمْ يُصَبِ

أَتَغْزو بِلادي ثُمَّ تَطْعَنُني = وَتورِدُ أَهْلي شَرَّ مُنْقَلَبِ؟

وَتَطْلُبُ مِنِّي أَنْ أُعينَ عَلى = دَمارِ شَآمي، بِئْسَ مِنْ طَلَبِ

لَقَدْ خِبْتَ يا غورو وَجَحَفَلُكُمْ = وَخابَتْ فَرَنْسا كُلُّها، فَغِبِ

وَدَوَّنَ لِلْآتينَ مَفْخَرَةً = وَنَهْجًا سَماوِيًّا لِكُلِّ أَبي

فَكَبِّرْ حَفيدَ الْفاتِـحينَ عَلى = رُبى الشَّامِ وَازْحَفْ دونَما تَعَبِ

وَلا تَهِنوا فَالشَّامُ ماجِدَةٌ = حَرائِرُها نادَتْ عَلى النُّجُبِ

وَكَمْ ذَرَفَتْ، كَمْ تَسْتَغيثُ بِكُمْ = لِنَجْدَتِها مِنْ زُمْرَةِ الْـجَرَبِ

قَدِ اغْتُصِبَتْ جَهْرًا وَقَدْ قُتِلَتْ = بِطَعْنَةِ غَدْرٍ مِنْ أَبي لَـهَبِ

وَتِلْكَ دِماها خَضَّبَتْ حَلَبًا = وَخَضَّبَتِ الْفَيْحاءَ.. وا بِأَبي

وَكَمْ قَصَفوا مِنْ حِقْدِهِمْ شَرَفًا = وَبَيْتًا جَليلَ الْعِلْمِ وَالنَّسَبِ

وَلَـمْ يَرْعَووا عَنْ قَصْفِ مُـجْتَمَعٍ = وَفي رَمَضانِ اللهِ أَوْ رَجَبِ

تُدَكُّ مَعَ الإِفْطارِ حاضِرَةٌ = مَآذِنُها تَهْوي بِلا سَبَبِ

سِوى حِقْدِ صاروخٍ وَمُطْلِقِهِ = قَدِ اغْتَمَّ مِنْ صَوْتِ الْعُلى الْعَذِبِ

يُنادي الْوَرى.. اللهُ أَكْبَرُ.. يا = فَظاعَةَ لُؤْمِ الْقاصِفِ الْكَلِبِ

يُغَطِّي الْغُبارُ الدَّرْبَ يُغْلِقُهُ = وَيَدْفِنُ مُنْهارٌ ذَوي سَغَبِ

وَتَـمْضي جُموعُ الصَّائِمينَ وَلَـمْ = يَبُلُّوا جَفافَ الْـحَلْقِ وَالْقَتَبِ

وَفي جَنَّةِ الرَّحْمٰنِ فِطْرُهُمُ = فَلا نَصَبٌ مِنْ بَعْدِ ذا النَّصَبِ

تَقَدَّمْ فَطَعْمُ الْعَيْشِ يا ابْنَ أَبي = تَساوى بِطَعْمِ الْـمَوْتِ لا الرُّطَبِ

فَلا بَشَّرَ الرَّحْمٰنُ زُمْرَتَهُمْ = وَلا عاشَ بَشَّارٌ سِوى ذَنَبِ

وَيا رَكْبَ أَحْرارِ الشَّآمِ فِدًى = لَكُمْ كُلُّ بَعْثِيٍّ وَمُغْتَصِبِ

لَقَدْ وَأَدوا حِقْدًا شَهامَتَنا = فَما نَفْعُ عَيْشٍ وَسْطَ ذي الْكُرَبِ

فَلَمْ يَقْتَرِفْ إِجْرامَهُمْ بَشَرٌ = سِوى الْغاصِبِ الْـمُحْتَلِّ لِلْعَرَبِ

لَقَدْ شابَهوا الأَمْريكَ إِذْ زَحَفوا = غُزاةً فَأَرْضُ الرَّافِدَيْنِ سَبي

وَكَمْ هَتَكوا عِرْضًا لِطاهِرَةٍ = وَأُزْهِقَ في عَصْفِ الرَّصاصِ صَبي

وَكَمْ حُرَّةٍ بِالنَّحْرِ قَدْ جُزِيَتْ = وَحُرٍّ قَضى قَهْرًا وَرا الْقُضُبِ

فَيا كُلَّ أَحْرارِ الدُّنى انْتَفِضوا = فَقَدْ حانَ عَصْفُ الْـحَقِّ بِاللَّهَبِ

وَقَدْ حانَ تَـحْطيمُ الْقُيودِ وَمَنْ = يُزَيِّنُها لِلنَّاسِ بِالْكَذِبِ

فَلَمْ يَزْدَدِ الْفِرْعَوْنُ فَرْعَنَةً = وَلا اسْتَبْدَلَ الأَنْخابَ بِالنُّخَبِ

بِغَيْرِ تَوالي صَمْتِنا رَهَبًا = وَإِغْضائِنا عَنْ كُلِّ مُسْتَلِبِ

وَها هِيَ عُقْبى الصَّمْتِ تَقْصِمُنا = وَتَفْصِمُنا حَمَّالَةُ الْـحَطَبِ

وَفينا كِتابُ اللهِ ما بَرِحَتْ =مَعاجِزُهُ وَلَّادَةَ الْعَجَبِ

وَلٰكِنَّنا نِمْنا وَغَيَّبَنا = مُخَدِّرُهُمْ وَالْـحَقْنُ في الْعَصَبِ

فَعُدْنا قِرى أَنْيابِ غَفْوَتِنا = وَغَفْلَتِنا عَنْ رُؤْيَةِ الْعُصَبِ

نُعَظِّمُ أَوْهامًا نَهيمُ بِها = وَمَنْ يُطِعِ الأَوْهامَ يَنْتَكِبِ

تَكالَبَتِ الأَقْوامُ وَازْدَحَمَتْ = عَلَيْنا وَقَدْ عُدْنا خَوا قَصَبِ

وَأَعْجازَ نَخْلٍ لاحَ مُنْقَعِرًا = بِمَسْرَبَةِ الْغَرْبِـيِّ ذي الذَّنَبِ

وَزِدْ خُشُبًا جَوْفا مُسَنَّدَةً = إِلى جُدُرٍ ناءَتْ مِنَ الثُّقُبِ

تَنوءُ بِنا الأَيَّامُ مِنْ ثِقَلٍ = وَتْلِفُظنا الْغَبْراءُ مِنْ غَضَبِ

عَدَلْنا إِلى التَّاريخِ نَمْضُغُهُ = فَغَرْبَلَنا الإِدْراكُ كَالْـحَصَبِ

وَما زالَ لَيْلُ الْـحالِ يُغْرِقُنا = وَيَـجْلِدُنا، وَاللَّيْلُ ذو عَجَبِ

أَنَخْلُفُ أَسْلافًا عَلَوا زُحَلًا = وَلَـمْ نَعْلُ بَغْلًا مُوطَأَ الرُّكَبِ؟

لَقَدْ بَرِئَتْ مِنَّا سَوالِفُنا = فَنَحْنُ غُثا سَيْلٍ لِـمُحْتَطِبِ

نُعينا زَمانًا وَالنُّعاةُ هُمُ = أُولو الأَمْرِ مِنَّا أَوْ أُولو الذَّهَبِ

وَشَرَّشَ فينا الذُّلُّ وَانْفَتَقَتْ = أَكِمَّتُهُ عَنْ ثَمْرَةِ التَّبَبِ

هُنالِكَ رُجَّ الشَّرْقُ وَانْصَدَعَتْ = قَواعِدُ زِيفٍ سادِرٍ وَعُبي

وَسالَتْ بَراكينٌ وَما فَتِئَتْ = تُـحيلُ هَباءً مَكْمَنَ الدِّبَبِ

بِتونُسَ أَوْ مِصْرٍ وَفي يَمَنٍ = وَفي اللِّيبِ ثُمَّ الشَّامِ في الْعَقِبِ

وَما قَطَرُ تَبْقى وَلا حَمَدٌ = وَآلُ سُعودٍ نَسْلُ مُنْثَقِبِ

تَآمُرُهُمْ تُـخْفيهِ تَوْرِيَةٌ = وَهَلْ تُؤْمَنُ الأَصْلالُ في الْقِرَبِ؟

وَهَلْ حَمَدٌ مِنْ أَهْلِ مَرْحَـمَةٍ = وَهَلْ يَرْأَفُ الضِّبْعانُ بِالسَّقَبِ؟

أَمِ الْعَبْدُ في أَرْضِ الْـحِجازِ بَكى = لِـهَوْلِ خِطابِ الْـمَوْتِ لا الْـخُطَبِ؟

فَصَبْرًا بَني الْغَبْراءِ قَدْ أَزِفَتْ = مَغارِبُ أَزْمانٍ بِغَيْرِ أَبِ

وَعاصِفَةُ الْقاني الَّتي انْفَجَرَتْ = بَراكينَ عَزْمٍ فاضَ بِالْـحَرَبِ

سَتَصْهَرُ ما شادوا وَتَنْثُرُهُ = وَتُسْقِطُهُمْ عَنْ ذِرْوَةِ الْقَتَبِ

فَلا نَوْمَ في شَرْقٍ لِيَحْجُزَها = وَلا فِطْرَ حَتَّى الْـمَغْرِبِ الْعَرَبي

صَهارَةُ ذاكَ الدَّفْقِ ظامِئَةٌ= وَمَشْرَبُها مِنْ ثَرَّةِ الشَّخَبِ

وَلَنْ يَقِفوا في وَجْهِها أَبَدًا = وَإِنْ وَقَفوا حالوا دُمى لَعِبِ

أَوِ انْتَصَبوا بَيْنَ السَّما وَثَرًى = لِـمَسْرَحَةٍ تُنْهى عَلى الْـخَشَبِ

لَسَوْفَ يَفيضُ الشَّرْقُ بَرْكَنَةً = وَكُلُّ سُدودِ الصَّدِّ وَالْكُثُبِ

سَتَرْجِعُ قاعًا صَفْصَفًا سَمَدًا = وَيُنْسَفُ رَسْمٌ خُطَّ لِلنُّصُبِ

وَتَـمْضي بَراكينٌ لِغايَتِها = وَتَـجْني شُعوبٌ غايَةَ الأَرَبِ

وَتُـخْصِبُ بَعْدَ الْقَحْطِ وُجْهَتُنا = وَفِكْرَتُنا سَرْجٌ عَلى السُّحُبِ

——

1- فارس الخوري، يوم أبلغه الجنرال غورو أن فرنسا جاءت إلى سورية لحماية  …مسيحيي الشرق، فما كان من فارس الخوري إلا أن قصد الجامع الأموي في يوم جمعة وصعد إلى منبره وقال: إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سورية لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله …فأقبل عليه مصلو الجامع الأموي وحملوه على الأكتاف وخرجوا به إلى أحياء دمشق القديمة في مشهد وطني تذكرته دمشق طويلا وخرج أهالي دمشق المسيحيين يومها في مظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون لا إله إلا الله.

شعر: محمود مرعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة