ما أروعنا “أنفقوا في الرعب وأنفقوا للضرب”

تاريخ النشر: 01/10/14 | 18:03

تتعلق كثير من المفاهيم الحيوية في أي مجتمع بطبيعة النخب الحاكمة فيه ، فهذه النخب الثقافية والإعلامية والمجتمعية استطاعت من خلال التكرار والإعادة أن تبرمج العقل الفردي في المجتمع على الاستماع لها ، ومجرد الاستماع لها يعني قولبة العقل بقالب التأثر بما تقول .

الصراحة هنا واجبة في خطاب أنفسنا ، فأنا شخصياً كنت أحد المأخوذين ببعض الخطباء والمتحدثين والساسة والشعراء ، ولكن ومع مرور الوقت ، باتت كثير من المفاهيم تتغير ، وها نحن نشهد على الرابط بين ما قلته أولا وما أقوله الآن .

النخب وتأثيرها بنا ، ونحن وقبولنا للفكرة مهما كانت ، معادلة لا بد لها من ميزان ضابط .

بدعم رسمي وغير رسمي تنشأ داعش ، ويصمت العالم ، فتكبر داعش ، فتستنفر الدول لمؤتمرات جمع الأموال لحرب داعش ، وتستنزف المليارات بضربها ، ويطلب الغرب المزيد ويخوفنا بامتداد أثرها في حال لم ندفع له جزيته ، وتُضرب داعش.

غداً ، يتم بث الروح في تنظيم باحش ، وهو تنظيم راديكالي متطرف ، حصيلة إرهابه عشرات المليارات في جيب الغرب وتخويف العرب والشعوب وحكام العالم العربي من الإرهاب والإرهابيين ولحاهم المرعبة .. وادفع بالتي هي أحسن …

وبعد باحش يأتي دور ماحش ، وهو التنظيم المرعب الذي سيقضي على العالم، وعلى العالم أن يتحد ضده وإلا .. وتتكرر المأساة والمعركة على أرضنا وتستنزف مقدراتنا وتهدم بيوتنا ، ونحن ندفع ، ما أجمل أن ندفع !!

ألا ترون معي أن أزمتنا ليست في الغرب ، وليست بكل تأكيد في داعش وأخواتها ، ولكن أزمتنا الحقيقية تكمن فينا نحن ، نحن الشعوب التي لا تعد قادرة على التفريق بين خياراتها ، ولم تعد مستعدة لدفع ثمن الخيارات ، نحن الشعوب القابلة للترهيب والقابلة للدفع في الآن ذاته.

نحن بكل تأكيد أصبحنا كما ذكر القران القوم الذين تؤذيهم سطوة يأجوج ومأجوج ..

نعم ، قصتهم رائعة تشبهنا كثيرا، فقد دفعوا ليأجوج ومأجوج على مدار سنوات ضريبة الذل والهوان ، ولما جاء ذو القرنين قالوا له : ((فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم ردماً)) فهذا ما ألفوه واعتادوه ، إذا جاء العدو ندفع ونخاف، وإذا جاء من يحررنا نخاف ونعرض عليه الدفع ليقاتل عنا ونَسلَم نحن ..

أوبعد ما استبان الحال في أراكان وفلسطين ومصر وبغداد وسوريا واليمن وتونس والبلقان، هل يبقى لعقل عاقل مجال للشك في مدى عظمتنا ، وقدراتنا الرائعة والاستراتيجية في النصر على الأحلام والخيال ..

فعلاً : ما أروعنا !!!

وفعلاً صدق فينا الشاعر عندما قال واصفاً حالنا : يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!!

بقلم المستشار د نزار نبيل أبو منشار الحرباوي

nezar7rbawe1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة