قرية المدية تطالب بمنح جائزة الشهيد ياسر عرفات للمحامية المناضلة نائلة عطية
تاريخ النشر: 14/10/14 | 21:21تقديرا لدورها البطولي في حماية القرية واراضيها وترسيخ وجودها:
قرية المدية تطالب بمنح جائزة الشهيد ياسر عرفات للمحامية المناضلة نائلة عطية
دعا رئيس المجلس المحلي في قرية المدية، غرب شمال رام الله، طالب محمد صدقة ، مؤسسة القائد الشهيد ياسر عرفات، الى منح المحامية المناضلة نائلة عطية، ابنة مدينة حيفا، جائزة المؤسسة للإنجاز والعمل الوطني، تقديرا لصراعها المرير والمثابر دفاعا عن القرية واهلها في مواجهة أعتى مخططات المصادرة وسلب الأرض واقتلاع الفلسطينيين من وطنهم، مؤكدا أنها وبطلب من القائد الشهيد الرمز أبا عمار، انتصبت كالمارد وعملت طوال ثماني سنوات، طوعا وبدون كلل أو ملل، للدفاع عن القرية وقضيتها العادلة، وصدّت المرة تلو الأخرى مؤامرات الاحتلال التي استهدفت تصفية القرية وسلب أراضيها بمختلف الحجج والذرائع القانونية، وفرضت على أعتى مؤسسة عسكرية التراجع عن مخططاتها، أمام صلابة موقفها وادعاءاتها القانونية حتى انتصرت لأهالي قرية المدية في حرب وجودية ومعركة صراع على بقاء كل القرية .
واكد صدقة في رسالته ان هناك “حقيقة لا يستطيع التاريخ تفنيدها، وهي أنه: لولا جهود المحامية نائلة عطية، لتشرّد ثلث سكان القرية، وهُدمت بيوتها وصودرت الأرض المتبقية لها منذ النكبة”.
واستعرض صدقة في رسالته تاريخ الصراع الذي خاضته القرية منذ بداية سبعينيات القرن الماضي ضد مصادرة غالبية أراضي القرية بزعم أنها “أراض للغائبين”، وقال ان معركة اهل القرية كانت على ثلاث جبهات، وفي وقت رفع فيه الكثيرون أيديهم، تبنى القائد الشهيد ياسر عرفات والمحافظ آنذاك عيسى اللفتاوي، أبو فراس، القضية وطلبا من المحامية عطية تسلم القضية، فوقفت وحدها كالمارد وخاضت ثلاث معارك متتالية ضد الاحتلال ومؤسساته، طوال سنوات، كان فيها الكثير من نكران الذات، وفي ظل ظروف عمل وحصار وتضييق شبه مستحيلة، وانتصرت فيها، معركة تلو أخرى- فبقيت الأرض لأصحابها الأصليين، أهل القرية، رغم قيام اسرائيل بتسجيل الأرض في دائرة “الطابو” على اسمها، ومنعت عطية الاستيلاء على الأرض فبقيت البيوت عامرة ولم تهدم ولم يرحل أهلها عنها، ثم وقفت أمام مسار الجدار الذي هدد القرية، حتى تقهقر إلى ما بعد حدود القرية في عام 1948.
وأضاف صدقة: “لقد عانينا منذ 1967 على مدى عشرات السنين من إرهاب الجيش وهمجية حرس الحدود التي كانت تستغل فترة غيابنا في العمل فتقوم بقلع اشجار الزيتون وحرق حقول القمح ورش السموم. وكانت قوات حرس الحدود الإسرائيلية تعتدي على الاهالي وخاصة النساء، اللاتي تصدين بصمت لهم، دون أن ندرك يومها، أو يساعدنا أحد ويدعمنا بالاستشارة، بأن هناك ملجأ قانونياً لصدهم وبقائنا…. لقد كانت حربهم ضدنا نتيجة اعتبار الأرض تابعة لهم، لدولة اسرائيل، وان الحدودً من الخط الاخضر الشرقي من “منطقة الحرام ” “NO Man’s Land” التي تشمل اراضي قريتنا… تشملنا حتى بان الحق وزهق الباطل. وعليه فإننا نعتبر أن نائلة عطية، هي حقاً وبجدارة، من حررنا بعد طول سنين من براثن الاحتلال”.
انتصرت في المعركة على الأرض
واورد صدقة باسهاب تفاصيل المعارك الثلاث التي خاضتها عطية دفاعا عن القرية وأهاليها وأراضيها، وهي: المعركة على الأرض ، وأوامر الاخلاء التي اصدرها الاحتلال بزعم ان سكان القرية اقتحموها وسلبوها دون إذن المالك المزعوم \دولة اسرائيل \ وانهم معتدون عليها وهي ليست لهم!! فقد قدمت ممثلة المدعية وثائق لا تقبل النقض/ شهادات طابو بالأرض على اسم الدائرة / وأرفقت ما يثبت أنها اقتنتها/ فتردد وخاف كل من توجهنا إليه من مؤسسات يومها وأدّعوا أن القضية أكبر من امكانياتهم وغيرهم..!إلا أن المحامية المناضلة نائلة عطية ومنذ أن تدخلت مع بداية عام 2002 استقبلت الدعاوى واحدة تلو الأخرى وقرارات المحكمة التي صدرت بإخلائنا من الارض في غياب الدفاع، وسارعت إلى رفض تبعية الأرض لإسرائيل وطعنت ضد الطابو وتمسكت بعدم غيابنا عن الأرض وحقنا بمقاومة الاستيلاء وشككت بقانونيته ودحضت خرائطهم، حتى تراجعت الإدارة المدنية \العسكرية في بيت ايل\ والغت كل اجراءاتها. وأكدت عطية في المحكمة طوالا وتكرارا وفي كل قضية تم تقديمها ضد كل مواطن ان الوثائق التي عرضتها إدارة أراضي إسرائيل كلها مزيفة وناقصة وغير موقعة وكانت شكلية من اجل تمرير مؤامرة الاستيلاء والضم في غياب المتابعة والصحوة.. وامام صمود عطية وثبات مواقفها انسحبت اسرائيل وتراجعت عن ادعاءاتها وتم سحب كل دعاوي اخلاء الارض.
وانتصرت في مواجهة اوامر هدم البيوت..
واما المعركة الثانية ، فكانت مواجهة لوائح الاتهام التي تم تقديمها ضد المواطنين بزعم البناء غير المرخص، والتي استمرت منذ نهاية عام 2003 وحتى 2009 وتم خلالها استغلال الحصار وعدم تمكن أصحاب البيوت من الوصول الى المحكمة في اسرائيل، لإصدار أوامر بقبول مطلب الادعاء وهدم البيوت وتغريم اصحابها بدفع مبلغ 30 ألف شيكل وسجن لفترات مختلفة حتى مدة عام.. وما أن صدرت القرارات حتى هبت الاستاذة عطية لإبطالها وتوجهت إلى محكمة الاستئناف في تل أبيب خوفا من أن يتم الهدم. ولمحاصرة القرارات بالوسائل المتاحة قدمت أيضا طلبا إلى محكمة الرملة أمام من أعطى القرار لإعادة النظر وخوفا من أن تتحرك الآليات باتجاه البيوت لهدمها. وعاش السكان حالة خوف رهيب، لكن عطية ألحت على المحكمة المركزية في تل ابيب، حتى حددت تواريخ لسماع القضية وهناك طرحت ادعاءاتها التي قبلها القاضي، ومن ثم أمر بإعادة الملف الى محكمة الرملة وأمرها بسماع الطعن وعدم اصدار قرارات غيابية. وانتصرت عطية في هذه المعركة، ايضا، والتي انتهت بإلغاء لوائح الاتهام جميعها والعودة عن المطالبة بالهدم في نهاية عام 2009.
الجدار تقهقر أمام صمودها
وكانت المعركة الثالثة:، هي معركة الجدار العنصري، وكانت على مرحلتين، معركة ضد الجدار الغربي وأخرى ضد الجدار الجنوبي. وقد بدأت المعركة في الحرب على مسار الجدار عام 2004، وتصدت عطية لمسار الجدار الذي سعى الى تحويل القرية إلى جيتو محاصر من جميع الاتجاهات ما عدا مدخل ضيق بعرض يزيد قليلا عن مترين من جهة قرية نعلين. وقد بدأت القوات الإسرائيلي اعمال الحفر والعمل بدون سابق إنذار وبدون موافقتنا أو إعلامنا بادعاء أن الأرض تابعة لدولة إسرائيل. لكن المحامية عطية تصدت بكل ما اوتيت من قوة وإمكانيات لهذه الادعاءات وسارعت الى الاعتراض مباشرة أمام المحكمة العليا، وطالبت بحق الأهالي برفض مسار الجدار وقيامه على أرضهم، كما طالبت بوقف قلع اشجار الزيتون في المسار الجنوبي ودحرته حتى حدود المستوطنة، وحاربت عطية للإبقاء على كل حبة تراب بأسنانها، وتابعت القضية حتى اعترفت سلطات الاحتلال بوجود الأهالي وتراجعت عن تخطيط المسار في كلا الاتجاهين الغربي والجنوبي وعادت الجرافات أدراجها.
كتاب يوثق للمعارك الثلاث
وأشار صدقة الى ان المجلس المحلي يعمل على اصدار كتاب يوثق للمعارك الثلاث، مدعما بكل الوثائق والخرائط والبرتوكولات، ولكنه ارتأى تأجيل اصدار الكتاب قليلاً على أمل ان يتم تزيينه بقرار منح المحامية عطية جائزة مؤسسة الشهيد ياسر عرفات “لنبعث الأمل في صدور أبناء شعبنا بأن المقاومة الشعبية والقانونية والمثابرة في المطالبة والإصرار على حقنا في البقاء والعيش بكرامة على أرضنا يمكن أن تنجح دون أي طلقة…وقطرة دم “!!
وأضاف: “إننا وبكل فخر واحترام نناشدكم أن تمنحوها التقدير لها وللقائد الشهيد الذي انتدبها وكان يفرح حين نذهب معها إليه مع الخرائط لتشرح له كل انجاز حتى استشهاده، وقد أحب التعامل بهذا الموضوع واحتفظ بنسخ من الخرائط، وكان يؤكد دائما على قوله :”عظيمة هذه الثورة، إنها ليست بندقية فقط، فلو كانت بندقية لكانت قاطعة طريق، ولكنها نبض شاعر وريشة فنان وقلم كاتب ومبضعة جراح وإبرة فتاة تخيط قميص الفدائي وزوجها …ومحامية مخلصة لقضية شعبها.”.
واختتم صدقة رسالته قائلا: “نتحدى بكل تواضع أن تكون في تاريخ مقارعة الاحتلال حالة مشابهة نجحت بهذا الشكل مع مقاومة جماهيرية شعبية مثابرة رغم تهميشها، مع محامية وطنية مناضلة متحدية اعتبرت كما قالت يومها بان المعركة معركة بقاء ووجود لقرية منسية على الحدود…!
واكد صدقة ان “عطية خاطرت حتى بحياتها وكانت وحدها في مواجهة ومقارعة هجوم وعدوان علينا باسم القانون ووثائق “الطابو” على الأرض والحدود ومسار الخط الأخضر الذي فندته وكشفت عن اكثر من مسار له قد ادعوه لتمرير المخطط ونسفته!: إدعوه هم بأنفسهم، لتمرير مخطط ترانسفيرهم علينا وسلب ارضنا .
“لقد تصدت المحامية المناضلة العنيدة ابنة حيفا لأقوى ثلاث مؤسسات تابعة لدولة إسرائيل بطواقم محاميها الممولة والمدعومة جيدا، وواجهتها عطية لوحدها! نعم لم ترفع يدها واعتبرت المعركة بمثابة دفاع عن وجودها وبقائها بيننا ..حاربت وانتصرت.. ودحرتهم دون مقابل يزيد عن المصاريف!”.