حرب حزيران 67… من استسلام عربي خلال 6 أيام الى صمود غزّي لأكثر من 600 يوماً
الإعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 08/06/25 | 12:06
حرب الخامس من حزيران التي تمر هذه الأيام ذكراها الثامنة والخمسين والتي شنتها إسرائيل عام 1967 على ثلاث دول عربية (مصر، الأردن وسوريا) وانتصرت فيها على جيوش تلك الدول، تفنّن العرب واجتهدوا في إيجاد أوصاف لهذه الحرب، التي كانت ولا تزال وصمة عار على جبينهم. فمنهم من قال عنها (نكسة) ومنهم من وصفها بـ (نكبة) . أما إسرائيل فقالت عنها (حرب الأيام الستة). ومهما تنوعت الأوصاف، فهذه الحرب هي في حقيقة الأمر هزيمة مخزية للعرب وليس فقط للدول الثلاث التي هزمتها إسرائيل واستولت على أراض منها في تلك الفترة الزمنية التي مضى عليها 58 عاماً.
في تلك الفترة، كان الصحفي محمد حسنين هيكل الإعلامي رقم واحد في مصر وكان مقرياً من الراحل عبد الناصر. فبعد الهزيمة المُرّة لجيوش الدول العربية الثلاث في حرب حزيران عام 1967، اختار هيكل، وصف ما جرى بـ “النكسة”، معتبرًا أن ما حدث، هو مجرد “كبوة؟!” للأمة العربية، لا هزيمة ساحقة ستبقى تدفع ثمنها منذ 58 عامًا وإلى اليوم. اختيار هيكل لكلمة نكسة جاء هرباً من استخدام كلمة (هزيمة) خدمة لعبد الناصر وأيضاً من باب “التقليل من أهمية الحدث لفظاً ” رغم أنه عملياً مصيبة حلت بالعرب.
ويبدو أن هيكل نسي أو تناسى الفرق بين النكسة والهزيمة. وعندما. تستولي إسرائيل خلال ستة أيام فقط على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان، مما تسبب بنزوح أكثر من 500 ألف عربي، وتكبد الجيوش العربية خسائر بشرية وعسكرية فهذه ليست نكسة بل هزيمة نكراء لحقت بالدول العربية. الخاسر الرئيس في تلك الحرب كان جمال عبد الناصر، الذي اقتربت الشعوب العربية من جعله “أسطورة؟!” للثقة التي منحوها له، بسبب قدرته (الكلامية فقط) على كسب قلوب الملايين في الوطن العربي، لدرجة وصلت بهم المبالغة الى الحديث عن وجود صورته في القمر عند اكتماله. لكن هذه الصورة تلاشت عقب هزيمة عبد الناصر مطأطأ الرأس في حرب حزيران بعد أن خيّب آمال العرب من المحيط الى الخليج.
يقولون أيضاً (وهذا كذب طبعاً) ان حرب حزيران هي (نكبة). والنكبة يا سادة هي التهجير القسري الجماعي والطرد بقوة السلاح كما حصل عام 1948 حيث طُرد أكثر من سبعمئة وخمسين ألف فلسطيني من ديارهم وتحولوا للاجئين، بينما الهزيمة هي خسارة أمام الآخر. هذه الهزيمة العربية أصر هيكل طوال حياته الصحفية تسميتها نكسة، إلا أن الشعب الفلسطيني ورغم المصيبة استطاع تحدي الهزيمة وإطلاق الثورة الفلسطينية جهراً بعد أن كانت محظورة من الأنظمة العربية واستعاد من خلالها الهوية الفلسطينية وحقق اعترافات بمنظمة التحرير”.
“نكسة هيكل” صنع منها الفلسطيني ثورة وصمود من أجل الحرية والحقوق لا يزال حديث العالم، وقطاع غزة خير مثال على ذلك. فبالرغم من الحرب الاسرائيلية عليه المستمرة منذ أكثر من ستمائة يوم بدعم أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى، لم يستسلم القطاع ولم يرفع الراية البيضاء، بينما جيوش ثلاث دول عربية لم تصمد أمام إسرائيل وحدها سوى ستة أيام.