المسؤولية طريق الى القيادة (1)
تاريخ النشر: 20/05/14 | 9:33يقول تعالى: (انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا).
من هذه الاية نستوعب ان المسؤولية امانة وان الامانة حملها ثقيل وعليها تترتب التزامات وجهود وثقة واخلاص..
ما المسؤولية؟!!
المسؤولية مشتقة من السؤال وهي تعني من كان في وضع السؤال والمساءلة. والانسان يوصف بانه كائن أخلاقي بحكم أفعال، ومن دون شك التقييم وهذه المساءلة نابعة من كون الانسان مكلفا يشعر بالالتزام مرة امام نفسة ومرة امام غيره، وهذا الالتزام يجعلنا نصفه بأنه مسؤول.
ولكن بعض الناس تهرب من هذه المسؤولية، من اخذ القرارات وتحمل الاعباء، وقد تكون للبعض غير محتملة، ومنهم من يرمي بها على الاخرين والاسوء من كل هذا اولاء الذين يتهاونون ويهملون هذه المسولية
المسؤولية هي تكليف واختبار وابتلاء..والمسؤولية لغة هي: الأعمال التي يكون الإنسان مطالباً بها.
أما المسؤولية اصطلاحا فهي المقدرة على أن يلزم الإنسان نفسه أولاً، والقدرة على أن يفي بعد ذلك بالتزامه بوساطة جهوده الخاصة.
وقيل: المسؤولية حالة يكون فيها الإنسان صالحاً للمؤاخذة على أعماله وملزماً بتبعاتها المختلفة
يعقب المسؤولية ثواب لمن أحسن القيام بها.. قال عليه الصلاة والسلام: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله….. إمام عادل )
أو عقاب لمن أساء فيها…. قال عليه الصلاة والسلام: “ما من عبد يسترعيه الله رعية،يموت يوم يموت وهو غاشّ لرعيته إلاّ حرّم الله عليه الجنة”
وللمسؤولية انواع تجعل القائد يتربع على قلوب الناس كالشامة تلمع في الافق منها المسؤولية الاجتماعية والتي هي محور حديثي في الطريق الى القيادة..
المسؤولية الاجتماعية:
هي تاصيل الروابط وتمتين العلاقات الانسانية، فخدمة الناس هي قناة لتحقيق الوحدة والتماسك والتعاون والالتزام. ثم ان هذا الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، شعور نبيل معه نتجاوز الشكليات الى قدسية الواجبات
والمسؤولية الاجتماعية ترتكز على عناصر ثلاثة مهمة وهي: الاهتمام والفهم والمشاركة.
الاهتمام: وهو بكل بساطة حب الناس، الارتباط الوجداني بينك انت وبين من حولك من الناس،اهتمامك بالناس وانشغالك بامورهم وقضاياهم، الانفعال مع الناس، ان تعتبر نفسك في قلب المسؤولية والتأثر والتأثير حيث يجتمع الفكر والقلب في قناة واحدة لتحقيق التكافل الاجتماعي، وحب الناس يصنع منك قائدا متميزا يسعى لخدمة المجتمع ورفعته.
الفهم: هو بكلمة واحد ” الاستيعاب ” ان استوعب الناس على قدر عقولهم واخاطبهم بما يحبون واشاركهم في الهموم والمسؤوليات، وان اقبل الناس كما هي مع محاولة التغير بالحب والعقل والاستيعاب يعني ان ادراك وفهم الظروف التي ينتمي اليها الاشخاص، من ماضي وحاضر وبيئة وثقافة، ان اتحاور بعقلانية واتقبل رأي الآخر دون التنازل عن وجهة نظري.
المشاركة: هي حب الناس واستيعابهم وخدمتهم، ان اكون خادم للناس، المشاركة مسؤولية وهي القناة الاساسية للحياة الاجتماعية، هي القيام بواجبات الناس، وتحمل مسؤولياتهم بضمير حي وروح جميلة وارادة عالية وشحذ همه، واقصد هنا مشاركة الناس في التقرب اليهم ومساعدتهم في تحقيق الاهداف.. خطط ثم باشر في التنفيذ كن قائد بين المجموعة واطرح الافكار بالمشورة، ولا تصغر احد مهما كان وكن الوعاء الكبير الذي يسع الجميع.
الطريق الى القيادة:
هل تشعر بالمسؤولية تجاه دينك ووطنك ومجتمعك؟
اذا انت في الطريق الى القيادة!
الطريق الى القيادة هي لن تكون مفروشة بالورود والازهار وهي ليست بالضرورة ان تكون وعرة شائكة ولكن من المهم والضرورة ان يكون فيها تحمل المسؤولية وتبدأ بداية الطريق في النزول الى الناس وحمل هم الناس وهي احيانا لا تكون بالفطرة ممكن ان نكتسبها او نتعلمها وهي ترتكز على المهارات والقدرات، والحس الاخلاقي والوجداني والفكري والارادة الفاعة والثقة بالنفس وروح المبادرة والابداع في العمل…اما التعلم فيكون في الثقافة والتفكير وحسن السلوك والصدق والامانة ومردها ما تشربه الفرد من تنشئة وجدانية واخلاقية وسلوكية فالقائد يشارك بمسؤولية تامة ولا يلقى بالمهام والمسؤوليات على من حوله حتى يرتاح..
اذا القيادة تعتمد على الشخصية القادرة المنفتحة المشاركة المخططه والمنفذه التي تتحمل المسؤولية التامة دون افراط او تفريط.
من فوائد تحمل المســــؤولية:
1.تشعر بوجود أداء الأمانة أمام الله وأمام الناس.
2.الإخلاص في العمل والثبات فيه.
3.كسب ثقة الناس واعتزازهم به.
4.يشعر الشخص المسؤول بالسعادة تغمره كُلما قام بتنفيذ عمل نافع.
5.كُل مسؤول بقدر استطاعته تحَمُّلِه ولا يخلو أحد من المسؤولية مهما قلت منزلته في المجتمع.
6.تجعل بُنيان الدولة قوياً غير قابل للتصدع عند التعرُّض للمحن والحُروب.
7.المسؤولية تجعل للإنسان قيمة في مُجتمعه.
دانية خالد: مديرة جمعية سند