"أبوعلي" بقلم يوسف جمل

تاريخ النشر: 15/04/12 | 1:56

كثيرون منا يحملون هذا اللقب ويكنون بأبي علي إما تيمناً وتخليداً لذكرى جدٍ أو والد أو خال أو عم أو إعجابا وتقديراً وتبركاً بعلي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه ورضي عنه وأرضاه .

لكن بيننا العديد ممن لا يكنون به لكنهم يسلكون ويتعاملون مع الناس

انطلاقاً من المصطلح الشعبي ” أبوعلي ” أو على الأقل يشعرون بذلك ويحلمون بذلك .

فنحن نقول (عامل علينا أبو علي) أو(شو شايف حالك أبو علي ) أو نصرح ( أنا أبو علي )

رمزاً للقوة والشجاعة الممزوجة بالتحدي والعربدة وعدم عمل أي حساب للغير !

في قصصنا التراثية والشعبية تجسدت شخصية أبوعلي كالشاطر حسن وأبو زيد وعنترة وخالد وصلاح الدين وغيرهم من الأبطال الذين أحببناهم وصفقنا وهتفنا لهم وقلدناهم لأنهم قاموا بأدوار البطولة في نصرة الحق ومساعدة المحتاج والمظلوم ومحاربة الشر والظلم والسلب والنهب .

وعندما نبحث عن مصدر التسمية فإنه حتماً سنجد في تاريخنا أو تراثنا شخصية بطل حقيقي أو خيالي قام بأعمال بطولية استحق بها أن يُذكر ويحفظ في الموروث ويتناقل من جيل إلى جيل !

لكن مع الزمن وعوامل التعرية فيه أصبحنا نرى أبوعلي بنسخ كثيرة وأشكال وفيرة وأنماط متعددة حتى صار أبوعلي فتوة كل بيت وحارة وشارع وبلدة.

صرنا كلنا أبوعلي على صغارنا وكبارنا وضعافنا وبناتنا وأولادنا وجيراننا.

صار اللقب سلوكاً سلبياً لا تكسر فيه شوكة أبوعلي إلا إذا قام أبو علي آخر أكثر تطوراً وبرمجة وتقنية وعدة وعتاداً وسلاحاً ومالاً وملكاً وذكاءً .

ماتت القلوب والضمائر وعوضاً عن أبوعلي نصير الحق البطل الشجاع خرج من أصلابنا العديد ممن يؤدون أدوار البطولة في شخصية ” أبوعلي ” والذين يعربدون ويزمجرون ويهددون ويظلمون ويفرغون شحناتهم السلبية فينا وفي بيوتنا ومؤسساتنا وأملاكنا وأعراضنا وشوارعنا وأولادنا وأهلنا ويظلمون غيرهم ويظلمون أنفسهم لمجرد أنهم قرأوا السير والقصص والحكايات بالمقلوب ولأنهم تمارس عليهم كل يوم أساليب العربدة والظلم والإهانة والبطش والقتل من ” أبوعلي” أكبر لا يجدون سبيلاً إلى التصدي له فيلجأون إلى ممارسة الإحساس بالـ “أبوعلي” على الأبوعلي الأصغر وأبوعلي مراتب ودرجات !

تعليق واحد

  1. استاذي الفاضل يوسف جمل المحترم..احييك على عطائك المتواصل..اتمنى لك السعادة

    والصحة والعافية والحياة العريضة..

    جدير بنا ان نركز على الامور الايجابية الموجودة وبكثرة في مجتمعنا..الشر يزول

    مع صاحبه..اسلوب الخير والحب والاخوة والاخلاق الحميدة يبقى ويعمر الكون

    ويتغلب على الشر والبلطجية..

    قيل..اشعال شمعة واحدة خير من ان نلعن الظلام الف مرة..

    عطاءك المتواصل حزمة شموع ..لك مني جزيل الشكر والثناء..تقبل

    مودتي واحترامي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة