غزة ساحة مواجهة بين إسرائيل وإيران

تاريخ النشر: 16/03/12 | 15:39

تشكل الجولة الأخيرة من المواجهات بين التنظيمات الفلسطينية في غزة والجيش الإسرائيلي والتي أوقعت أكثر من 25 قتيلاً من الفلسطينيين أبرز نموذج للسياسة الإسرائيلية العدوانية المتعددة الهدف. فقد أرادت إسرائيل من اختيارها هدف الاغتيال، الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، وتوقيت العملية بعيد عودة نتنياهو من زيارته للولايات المتحدة، توجيه أكثر من رسالة الى أكثر من طرف.

لقد كان الاغتيال رسالة موجهه الى إيران من خلال من تعتبرهم وكلاءها في قطاع غزة أي “الجهاد الإسلامي” ولجان المقاومة الشعبية، الذين يحظون بدعم إيران اللوجستي والمالي. من هنا ان توجيه ضربة إسرائيلية إلى حلفاء إيران في غزة هو بمثابة توجيه ضربة غير مباشرة اليها. لكن الحصيلة الفعلية للمواجهات التي دارت جاءت معاكسة لتقديرات الإسرائيليين. فبدل تلقين التنظيمات الموالية لإيران درساً، أظهرت المواجهات القدرة العسكرية لـ”الجهاد الإسلامي” ولجان المقاومة الشعبية على تحدي الجيش الإسرائيلي وزرع الاضطراب في حياة مئات الآلاف من الإسرائيليين، وذلك على رغم محدودية قدراتها العسكرية والعددية. لذا يمكن القول إن ما جرى هو انجاز لهذه المنظمات وليس انجازاً لإسرائيل.

من جهة أخرى، حملت المواجهات اكثر من رسالة الى حركة “حماس”، فقد سعت إسرائيل الى اختبار نيات الحركة ومدى التزامها اتفاق وقف النار وكيفية تعاملها مع الفصائل الأخرى. كما شكلت محاولة واضحة لاستدراج “حماس” الى المواجهة العسكرية الدائرة، واستخدام ذلك ذريعة لشن عملية عسكرية برية واسعة النطاق للقضاء على البنية التحتية العسكرية للحركة، واسترجاع ما يسميه الإسرائيليون القدرة الإسرائيلية على الردع التي في رأيهم شهدت تآكلاً كبيراً منذ انتهاء عملية “الرصاص المصبوب” في غزة عام 2009.

لكن ما جرى جاء معاكساً إذ لم تنجح إسرائيل في استدراج “حماس” ولا في توريطها في الصراع، نظراً الى عدم رغبة الحركة حالياً في دخول مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع إسرائيل. كما فشلت إسرائيل في حشر حماس عبر اختبار تموضعها الجديد بعد خروج قيادتها من دمشق، وابتعادها النسبي عن إيران. إذ تصرفت الحركة باعتبارها الجهة المسؤولة عن أمن القطاع، الأمر الذي من شأنه تعزيز شرعيتها السياسية، وابعاد وصمة الإرهاب عنها.

ثالثاً، كانت المواجهات اختباراً أيضاً لموقف النظام الجديد في مصر ولكيفية تصرفه في إدارة الأزمة. وقد أثبتت الوساطة المصرية عمق وقوة التحالف بين “حماس” والسلطة المصرية الجديدة التي يسيطر عليها “الإخوان المسلمون”.

لذا فإن ما جرى قد يكون مقدمة لعملية إسرائيلية أوسع وأخطر ضد غزة و”حماس”.

بقلم رندة حيدر

تعليق واحد

  1. بعد احداث سورياوالقتل الممنهج والمجازر المدروسه
    لم يعد يخفى على احد حقد الشيعه على اهل السنه وحقد ايران على كل من هو عربي وحقد حزب الله على الجميع ولكن الله ابى الا ان يفضحهم ويبين حقيقتهم التى حاولوا جاهدين ان لا تظهر لنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة