ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

إخوتي في هذا الجمع الكريم…

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
– بادئ ذي بدء، أحيي أول من يستحقون التحية والتكريم في هذا الجمع الكريم، نعم إنهم أبناء بلدي الكرام الذين لبوا الدعاء واستجابوا للنداء، وأزالوا الهوائيات عن طيب خاطرهم، فبارك الله فيكم وأسأل الله ان يعوضكم خيراً كثيراً حلالاً طيباً خيراً منها.

– وباسمي وباسم جميع مرضى السرطان الذين ما زالوا يعانون ويرزحون تحت وطأة هذا القاتل الخبيث، أحيي جماهير بلدي الطيب كفر قرع الذين يهمهم أمر أهل هذا البلد الطيب كما يهمهم امر اهلهم وانفسهم، والذين وقفوا وقفة رجل واحد في هذا المشوار المقدس.- وأحيي اللجنة الشعبية الساهرة على كل هذا المشوار “لجنة صرخة وجع”، والتي لولاها لما سرنا في هذا المشوار ولما بدأت أولى خطواته، وأدعو لجنة صرخة وجع أن تستمر في مشوارها حتى آخر خطواته وحتى يتكلل مشوارها بالنجاح إن شاء الله، بارك الله فيكم وفي مسعاكم وسدد خطاكم أجمعين، ولتكن صرختكم قوية حتى إزالة الوجع…..

– أما صرختي هذه، فإنها صرخة ألم شديد ووجع كبير.. لكنها مكتومة !!! فصرعى هذا الخبيث لا يستطيعون حتى الصراخ، صرخة أخاطب بها قلوبكم أيها الناس،أخاطب بها ضمائركم يا أصحاب الهوائيات، يا من بيدكم التخفيف من معاناتنا.. بل ربما اقتلاع هذه المعاناة من الجذور والقضاء على هذا المرض الملعون، فهل من مجيب ؟ وهل ستبخلون علينا بالخلاص ابتغاء منفعة دنيوية مادية لا تساوي بأي حال من الأحوال القليل مما نعانيه، فما زالت هذه الموجات السامة القاتلة تسري في أجسادنا، وما زلنا نقع صرعى وقتلى لهذا القاتل القاسي الخبيث المخادع، وما زالت أوصالنا تتقطع من شدة الآلام التي تسري في أجسادنا كل يوم بل كل ساعة وكل دقيقة من كل يوم.

– وصنوف المعاناة من المرض، ومن علاجه الكيماوي الذي هو أشد من المرض نفسه، كثيرة جداً وأكثر من أن أحصيها، ناهيك عن المعاناة النفسية والكآبة التي تكاد تكتم أنفاسنا، وعن الأدوية الشديدة التي نتناولها كل يوم لتخفيف القليل من آلامنا، فاما أن نئن ونتوجع بل نصرخ إن استطعنا من شدة الألم، أو نكون تحت تأثير أدوية أعراضها شديدة بحيث تقلب حياتنا رأساً على عقب.

– وفي ظل هذا الواقع المفزع المخيف الأليم، بتنا وأصبحنا لا نتمنى إلا الخلاص النهائي بالموت..، وأي حياة نرجوها وما بها حياتنا إلا الألم والجزع، والحزن والكآبة والمعاناة الشديدة الدائمة التي تملئ علينا ما تبقى من حياتنا.

– أيها الناس.. يا أصحاب الهوائيات هل من مجيب؟ وهل من نهاية لكل هذا
ارحمونا يرحمكم الله…

فلقد قال صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).

أيها الناس…
فارحموا من في الأرض يرحمكم رب السماء

وقال أيضاً: “ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه.

أيها الناس.. يا أصحاب الهوائيات أتركوا هذه الهوائيات لله ولا تخافوا على أرزاقكم، وتوكلوا على الله فهو الرزاق الكريم، فإن من ترك شيئاً لله أبدله الله بخير منه من حيث لا يحتسب، واقتدوا بالإخوة الطيبون الذين سبقوكم الى هذا الخير، وكونوا أنتم أيضاً قدوة وسباقين الى فعل الخير.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً: (لا ضرر ولا ضرار، من ضارَّ ضاره الله ومن شاقَّ شاق الله عليه).
والضرر ما يحصل بلا قصد، والضرار ما يحصل بقصد, ونفى النبي صلى الله عليه وسلم وحرم الأمرين معاً.

– ومما اتفق عليه المفتين أن ما غلب عليه الظن أنه ضار فلقد دخل في دائرة الضرار المتعمد المحرم ودخل في دائرة الحرام، وما نحن بشأنه من ضرر الهوائيات غلب الظن عليه، بل قُطع الشك باليقين.

– واليكم مثالاً صغيراً على أضرار الموجات عالية التردد وتدعى أيضاً مايكرو ويف (Micro wave) التي نحن بشأنها، فجهاز الميكرو الذي يمتلكه معظمنا في مطبخه يقوم بطهي اللحوم وجميع انواع الطعام بواسطة تلك الموجات عالية التردد (Micro wave)، وتلك الاشعة مسيطر عليها في جهاز الميكرو بإحكام بالغ، بينما ليس الأمر كذلك بالنسبة للهوائيات، فكيف بك لو وصلت هذه الأشعة القاتلة الى جسم الأنسان ؟؟؟ ولو وصل القليل اليسير منها لجسم الانسان لكان كافياً “لنضوجه” وقتله في الحال، وان لم يقتله حالاً قتله بأشد من ذلك بأساً وتنكيلاً، فأصابه بالسرطان وقتله ألف مرة بدلاً من مرة واحدة.

– فيا أيها الناس.. يا أصحاب الهوائيات، ان حالنا لا يخفى عليكم، أترضون أن تنضج” أجسادنا ونتسرطن” بتأثير تلك الموجات السامة القاتلة المسرطنة ؟؟؟ أطيعو الله ورسوله وتخلصوا من هذه الهوائيات يرحمكم الله، استجيبوا لله ورسوله ولأهل هذا البلد الطيب ولأبنائه الطيبون لصد هذا المرض الخبيث وبوؤوا برضى الله ولا تبوؤوا بغضبه..

– أيها الناس.. يا أصحاب الهوائيات، انني على قناعة تامة أنكم كما لا ترضون هذا لأنفسكم ولأبنائكم، فإنكم لا ترضونه لأي أحد من أهل هذا البلد الطيب.

فارحمونا يرحمكم الله ويرزقكم من حيث لا تحتسبون…
ارحموا من في الأرض يرحمكم رب السماء

أسأل الله أن يشفي جميع المرضى في هذا البلد الطيب، وفي الدنيا بأسرها، وأسأل الله لكم جميعاً، وأصحاب الهوائيات أولكم، أن يحميكم الله ويجنبكم جميع الأمراض ما ظهر منها وما بطن.
اللهم عليك نتوكل وبك نعوذ وبك نلوذ وإليك نفزع أن تكشف ضرّنا وهمنا وغمنا وكربنا…
اللهم آمين.. وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بقلم: المربي محمد حبايب، أبو شادي – كفرقرع