القناعة والطمع

تاريخ النشر: 20/03/12 | 3:12

 خُلقَ الإنسانُ ورزقُه معه فلا فضل لأحد على أحد فيما قسَمَهُ الله تعالى لكل مخلوق على  الأرض حيث قال الله تعالى (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقُها )

الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي لا يرضى بما أُوتي من رزق .

هذه الغريزة للأسف تنطبق على العديد من الناس حيث يرون أن الطمع والحسد عندهم عاملان أساسيان للرزق في حياتهم .

إن عدم الرضا عند بعض الناس يعني أنهم غير قنوعين ، لا يرضيهم شيء إن كان ذلك مشرب أو مأكل أو ملبس …………الخ

إن دل ذلك فإنما يدل على أن مثل هؤلاء يتطلعون إلى الكمال وأنّى لهم ذلك

لذا كان على الإنسان أن يصل إلى القناعة بما رزقه الله ، لأن في ذلك حكمةٌ ربانيةٌ يجب المثول لها والعمل على الطموح المقتدر دون التطلع للآخرين

هذه القناعة الكنز الذي لا يفنى

هي القناعة فاحفظها تكن ملكًا        لو لم يكن لك إلا راحة البدنِ

وانظر لمن ملك الدنيا بأكملها         هل راح منها بغير القطن والكفنِ

وفي حديث نبوي شريف يقول الرسول صلعم (إرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس  )

 فالإنسان إذا شعر بالقناعة والرضا يكون غني عن الناس عزيز بينهم لا يذل لأحد منهم .

وقال احد الحكماء (من أراد أن يعيش حرا فلا يُسكن قلبه الطمع )

فعدم القناعة يعني الطمع بحد ذاته الذي يعمي الإنسان عن طريق الصواب ويؤدي به في كثير من الحالات إلى طريق الهلاك ، فيما إذا لم يرسم خطةً إلى طموح يمكن أن يوصله إلى شاطئ الأمان ، فالطمع لا يعترف  بأي شيء جيد  بل يسرق كل شيء جيد وكل شعور حسن ، فظاهره المرءِ غني وداخله فقير فكثيرًا ما نرى ظاهرا ولا نرى باطنا .

فالقناعة أن تكون طموحات الإنسان في حدود قدرته ، عند ذلك تكون قد التقت والطموحات  التي يجب أن لا تتوقف ولا نعطي أنفسنا شعور أننا نعيش في حال أفضل من بعض الناس  حيث نُجبَرُ على تحطيم طموحاتنا

فالقناعة والطموح صِنوان لا ينفصل أحدهما عن الآخر .

إن اعتبار القناعة كعادة وترك الطموح يؤدي إلى التخلف في كافة مجالات الحياة والاكتفاء بالقول ” إني قانع ”  فهذا يعني الفشل بحد ذاته وذلك لعدم وضع خطه ليرتقي بها إلى طموحاته .

فالقناعة نقطة بداية لأي طموح والطموح يبدأ من الإيمان بالذات وهذا هو الأمل  للحياة .

فالقناعة والطموح يعني أن تنظر إلى الغد وتقوم على بنائه

وقال الله تعالى في كتابه العزيز (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )  وهذا في الحقيقة نعمة من الله عز وجل فهي راحة نفسيه للإنسان إذا ما عمل بها .

 بقلم بسام أبو ياسين- زيمر

‫2 تعليقات

  1. مقاله جميله وفيها الكثير من النصح والموعظه تحياتي لك ابا ايه وجزاك الله كل الخير ونحن في بقجه نحترم ونبارك وجودك ونحييك

  2. مقالة جوهرية المضامين..بها مواعظ وكلام من الذهب العتيق..

    جدير بنا التالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لنخلق حياة فاضلة..

    قال احد الحكماء..اشعال شمعة خير من ان نلعن الظلام الف مرة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة