مستقبل الخيمة…خيبة..!

تاريخ النشر: 10/02/12 | 8:41

المرحلة القادمة وعلى ما يبدوا ستكون حاسمة جدا في تقرير مصير مدينة أم الفحم الشماء ورسم صورتها المستقبلية, السياسية منها والاجتماعية,وكذلك الاقتصادية. وعلينا نحن الفحماويين وخاصة في هذه المرحلة الحرجة بالذات أن نتصرف بعقلانية ونتحلى بكامل الجرأة والمسؤولية دون عواطف كعادتنا ! في كل خطوة أو عمل أو قرار نتخذه بحق تقرير مصير هذا البلد الذي تغيرت ملامحه وأطباعه في السنوات الأخيرة. صحيح أن الموضوع ليس بهذه السهولة, لكن لا طريق ولا سبيل للخروج من هذا النفق المظلم والوضع المتأزم إلا إذا فعلنا ذلك …

خيمة الاعتصام التي نصبت قبل ثلاثة اشهر بجانب مركز الشرطة اثر مقتل أب واثنين من أبنائه غدرا دون الكشف عن هوية المجرم حتى اللحظة والتظاهرات اليومية أمام مبنى شرطة أم الفحم لهو الدليل القاطع على وجود الأزمة واستمرارها وانعدام الأمن والأمان لدى المواطنين والأطفال الرضع والتخبط والحيرة لدى المسئولين…!

رئيس البلدية الشيخ خالد حمدان لا يكف عن دعوة المواطنين الفحماويين وحثهم من خلال مقالاته وخطبه للالتفاف حول الخيمة والمشاركة في برامجها كوسيلة ضغط وورقة رابحة من وجهة نظره..! ولرفع العتب وإقامة الحجة على الأقل ..لكشف الحقيقة وهوية المجرم…لكن المتتبع لما يدور في الخيمة والحضور والمشاركين في الإعتصامات أمام مبنى الشرطة يجد أن المشاركين هم قلة, نفس الوجوه, نفس الزوار والشخصيات تتكرر كل مساء .. بمعنى أن الالتفاف الجماهيري المنشود لم يتحقق ولم يتناغم مع قوة ووقع الحدث… ودعوات رئيس البلدية المتكررة لم يستجاب لها ..وهنا سؤال المليون ؟..وقبل أن أسأل لماذا لا يشارك جمهور المواطنين في برامج الخيمة, قلت أسأل نفسي أولا وبنفسك فابدأ .فسألت نفسي لماذا يجب أن أشارك أصلا ؟

في الحقيقة أنا لا أشارك لأنني وأعتقد أن الخيمة ليست الحل ..وأن الخيمة أصبحت حملة انتخابية مبكرة للكتلة ومبايعة للخليفة..!وأن الخيمة تعفي البلدية من دورها في اجتثاث ظاهرة العنف والجريمة باعتبار أن القائمين عليها هم بريئون كبراءة الذئب من دم يوسف وهذا غير صحيح !! … وأن الخيمة أصبحت مصدرا للفتنة وليس العكس ..ولأن الخيمة هي مصدر تشاؤم يذكرنا بتاريخ أسود لا زال يكوينا ..ولأن الخيمة يجب أن تقسم إلى قسمين أو يتم بناء خيمة أخرى بجانب البلدية وذلك لأن الخيمة القائمة توجه أصابع الاتهام فقط إلى الشرطة ..مع أن هذا الادعاء نصف الحقيقة..والشرطة بنظري ليست نزيهة ولها حصة الأسد بما نعاني منه من تفشي ظاهرة العنف وانتشار الجريمة, وهي لا تقوم بدورها المنشود…لكن وهنا السؤال الأهم :ماذا عن الخيمة الثانية والتي يجب تكون هذه المرة أمام مبنى بلديه أم الفحم لتقوم هي الأخرى بدورها في بناء الإنسان من خلال المؤسسات والتي تديرها على مدار ثلاثة عقود وتنفق عليها الوزارات المختلفة ما يقارب 150 مليون شاقل سنويا من أصل 212 مليون شاقل ورأينا ذلك من خلال ميزانية بلدية أم الفحم للعام 2012 …!! أستغرب من بعض قياداتنا العربية إن تم حل سلطة محلية عربية واستبدالها بلجنة معينة بسبب إخفاقاتها وسوء إدارتها, نحتج ونقيم الدنيا ونقعدها ثم نزعم أنه بإمكاننا أن نقود أنفسنا بأنفسنا ونستطيع أن ندير شؤون بلادنا وبلدياتنا ولا ينقصنا الكفاءات ولا القيادات… وعندما نقودها نحن ونتلقى 150 مليون شاقل سنويا ثم نفشل ..نعيد الكرة مرة أخرى إلى الملعب الآخر ..ثم ندعي بان السلطة الرسمية هي السبب وأن المؤامرة تستهدفنا وغير ذلك من الخرافات ….لماذا التهرب من المسؤولية..؟ لماذا نستصعب الاعتراف بالخطيئة مع أن الاعتراف بالذنب فضيلة ..؟

لا بد للمواطنين أن يفهموا أن السلطات المحلية ما هي إلا إدارة مؤسسات, ومن يقف على رأس هذا الهرم ويديره يجب أن يكون إداريا ومهنيا .. وليس بالضرورة خطيب أو متحدث يتقن فن الكلام والفلسفة..أو ضليع في تفسير الأحلام!.وكلمه حق يجب أن تقال في حق بعض رؤساء السلطات المحلية العربية والذين نفتخر بهم ونتباهى بإنجازاتهم الحقيقة وليست الوهمية.. وذلك بفضل إخلاصهم لبلدانهم وحسن اختيارهم لقدراتهم الإدارية والقيادية..!! مع أن قناة الجزيرة لا تعرفهم.. ولا تسوق بطولاتهم..وعلمي بهم أنهم أيضا لا يتلقون أي مساعدات من دولة قطر الديمقراطية.. ملجأ علماء الدين والأحرار أو….وهم غير مستهدفون من قبل….ولا تلاحقهم أمريكا وبريطانيا…ولا يتم رصد تحركاتهم ..أو منعهم من دخول دول…

المواطن الفحماوي بمقاطعتة للخيمة في أم الفحم, يقول بصراحة انه لا يثق بالخيمة كحل أوحد للأزمة ..ولا يثق بمن يمثل هذه الخيمة باعتبار أنه جزء من المشكلة وليس جزء من الحل …. والمطلوب هو العمل الحقيقي والمهني والصدق والأمانة والكف عن المزايدات والبكاء واللطم و العويل..والمطلوب أيضا هو استثمار الموارد والميزانيات البلدية في مكانها والكف عن تبييض الأموال وطرز المناصب والمناقصات حسب المقاسات لشراء الذمم..وبكل ثمن ..وبغض النظر.. والأدهى والأمر وباسم الدين …

بقلم تيسير سلمان محاميد, ام الفحم

اقرأ المزيد للكاتب تيسير محاميد:استقلالهم !! ونكبتنا … نظرة متفحصة !!

تيسير سلمان محاميد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة