د. سامي إدريس : "صفاء تضيءُ قناديلها من جديد"

تاريخ النشر: 13/07/12 | 11:23

قصيدة الشاعرة صفاء ابو فنة: “أنت الذي أطفأتَ قناديلي”

***

أنت الّذي ..

أطْفَأتَ نَار قَنَادِيلي

أخْرَستَ نُورَ أقْمَارِي

بِتُ أنا ..

شَهِيدةَ الشوقِ والأشواك

شَهِيدةَ هَواك !

تَنْمو أزهاري بين السِياجِ

والسِياج !

وقلبي جَلِيسهُ الحُزن ..

يَبْكي في صَوْمَعةِ عِشْقِك

والجِرَاح

***

تعليق الدكتور سامي إدريس على القصيدة: “صفاء أبو فنة تضيءُ قناديلها من جديد”

تبدأ الشاعرة قصيدتها بصرخة تأكيدية : أنتَ .. نعم أنتَ ولا أحدَ غيرك هو الذي أطفأ قناديلي .أطفأتَ قناديلي وكانت مشعلةً تضيء للسارين وبنورها تهتدي قلوب الحيارى الساهمين.والقناديل بالنسبة للشاعرة هي كل ما تملك تحملها وتسير بها : قنديل حبها ، و…قنديل حلمها الأسير ، وقنديل آمالها بالمستقبل الزاهي، وقناديل أخرى تقف كئيبة مطفأةً . تخيلوا معي قنديلاً مطفاْ ماذا يكون سوى هذا الحديد وهذا الزجاج المكون له .أما روحه الشعلة التي تضيء فقد غابت عن ناظرنا وخفتت وأصبحت رماداً لا ينفخ فيه، فكأني بالشاعرة تقول له : أنت الذي أطفأتَ روحي. بل إن شاعرتنا تعمّق لوعتها بكلمة متطرفة حامية جداً هي : ” أخرستَ نور أقماري ” معبرةً عن غضبتها فالإخراس ليس كالإطفاء.. والإخراس هو للصوت واستخدامه هنا للنور فيه من البلاغة ما يستحق أن يقف عندها رجال البيان والتبيين والقول المبين. أصبح قلب الشاعرة جليسه ونديمه الحزن يبكي في صومعة العشق. إنها قصيدة تكاد تقول: أنتَ الذي بدأ الملالةَ والصدودَ وخانَ حبي.. ** فإذا دعوتَ الآنَ ، قلبي للتصافي .. لا لا لن يُلبّي!!

‫3 تعليقات

  1. اولا حضره الدكتور سامي احييك على هذا التحليل الراقي والرائع واسمح لي ان اشاركك برائي المتواضع فالشاعره صفاء جعلت على القمر حياه رغم انه لا حياه عليه بل ويشع نورا ,نظره تفاؤل من نوع مختلف, ثم اعتبرت الاقمار ملكها فكم جميلا لو شعر كل فرد منا ان كل شيء بالوجود ملكه لاختلفت الاحوال .
    ثم عادت الشاعره بعد تحليقها بالفضاء الى الارض الى الاشواك…… والازهار
    فنمت ازهارها بين السياج والسياج , والسياج حاجز وكم هي كثيره الحواجز في مجتمعنا العربي بشكل خاص امام الانثى , رغم ذلك رات الازهار تنمو ,تفاؤل وامل واماني تعبق بالشفافيه ,……….. تحياتي……..

  2. تحيّاتي لك د. سامي
    طابتْ أوقاتكَ سيّدي الفاضل..
    د. سامي إنّ كلماتكَ مَغْمورة بِماءِ الذَهب ولا غُبار عليها .. كلماتكَ تَصفُ بِدقةٍ مُتَناهيةٍ عُمقَ مشاعري .. هذه خَاطِرة وجدَانِية البوحِ, فيها رَفْض, حُزن ومعاناة ..
    دُمت لنا فَخرًا وذِخرًا أستاذنا .. أشكركَ لتفاعُلِكَ مع كَلماتِي بكلّ صدقٍ وعَفويةٍ

  3. الرقيقة رانية..
    دُمتِ ودَامتْ أقْمَار محياكِ يا غالية
    أشكركِ من كلّ قلبي, تقبلي مودّتي واحترامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة