” طرطشات” على الايام

تاريخ النشر: 30/05/14 | 11:00

السياحة الدينية، الصناعة الدوائية والعمالة الماهرة قد تشكل الاعمدة الرئيسية لبناء اقتصاد وطني مستقل قادر على الاستغناء ولو نسبيا” عن الدعم والتمويل الخارجي، فالاستقلال الحقيقي للدول لا يعتمد فقط على خروج المحتل من الارض وانما على قدرة الشعب وسلطته الوطنية على بناء مؤسسات قادرة على ادارة البلاد بعد كنس الاحتلال وقادرة على بناء اقتصاد وطني تنموي متحرر من التبعية للمنح الخارجية واصحابها، ولا يستوي هذا الامر الا اذا كانت الدولة او السلطة تملك الرؤية والادوات ومصادر الدخل المأمول، وفي واقعنا الفلسطيني فان الواضح للعيان غياب مثل هذه الرؤية وعدم وجود ادراك حقيقي لما يمكن ان يصنعه الاهتمام بالسياحة الدينية وتنظيم رحلات سياحية لاماكننا المقدسة من كافة اسقاع الدنيا وبشكل يومي ومنظم وتطوير صناعتنا الدوائية بدل خنقها بعدم تسديد مستحقاتها المالية اما العمالة الماهرة فكل ما نخشاه ان جامعاتنا الوطنية تحت ضغط العجز المالي لديها قل اهتمامها بنوعية الخريجين ولا يوجد للاسف برامج تدريبية وتأهيلية بعد التخرج لتحضير الخريجين لسوق العمل في الداخل والخارج.

· متوسط عمر وزاراتنا اصبح لا يتعدى العام الواحد، امر في غاية الخطورة على خطط التنمية والامن الوظيفي، فكل قادم جديد يعتبر ان الاصلاح والتنمية تبدء معه ومن خلاله بعد ان الهم الله اولي الامر باختياره وزيرا”، فيبدء في تفكيك ما هو قائم على اعتبار انه فاسد او غير ملائم لطموح وروأه كقادم جديد ومخلص وما ان ينتهي من التفكيك ومحاولة اعادة التشكيل وفق قناعاته وروأه حتى تتغير الحكومة وبعد ذلك يتسائل الناس لماذا نتخلف عن اللحاق بركب التنمية البشرية ونحقق نهضتنا الاقتصادية والاجتماعية؟ اننا نتمنى على رئيس الوزراء الحالي الجديد ان يوعز لوزراء حكومته الجديدة ان يتفرغوا لخدمة الناس وتوفير الاجواء المناسبة لاجراء الانتخابات التشريعية القادمة وان يرحموا موظفي وزاراتهم وان يوفروا لهم الاستقرار الوظيفي.

· رئيس مجلس ادارة هيئة التقاعد الجديد وهو صديق وزميل سابق اعلن خلال تسلمه لمهام عمله الجديد في الهيئة بانه قد أصبح لدينا الآن في فلسطين صندوق للضمان الاجتماعي الشامل والإلزامي، والذي يشكل أحد أهم روافع الحماية الاجتماعية، وبصفتي مواطن احاول ان اتابع ما يتعلق بحقوق المواطنين وبشكل خاص مظلة التأمينات الاجتماعية لم اجد بعد في قوانيننا وانظمتنا المعمول بها ما يشير الى وجود صندوق للضمان الاجتماعي الشامل والالزامي فمظلة الضمان الاجتماعي تعني في ما تعنية وجود قانون يحكم رزمة التأمينات والتي تشمل خدمات الرعاية الصحية ويوفّر الدخل الآمن لاسيّما في حالات الشيخوخة والبطالة والمرض والإعاقة والإصابة في العمل والأمومة وفقدان معيل رئيسي، فأين نحن من كل ذلك؟.

· بعد سبع عجاف، صعاب، تبدء مسيرة جديدة لسنوات قادمة تحمل الامل والخير بمصالحة حقيقية واعادة لحمة قوية لشقي الوطن باركتها زيارة البابا فرنسيس الاول لبيت لحم والقدس والذي اعلن انه ((من حق الفلسطينيين الحصول على وطن سيد ومستقل، وان يعيشوا بكرامة وان يتمتعوا بحرية الحركة والتنقل، معربا” عن أمله بان يتحول حل الدولتين إلى واقع وان لا يبقى أضغاث أحلام))، نأمل ان تكون المرحلة القادمة مرحلة بناء حقيقية لاعادة الثقة بمؤسسات الدولة واستكمال بناء هذه المؤسسات وفق قواعد المهنية والشفافية واحترام القانون بما يعزز المواطنة وان نتطلع جميعا” الى ضرورة بناء مؤسساتنا الرقابية الحقيقية وهي المجلس التشريعي والمجلس الوطني وان تتوجه انظارنا وافكارنا وجهودنا نحو الهدف الاسمى الا وهو العضوية الكاملة في الامم المتحدة وقيام الدولة الديمقراطية بعاصمتها القدس.

· غوغل تعدنا اليوم بخدمات ما بعد الحياة، فالارث لن يبقى مقتصرا” على المال والارض والعقار وانما سيتعدى ذلك الى توريث الملفات الالكترونية الهامة والحساسة ونقل ملكيتها وصلاحية استخدامها الى احد الورثة المحتملين الذي يسمية صاحب الحسابات الالكترونية قبل وفاته.

الدكتور فتحي ابومغلي

dr.ft7em8le

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة