مقال فلسفي جداً ….

تاريخ النشر: 15/12/11 | 1:11

نحن نولد في هذا العالم كل يوم تقريبا، إذ تكون لدينا القدرة الكافية على مواجهة ومجابهة الحقائق المؤلمة والقاسية، ولكن هل هذه الولادة المتجددة تساعدنا فعلا على الوصول إلى أهدافنا وغاياتنا؟؟ وهل نحن حقا بحاجة لها لكي نستمر في الحياة؟؟ أم أن في ذواتنا مجرد رغبة، أو حنين عميق للتغيير الذي لا نقدر على ممارسته دائما، فنلجأ إلى الاعتقاد به، لكي نثبت اننا وقبل كل شيء بشر ونستحق الحياة على هذا الكوكب؟؟ ثم ما معنى ان يكون الانسان ناجحا او فاشلا ؟؟ ماذا لو سقطنا وتعثرنا مرارا؟؟ هل تلغى من سجلاتنا شهادة الانسانية؟؟ او ربما سوف يدرجون اسمائنا مع قطعان الماشية، او في اسوأ الحالات سوف ننفى الى مجرة التجاهل البشري.

حسنا انا اعتقد ان الوضع الاخير سوف يكون افضل من غيره، اذ ليس كل البشر هم كما يدعون !!.. كما ان هذه الحال سوف تتيح لك ان تتفكر في تفاهة هذا العالم: الذي ينتظر دائما اشياء غير موجودة، او يتوقع حدوث الكوارث ،فيخترعها لكي يثبت صدق تنبؤاته; اضافة الى اننا اليوم نواجه خطر الاعتماد المبالغ فيه على الاخرين, في مجالات التسلية والاجتماعيات بل وفي تشكيل وجودنا نفسه مما يجعل قوانا الداخلية تضمحل نتيجة لعدم استخدامها، لذا سيكون لنفينا المزعوم هذا فائدة يقدمها لنا الاخرون لأول مرة وان كان بدون وعي منهم.

اذن وبعيدا عن تعقيد المصطلحات الفلسفية الجامحة: نحن نعيش في هذا العالم والكثير من الايدي الغير مرغوب بها تمتد لكي تصفع الحقائق النسبية، التي احطنا انفسنا بها على سبيل ايجاد الوضع المثالي المناسب لأهوائنا البشرية.

ثم ما نحن في الحقيقة... سوى مجموعة من البشر، حمقى متنازعين على كل ما ليس لنا ؟؟

حقا انه لأمر لطيف ان نعلم اننا لسنا الوحيدين في هذا العالم ولكن.. هل من مصلحتنا ان نكون كذلك؟ اعني مجموعة فريدة من المخلوقات التي تدرك الفرق بين ما هو قائم وبين ما يجب ان يكون ومع ذلك نجدنا دائما نحاول التصرف بالطريقة المخالفة للمبادئ التي تقرها عقولنا، حيث نحتل دائما المناصب العليا في قائمة مدمري هذا العالم -الذي يتحملنا رغم كل شيء-.

حتى اننا نتعجب ونستنكر بشدة محاولة الكون للتعبير عن مكنوناته بطرقه الخاصة من تصحُّرات وزلازل وبراكين مع انه لا يحق لنا الاعتراض ليس فقط لأن له حقا طبيعيا في التعبير ولكن لأن هذه الكوارث الطبيعية هي في معظم الاحوال انعكاس شفاف لطبيعة جرائمنا في حق هذا العالم.

كثيرا ما نشعر اننا نعرف ما نريد واننا حسبنا خطواتنا بدقة ولكن هناك دائما باب ما او حتى شباك صغير لا تتسع لمفتاحه جيوبنا لذا اعتقد انه يجدر بنا ان ننتبه الى حدود امكاناتنا البشرية قبل ان نخطط لهدم حياة العديد من المخلوقات التي لم تنصبنا ابدا اسيادا لها.

عذرا على سوء مقالتي واطالتي ولكنها كانت افكاري وليدة اللحظة فكتبتها!!

 بقلم رجاء عبد الباقي

‫4 تعليقات

  1. حقا مقاله جميله ومعبره وفيها خفايا ومعاني كبيره وغريبه بنفس الوقت حقا شكرا رجاء عبد الباقي على كلماتك الصريحه والصادقه

  2. المفال فيها مضامين مهمه عالية وفهما ليس بالمستحيل وان لم يكن سهلا.
    تحياتي

    محمد

  3. لا ريب أنّ هناك أفكارا وآراء ظهرت في هذا النصّ، ولكن
    أقترح – في المستقبل – أن تحدّد النقاط التي تبغي عرضها
    ومعالجتها مسبقا، ليكون النصّ أكثر تماسكا وإقناعا!

  4. شكرا للجميع على التعليقات المشجعة وساّخذ في عين الاعتبار النقد الذي اوردتموه في التعليقات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة