طرطشات
تاريخ النشر: 04/12/14 | 11:43– أخجل من نفسي كمواطن فلسطيني وكإنسان وأنا أنظر إلى صور معاناة أهلنا في غزة ولا أستطيع أن أفعل شيئا”; صور وتقارير تملىء الصحف وقنوات التلفزة ووسائل التواصل الإجتماعي وكلها تشير الى حجم المأساة التي يعيشها المواطن الغزي الذي يغرق هذه الايام في الطين وفي البحيرات التي خلفتها أمطار الخير، بعد أن فقد المأوى الذي دمره العدوان الإسرائيلي الغاشم خلال جولاته العدوانية المتعاقبة; لقد هب الجميع لنصرة غزة وأهلها إبان العدوان الأخير وتوقف العدوان ولكن اثاره لا تزال قائمة يعاني منها المواطن الذي فقد مأواه او باب رزقه او عمله; فهل نفعل شيئا” ومتى؟.
– منظمة هيومان رايتس ووتش تعتبر هدم منازل مشتبهين فلسطينيين بتنفيذ عمليات عقابا” جماعيا” لأبرياء، وتؤكد أن هذا الإجراء من وجهة نظر القانون الدولي يعتبر جريمة حرب، فهل قمنا بتوثيق كل جرائم الحرب التي إقترفها الإحتلال الإسرائيلي بحقنا كشعب فلسطيني يرزح تحت الاحتلال، وهل ملفاتنا جاهزة بأشكالها القانونية للتقديم امام المحاكم ألدولية، مجرد سؤال نأمل أن يخرج علينا مسؤول يحمل رسميا” هذا الملف ومؤهل للكلام عنه ويعطينا الجواب، فقد سئمنا من الشعارات الجوفاء التي تخرج من هنا وهناك تندد بجرائم الاحتلال دون أن يكون لديها أي معطيات موثقة وفق الإجراء القانوني السليم.
– مديونية وزارة الصحة فاقت المليار شيكل، فكلفة شراء الخدمة( التحويلات) السنوية فاقت نصف ميزانية وزارة الصحة، المرضى يشكون من عدم توفر الادوية في مراكز ومستشفيات وزارة الصحة وعطاءات وزارة الصحة لشراء الادوية تتأخر عشرة اشهر بسبب عدم توفر المال اللازم، فما هو السبيل للخروج من عنق الزجاجة وحتى يتمكن النظام الصحي الفلسطيني من إعمال الحق في الصحة للجميع ضمن الإمكانات المتاحة؟ كلمة السر هي: التأمين الصحي الالزامي الشامل، قلناها سابقا” ونكررها كل يوم ولا حل سواها وإلا فالمديونية ستتضاعف ونقص الأدوية سيتفاقم والتحويلات ستبقى جرحا” نازفا” مهما قيل ومهما ﹸفعل.
– بعد كل ما قيل ويقال، وبعد كل ما حدث ويحدث، وحتى ننقظ ما يمكن إنقاظه من حياة وكرامة وصحة وحقوق أهلنا في قطاع غزة، المطلوب هو تحديد موعد الإنتخابات التشريعية والتوجه للعالم لتوفير المراقبين الدوليين لضمان حسن سير الإنتخابات، وبعد ذلك لن تبقى هناك أي مبررات للمناكفات وتبادل الاتهامات بين من يحكم ومن لا يحكم هناك، فالشعب هو من سيقول كلمته ويفرز ممثليه وسيحاسب حتما” وباسلوب ديمقراطي كل من تسبب في معاناته وآلامه على مدى ثمانٍ عجاف من السنين.
– كأﹸم وكإمرأة وكمواطنة تعلن تمردها ورفضها للنصوص الرجعية المختلفة في المنهاج الفلسطيني وتحرض ابنها على عدم دراستها، إنطلاقا من مسؤوليتها تجاه إبنها وسلامة عقله ومفاهيمه كما تقول، هذا ما عبرت عنه نور عودة على صفحتها على احدى وسائل التواصل الاجتماعي محتجة على ما جاء في الكتاب المدرسي من أن إحدى المشاكل التي تواجه الأﹸسرة هو عمل المرأة خارج المنزل. نص متخلف يتعارض مع ابسط ما جاء في وثيقة اعلان الاستقلال التي احتفلنا بها وعطلنا المدارس والمؤسسات لنحيي ذكراها، ويا ليتنا بدل تعطيل المدارس جعلنا ذلك اليوم مناسبة لقراءة وثيقة إعلان الإستقلال للتلاميذ وشرحنا لهم معانيها العظيمة.
– يقول ليو تولستوي الروائي والمفكر وصاحب رواية الحرب والسلام: الكل يحلم بتغيير العالم، لكن لا احد يفكر بتغيير نفسه.
الدكتور فتحي ابوﹸمغلي