المرأة المتميزة بين القيادية والشاعرية

تاريخ النشر: 26/08/14 | 14:16

المرأة ذاك الكيان القائم من المشاعر المتدفقة والاحاسيس المرهفة الجياشة .. انها الحبيبة والسكن والأم والأخت والابنة والحضن الدافئ والحنان المتدفق.. هي كل المعاني التي استحقتها الوصية النبوية المباركة في الاجابة الخالدة عن حق الناس بحسن الصحبة: امك ثم امك ثم امك.

المرأة شاعرية ومتميزة ، ففطرة الانثى لا تخلو من لمحة قيادية تعقليه وان لم تصل الى مستوى الرجل الذي فضله الله بدرجة القوامة، فالدراسات ترصد تميز المرأة برعايتها في القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد ودقة ملاحظتها الكثير من الامور، الامر الذي يجعلها متميزة وصاحبة مسؤولية تحسن ادارة وتدبير حياتها الاسرية والعملية.

كما انه اثبتت الدراسات ان شبكات الاتصال في عقل المرأة اكثر من الرجل ، وهذا يعني عمليا ان النساء اكثر تأثرا بالتجارب من الرجال. وشخصية المرأة شغوفة بالنجاح على كافة صوره ومظاهره.. النجاح في حياتها الشخصية وحياتها الاسرية عامة ومجال عملها الخارجي وهذا ما يفسر نجاحها في القيام بادوار مختلفة في الحياة وتحمل مشاغبات ومشاكسات الصغار ومشاكلهم في المراهقة وعنفوان الشباب.
كل هذه المميزات المستورة بغرفة المشاعر الانثوية تجعل المراة خير مدرسة تعد الرجال.

يقول المفكر الغربي جان جاك روسو” ان الرجل من صنع المرأة، فاذا اردتم رجالا عظماء أفاضل فعلموا المرأة معنى عظمة النفس ومعنى الفضيلة”. ولا تفوتنا الاشارة الى ان المرأة المثقفة هي خصبة في افكارها واحاديثها وسلوكها وهذا كفيل في التألق في الحياة الاسرية والعملية.

كل رجل عظيم تدعمه امرأة عظيمة
يقول الامام عبد الحميد بن ادريس رحمه الله: ” اذا علمت ولدا فقد علمت فردا ، واذا علمت بنتا فقد علمت أمة” وتعليم البنت ليس محصورا على تعلم المواد الدراسية ، بل هو مفهوم أرفع واشمل من هذا بكثير…. انه تعليم يكون على تنشئة أنثى سوية في نفسيتها وسلوكيتها، انثى تعرف ابجديات العفة ورجاحة العقل والامومة وفنون الحياة الاسرية والزوجية، وهذا يتطلب اولا من الاباء تعديل نظرتهم للبنت الرقيقة ، القيادية ، المعطاءة للمجتمع وام المستقبل ، واعطائها قدرها وحقها من الرعاية كما يرتضيه ديننا وقيمنا… والمرأة المرهفة بالمشاعر والاحاسيس تجعل منها شخصية قوية تندمج مع شخصيتها الانوثة مما يجعلها في المرتبات الثلاثة في شخصية قيادية كان تكون شخصية حنونه تبرز مشاعرها بالتعاطف والحنان وتعزز ذلك بالحزم والثقة بالنفس مما يجعلها شخصية قيادية من الدرجة الاولى.

واستوقفتني هذه القصة
(خطب صعصعة بن معاوية الى عامر بن الظرب ــ حكيم العرب ـ ابنته ” عمرة ” وهي أم عامر بن صعصعة فقال : يا صعصعة ، انك اتيتني تشتري مني كبدي ، وارحم ولدي عندي، والحسيب كفء الحسيب، والزوج الصالح أب بعد الاب ، وقد انكحتك خشية أن لا اجد مثلك).

رسالة الى كل اب
ايها الاب الحنون، ان البنات قد اوصى بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اوصى بها أما ، اوصى بها امرأة حيث قال ” استوصوا بالنساء خيرا” … فيا معشر الرجال احتضنوا بناتكم منذ الصغر والبنت المراهقة خاصة ، ترى في ابيها الباب الذي تدخل منه الى عالم الرجال، والهادي الامين الذي يبصرها بضروب الرجولة وسماتها، ومن هذا المنطلق ينبثق دور الاب التربوي في حياة ابنته الشابة، فهو محور حياتها الذي باستطاعته ان ينبت لنا امرأة قيادية وزوجة واما مثالية او على النقيض ، امرأة معقدة لا تصلح لشيء.

دانية خالد حجازي-مديرة جمعية سند

danih

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة