انهم يطخون الاطفال

تاريخ النشر: 06/11/14 | 17:03

1— اخاف من براءة عيني هذه الطفلة..!!
طخوا علينا يا ستاد ..طخوا علينا..!!
متى ..!!؟
في الليل يا ستاد.. والدنيا ظلام.. ونحن نائمون…!!
طفلة في الثامنة من عمرها.. لم تبلغ من الطول الا اصبعا, كانت تتكلم من عينين واسعتين تسبح فيها امواج الخوف. الخوف الطفولي الذي يسحرك ويجعلك تتوه في سرابه البريء.
جلست امامها كالمشدوه .. ولاول مرة شعرت اني عاجز عن قول اي شيء.وكأن جميع اعضاء جسمي المسؤولة عن تكون الكلام شلت.. فهربت من امامها. طلبت المساعدة من المستشارة. ان تحميني من عيني هذه الطفلة, وتخفي اثار هربي من امامها..!!
وفي اليوم التالي, سألتها عن فحوى حديثها مع المستشارة فقالت : “لقد قالت لي: انهم جبناء ,لانهم هاجمونا في الليل ,احتموا باستار الظلام واطلقوا النار..!!”
وعندما سألتها: “هل انت خائفة..!!؟” اجابت: “نعم يا ستاد.. اني احلم بهم اثناء نومي في الليل..!!” اجابت وغيمات سوداء تسبح في فضاء عينيها.
لقد اغتالوا احلام الاطفال..!! قتلوا طفولتهم..!! لست ساذجا الى درجة انني اشك ولو للحظة ,انهم سيقرأون هذه الكلمات.. واذا قرأوها.. فليس لدي ادنى اعتقاد انها ستؤثرفيهم..!! فالكلمات نور مضيء ,وهم خفافيش لا يقرأون الا لغة الظلام.. والكلمات تكتب كي تقرأها القلوب, وهل لديهم قلوب كي تقرأ..!!؟ ولكنها مجرد “فشة غل”..!!

2— نحن “والطخ” جيران..!!
حارتنا تحدها حرش, هذا الحرش تحول الى ميدان للتدريبات على السلاح..!! كان سلاحا اصواته خفيفة فكبرت حتى اصبحت صواعق تهز الجبال..!! وتصدعت بيوت حارتنا من قوة الطخ.. لقد اصبح الخوف جزء من حياة اطفالنا يشربونه مع حليب امهاتهم..!! يا ترى.. ايتدربون على السلاح من اجل تحرير الاقصى..!!؟
ايتدربون على السلاح من اجل حماية ارضهم وعرضهم, الذي انتهك الاف المرات..!!؟ اليس لديهم نساء, اطفال, قلوب, مروءه..!!؟ شهامة, شفقة, رحمة..!!؟
انهم يتدربون على السلاح كي يقتلونا , نحن ابناء جلدتهم..!! ابناء شعبهم ..!! ابناء دينهم..!! جيرانهم..!! ابناء عمومتهم..!!
انهم يتدربون على السلاح, من اجل ان يقتلوا الحياة..!! انهم يرقصون على دماء ودموع واهات الثكالا والارامل..!! انهم يتدربون على احلام الاطفال النائمة في الليل.
يا وطني اصبحت ميدانا للقتله والمجرمين.. يا وطني لقد اتخنت ارضك الجراح وجراح الجراح..!! ولكن جراح ابنائك اشدها ايلاما.. الى متى ستبقى تنزف..!!؟
هؤلاء القتلة لن يقرأوا هذه الكلمات لأنها كتبت بالحبر.. انهم لا يقراون الا الحروف التي تكتب بالدم..!! ولكنها مجرد “فشة غل”..!!

3 — افلام .. يا حبيبي.. يا رسول الله..!!
كان يصيح باعلى مما تستطيع حنجرته ان تصرخ:الموت لهم.. الموت لهم..!! وبصعوبة شديدة استطعت ان اهدأ من روعه ليجيبني على سؤالي:
– من هم الذين تهددهم بالموت..!!
– امريكا.. اعداء الاسلام.. هؤلاء الذين صنعوا فلما يسيء لنبينا سيد المرسلين..!! تابع صياحه.
ولكنه كان يتكلم مجنبا عينيه من ان تصطدم بعيني.. لأني اعرفه.. وهو يعرف اني اعرفه.. انه جاري الذي يحمل سلاحه “ويطخ” على البيوت المستوره بغطاءات الليل.
وكأن الرسول الذي ينعم بالجنات النعيم كان قد طلب منه ان يحميه. او انه بحاجة الى ان يحميه ويقاتل اعدائه..!! وكأن رسول الله العظيم ضعيف وبحاجة الى امثاله كي يبعدوا هؤلاء الاقزام الذين يتطاولون على اسمه الطاهر..!! لقد هاجموا الرسول باغتيال الاطفال في المخيمات.. وسكت..!! وهاجموا الرسول بذبح ما تحمله الحوامل من حياة.. على المحسوم, في الشوارع, في البيوت, في المساجد.. وسكت..!! وهاجموا الرسول بقلع زيتونات ابي علي العلاري وامتصت ارض كرمه دم حبات الزيتون ..وسكت..!! وسكت..!!
لقد هاجموا حلم اطفالنا وعرض بنات بلده وقلعوا شعر لحى شيوخنا وسكت..!! لقد حولوا المساجد الى خمارات والمقابر الى بيوت دعاره وسكت..!!
والان جاء ليرقص على حبال مشانق اهله.. جاء ليخلط الاوراق ويسرق ورقه شايب “القبة”, اتدرون لماذا..!!؟ لان رمزه على شكل قلب احمر..!!
اني اعرفه انه لن يقرأ هذه الكلمات وان قرأها فسيسرق “الفاشوش” ويلم كل الاوراق ما عدا هذه الورقه..!! ولكنها مجرد “فشة خلق”..!!

اغتيلت في عز الظهيرة..!!
1— رسالة الى طفله
كتبوا على جبينك الابيض المسفوح
باحرف من نار
كتبوا عليه بالرصاص قبل ان
تكتبي بقلم الرصاص على الورقه البيضاء
اسقوك النار مع الحليب
اسقوك النار مع ضحكتك البكر
اسقوك النار مع بكائك الاول
انهم لا يقرأون حروف لغة الطفولة
انهم لا يقرأون الشعر الذي تكتبه
طفله على خدود امها
نحن امه وادنا البنات
في رمال البادية.. وطفنا حول الكعبة
عراة
ونحن الامه الوحيدة التي تسب نبيها
لانه جاء لينقذها من الجاهلية

2 — يا نور انت حلم.. !!
عندما اتخيل البراءة اجدها في نور
عندما استحضر الطهر في خيالي ارسم نور
عندما ارسم لوحه بالوان قوس قزح
ارسم نور
نور طفله عينيها حلم البادية
نور قمر خرج باسما من بين الغيمات
نور طفلة رسمتها ريشة الحياة من نور
سألتها: لماذا لا تلعبين مع بنت جيرانك..!!؟
قالت: يا ستاد ان قريبها اطلق النار على بيت ابن عمي..!!
اننا امه نحرق النور وهو في طفولته
“نعلقم” العسل في اقراصه
نغتال الانغام في عز الظهيرة
نطلق النار على الاحلام في عز النوم
نرقص حول شيطان من نار
ونطوف ونبكي ونطوف ونبكي

بقلم:يوسف جمال -عرعرة

jmal-yosf2013

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة