قوانين المال لا تتغير
تاريخ النشر: 17/11/14 | 23:09هنالك قوانين تحكم حركة الحياة برمتها، وهي قوانين لا تتبدل ولا تتغير. وقد تأخذك الدهشة إذا علمت أن قوانين المال لا تتغير، على الرغم من التطور الحاصل في كل مجالات الحياة، لا سيما في المجال الاقتصادي، إلا أن طرق تحقيق الثراء والغنى لا تتغير ولا تتبدل.
منذ فترة قرأت عن كتاب أؤلف قبل حوالي قرن من الزمن ويتحدث عن شخص عاش في حضارة بابل قبل آلاف السنين، نصح به الكثير من المؤلفين وهو كتاب “أغنى رجل في بابل”.
فقلت في نفسي هل كتاب أؤلف قبل قرابة قرن من الزمان، يتحدث عن حضارة قبل آلاف السنين، هل من الممكن أن نستفيد منه في عصرنا هذا، بالذات في مجال تطور وتغير نهائيا عن ما كان عليه في السابق، ويوميا يتغير، وهو مجال إدارة الأموال وطريق تحصيل الثراء والغنى.
الإجابة على ذلك بسيطة، وهي أن “قوانين المال والثراء لا تتغير”
الكتاب باختصار يتحدث عن أغنى رجل في بابل، ويدعى “أركاد” وكان يملك ثروة عظيمة، مما جعل أصدقاء صباه الذين لم يحققوا الثراء الذي حققه يتساءلون عما جعله يتمتع بثروة وجاه عظيم رغم عدم تفوقه عليهم وخاطبوه قائلين: “لقد كنت لا تختلف عن أي منا في شيء، ومع ذلك نلت هذا الثراء العظيم، فهلا أخبرتنا كيف حققت هذا القدر من الثروة من بيننا؟”.
لقد أركاد قائلا: “إن السبب في عدم كسبكم المال الوفير يرجع إلى كونكم لم تتعلموا القوانين التي تحكم بناء الثروة، أو أنكم تعلمتم ولم تلتزموا بها”.
وهكذا استرسل في الكتاب ليتحدث عن هذه القوانين التي جعلته أغنى رجل في بابل. ومن أهم هذه القوانين، هي الحصول امتلاك المعرفة العميقة ببعض قوانين المال، المعرفة المنتهية بالفعل والتي هي أساس كل نجاح في الحياة.
وكذلك من القوانين الهامة جدا هي الاحتفاظ بجزء من الدخل، واستثماره ليحقق دخلا إضافيا. وإعادة استثمار كل المدخولات التي تنجم عن هذه الاستثمارات.
ومما جاء في الكتاب أيضا من قوانين هامة للتعامل مع المال ما يلي:
– المرء الذي يتلقى نصيحة بشأن مدخراته من شخص ليس لديه أي خبرة في هذا المجال سيخسر كل هذا المدخرات ليثبت عدم صحة آرائهم.
– الفرص الجيدة لا تأتي لأشخاص غير مستعدين لاستغلالها.
– تحكم في نفقاتك: لا تخلطوا بين النفقات الضرورية والرغبات الشخصية، فكل واحد منكم هو وعائلته لديه من الرغبات أكثر مما تستطيع إيراداته أن تلبيها.
– اعمل على إنماء ثروتك :إن المال الذي ادخرناه من إيراداتنا هو مجرد بداية، ولكن الأرباح الناتجة عنه هي التي ستنشئ ثروتنا .
– يعمل المال بكد ورضا من أجل صاحبه الحكيم الذي يجد وسيلة جيدة لإنمائه مما يجعله يتضاعف.
– إن ديونك هي إعداؤك.
– الحذر القليل خير من الندم الكثير
الحل للمشاكل المالية عند كثير من الأفراد والعائلات هو بامتلاك المعرفة العميقة لهذه القوانين السهلة التي تحكم المال، المعرفة التي تقترن بالعمل والتطبيق، ولسنا بحاجة إلى معارف معقدة لتحسين أوضاعنا الاقتصادية.
لا أحب كثيرا من الحذلقات التي قد توهم أن كاتبا أو مدربا أو قد امتلك قواعد جديدة وأساليب لتحصيل الثروة والمال.
الأمور ببساطة متناهية تحكمها ثلاث قواعد:
أولاها: اكسب، واسعَ دائما لامتلاك المهارات والخبرات التي تعينك على أن تكسب أكثر وتحصل على مال أكثر مقابل عملك.
القاعدة الثانية: هو أن تعيش بأقل من هذا الكسب، وتدخر ما تبقى، وهذا أمر ممكن، لا تجدي أية تبريرات لأناس يعيشون بأكثر من إمكانياتهم، في حين أن هناك يعيشون حياة أبسط وعندهم الامكانيات للعيش حياة أرغد ويتمتعوا أكثر.
القاعدة الثالثة: استثمر ما تبقى: فإنك لو استثمرته بطريقة من طرق الاستثمار التي لا يمكن حصر صوره ومجالاته، ولا أظن أحدا يعجز عن أن يجد طريقة يستثمر بها أمواله ليحقق عائدا من هذا الاستثمار، واستثمار هذا العائد.
بذلك يتضح لنا أنه من الأهمية بمكان أن نمتلك الثقافة المالية التي تعيننا على تحقيق أهدافنا الاقتصادية وأن تسهم في تحسين أوضاعنا المعيشية بإذن الله تعالى.
والأمل معقود فيكم معاشر القراء أن تسهموا معنا في نشر هذه الثقافة من أجل إنشاء جيل يمتلك الوعي الاقتصادي لنحقق بذلك النهضة الاقتصادية المرجوة.
قيصر إغبارية, ماجستير اقتصاد ومصارف إسلامية, محرر مجلة إعمار